أصدر الفيلق الثالث في الجيش الوطني السوري، اليوم الجمعة 4 آب/ أغسطس، بيانًا توضيحيًّا حول الاقتتال الذي جرى بين مكوناته بتاريخ 28 تموز/ يوليو الماضي، في “تل أبيض” شمالي محافظة الرقة السورية.
وقال البيان إن “قيادة الفيلق الثالث تأسف أشد الأسف للحادث الدامي الذي وقع في منطقة تل أبيض بتاريـخ 2023\07\28، وتؤكد أنه حادث لا يتناسب مع سلوك وطبيعة مكونات الفيلق الثالث”.
كما أدانت قيادة الفيلق وجرّمت “بشدة أي تحاكم للسلاح بين الإخوة، ونفت نفيا قاطعا كل ماتم تداوله من مزاعم كاذبة وإشاعات مغرضة عن وجود اقتتال بين مكونات الفيلـق أو صراع بين قياداته”.
وأوضحت أن “ما جرى هو حدث داخلي محدود ضمن إحدى مكونات الفيلق الثالث، وقد سارعت قيادة الفيلق متمثلة بقائد الفيلق وقادة الفصائل مجتمعة منذ اللحظات الأولى لاحتواء الموقف وضبطه بالتنسيق مع مؤسسات الشرطة العسكرية والقضاء العسكري”.
وأعلن البيان أن “قيادة الفيلق تعمـل جاهدة لتلافي تبعات هذا الحادث المؤسف وترميم الصدوع الناتجة عنه وتطوير الأداء منعا لتكرار أي حوادث مماثلة”.
واندلعت اشتباكات عنيفة، ظهر يوم الجمعة 28 تموز/ يوليو، داخل معبر “تل أبيض” السوري الحدودي مع تركيا، بين مكونات الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري.
وبحسب مراسل “بوليتكال كيز | political keys” فقد سقط نتيجة الاشتباكات قتيل واحد وخمسة جرحى بينهم ثلاثة بحالة خطيرة.
وأوضحت مصادر خاصة لـ “بوليتكال كيز | political keys” أن سبب الاشتباكات التي اندلعت في تل أبيض هو صدور قرار من قيادة الفيلق الثالث بعزل القيادي المسؤول عن المعبر في “الجبهة الشامية” التابعة للفيلق “فراس صبوح” الملقب بـ “أبي الليث الحمصي”، الأمر الذي رفضه “الحمصي” ورفض معه تسليم المعبر.
ونتيجة رفض تسليم المعبر من قبل “الحمصي”، اتجهت قوة عسكرية مشتركة من قيادة الفيلق الثالث إلى المعبر لتنفيذ القرار، واندلعت إثر ذلك الاشتباكات التي سقط على إثرها قتيل وجرحى من الطرفين.
من جهة أخرى شهدت مناطق ريف حلب الشمالي، استنفارًا لقوات الفيلق الثالث، في حين قام الجانب التركي بإغلاق معبر باب السلامة لفترة مؤقتة خلال التوترات قبل أن يعيد فتحه مجددًا، في الوقت الذي شهدت فيه قواعد الجيش التركي المحيطة بمدينة أعزاز بريف حلب الشمالي استنفارًا عسكريًا أيضًا.
وتمت التهدئة في مدينة أعزاز دون اندلاع اشتباكات، على خلاف ما جرى في مدينة تل أبيض، وذلك عن طريق قوات فصل من الشرطة العسكرية والفيلق الأول.
وتوقفت الاشتباكات في تل أبيض أيضًا بعد انتشار لقوات الشرطة العسكرية والقوى التابعة للفيلق الثالث في المنطقة، بينما وصلت مجموعات تتبع للفيلق الأول في الجيش الوطني السوري لمحيط مدينه تل أبيض للمشاركة في فض الاشتباكات كذلك.
وللتأكد من صحة المعلومات حول أسباب الاشتباكات، تواصلت “بوليتكال كيز | political keys” مع قيادي رفيع في الفيلق الثالث للوقوف على تفاصيل ما جرى.
القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه، نفى أن تكون الاشتباكات الأخيرة نتيجة خلافات على إدارة المعبر، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام ربطت بين الاشتباكات التي حصلت ضمن مجموعتين من “الجبهة الشامية” التابعة للفيلق الثالث، وبين الخلافات حول إدارة المعبر، مؤكدًا وجود بعض الخلافات في هذا السياق مضيفًا: “هذه الخلافات يجري حلها عبر النقاشات والحوار في اجتماعات قيادة الفيلق ولا علاقة للاشتباكات الأخيرة بها”.