الواشنطن بوست تكشف توقعات المخابرات الأمريكية حول الهجوم الأوكراني المضاد
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الجمعة 18 آب/ أغسطس في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، حول توقعات المخابرات الأمريكية حول الهجوم الأوكراني المضاد على المواقع الروسية.
وقالت المجلة في تقريريها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، “يقدر مجتمع الاستخبارات الأمريكية إن الهجوم المضاد الأوكراني سيفشل في الوصول إلى مدينة ميليتوبول الرئيسية في جنوب شرق البلاد، وهو اكتشاف إذا ثبت أنه صحيح، سيعني أن كييف لن تحقق هدفها الرئيسي المتمثل في قطع الجسر البري الروسي إلى شبه جزيرة القرم في دفعة هذا العام.
وأضافت المجلة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، يستند هذا التقييم القاتم إلى الكفاءة الروسية الوحشية في الدفاع عن الأراضي المحتلة من خلال كتيبة من حقول الألغام والخنادق، ومن المرجح أن يدفع أصابع الاتهام داخل كييف والعواصم الغربية حول سبب الهجوم المضاد الذي شهد عشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “ميليتوبول هي مهمة بشكل حاسم في الهجوم المضاد الأوكراني لأنها تُعتبر بوابة لشبه جزيرة القرم، المدينة تقع في تقاطع طريقين سريعين مهمين وخط سكة حديد يتيح لروسيا نقل العسكريين والمعدات من الشبه الجزيرة إلى المناطق المحتلة الأخرى في جنوب أوكرانيا.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن قوات أوكرانيا، التي تتجه نحو ميليتوبول من بلدة روبوتين التي تبعد أكثر من 50 ميلًا، ستبقى على بعد عدة أميال خارج المدينة وقد تم التحدث مع مسؤولين من الولايات المتحدة والدول الغربية وحكومة أوكرانيا لهذا التقرير شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات العسكرية الحساسة. وفقًا للصحيفة.
وكانت أوكرانيا بدأت الهجوم المضاد في أوائل حزيران/ يونيو على أمل تكرار نجاحها “المذهل” في دفعة الخريف الماضي عبر منطقة خاركيف. لكن في الأسبوع الأول من القتال، تكبدت أوكرانيا خسائر كبيرة في مواجهة الدفاع الجيد الإعداد من قبل روسيا، على الرغم من امتلاكها مجموعة متنوعة من المعدات الغربية الحديثة، بما في ذلك مركبات القتال برادلي الأمريكية والدبابات الألمانية من طراز ليوبارد 2 ومركبات خاصة لتطهير الألغام.
وقال مسؤولون أمريكيون وغربيون إن المناورات الحربية المشتركة التي أجرتها الجيوش الأمريكية والبريطانية والأوكرانية توقعت مثل هذه الخسائر ، لكنها تصورت أن تقبل كييف الخسائر باعتبارها تكلفة اختراق الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا.
لكن أوكرانيا اختارت وقف الخسائر في ساحة المعركة والتحول إلى تكتيك الاعتماد على وحدات أصغر للمضي قدمًا عبر مناطق مختلفة من الجبهة، وأدى ذلك إلى تحقيق أوكرانيا مكاسب متزايدة في جيوب مختلفة خلال الصيف.
وأضاف المسؤولون أنّ “لروسيا ثلاثة خطوط دفاعية رئيسية هناك ثم مدن محصنة بعد ذلك”. “إنه ليس مجرد سؤال حول ما إذا كان بإمكان أوكرانيا خرق واحد أو اثنين منهم، ولكن هل يمكنهم اختراق الثلاثة ولديهم ما يكفي من القوات المتاحة بعد الاستنزاف لتحقيق شيء أكثر أهمية مثل أخذ مدينة توكمك أو شيء ما بعد ذلك”.
من جانبه، قال “روب لي” المحلل العسكري في معهد أبحاث السياسة الخارجية ، إن الطريق إلى ميليتوبول يمثل تحديًا كبيرًا، وحتى استعادة مدن أقرب مثل توكماك ستكون صعبة.
وبحسب “واشنطن بوست”، فقد كرست كييف مؤخرًا المزيد من الاحتياطيات للجبهة، بما في ذلك وحدات سترايكر وتشالنجر، لكنها لم تخترق بعد الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا.
وإنّ النظرة القاتمة، التي أُطلع عليها بعض الجمهوريين والديمقراطيين في الكابيتول هيل، دفعت بالفعل إلى لعبة إلقاء اللوم داخل الاجتماعات المغلقة.
وفي صعيد متصل، يرفض بعض الجمهوريين الآن طلب الرئيس بايدن للحصول على 20.6 مليار دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا في ضوء النتائج المتواضعة للهجوم، أما الجمهوريون الآخرون والديمقراطيون المتشددون بدرجة أقل، انتقدوا الإدارة لعدم إرسال أسلحة أكثر قوة إلى أوكرانيا في وقت قريب. بحسب الصحيفة الأمريكية.