شركة إماراتية تستثمر في “الكربون الأزرق” بإفريقيا تبحث عن مشترٍ لأول دفعة من إنتاجها
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فبعد استثماره في مشاريع الحفاظ على الغابات في شرق إفريقيا، يقوم صندوق الشيخ دلموك آل مكتوم “بلو كاربون” بإرسال مواد تسويقية لأول مشاريعه لتعويض الكربون التي تدخل حيز التنفيذ.
وتفيد المعلومات التي حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” بأن صندوق تعويض الكربون “بلو كاربون” الذي يتخذ من دبي مقرا له، يرسل مستندات مبدئية للمشترين المحتملين بالجملة لاعتمادات الكربون، وذلك فيما يتعلق باستثماراته في مشاريع الغابات وإعادة التأهيل في زيمبابوي.
تم الإعلان عن المشروع لأول مرة خلال حفل توقيع بين الشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم والرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانغاغوا في أيلول/ سبتمبر الماضي، ويشمل مشروع “بلو كاربون زيمبابوي” مساحة تبلغ 5.1 مليون هكتار من الأراضي، معظمها مملوكة للحكومة، ومن المتوقع أن يبدأ إصدار اعتمادات الكربون العام المقبل.
وبتم تسويق المشروع للمشترين بالجملة على مستوى الحكومات لاعتمادات الكربون بموجب المادة 6 من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وهي بند يشجع الدول على التجارة الثنائية لاعتمادات خفض الانبعاثات، المعروفة باسم “نتائج التخفيف”.
تدعي المستندات التسويقية أن أعمال الحفظ في زيمبابوي ستؤدي إلى أكثر من 540 مليون “نتيجة تخفيف” – مقاسة بالأطنان المكافئة لثاني أكسيد الكربون المحتجز – على مدى 30 عامًا، وإذا تم إبرام صفقة قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، فإن مكتب العائلة الخاص بالشيخ دلموك آل مكتوم سيحصل على جزء كبير من العائدات.
خيبة الأمل
تم إنشاء “بلو كاربون” في عام 2022، وكانت تعوّل على مفاوضات مؤتمر المناخ (COP 28) الذي عُقد في دبي في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لإيجاد هيكل أوضح لتجارة الكربون بين الدول والشركات، لكن التوترات حول “تشغيل” المادتين 6.2 و6.4 من اتفاقية باريس أدت إلى طريق مسدود، ومع عدم وجود هيكل متفق عليه عالميًا للتجارة، كانت أسواق الكربون أبطأ في الانطلاق مما كانت تأمله “بلو كاربون”.
في العام الماضي، وقعت “بلو كاربون” مذكرة تفاهم مع منصة التداول ACX لبيع اعتمادات المشاريع في سوق الكربون الطوعي الجديد آنذاك في أبو ظبي، ومع ذلك، صرح متحدث باسم ACX بأن “شيئًا لم يحدث بخصوص شراكتنا السابقة مع بلو كاربون”.
شيخ ذو علاقات واسعة
على الرغم من أن الشيخ أحمد بن دلموك آل مكتوم لم يكن معروفًا بشكل واسع في الغرب سابقًا، إلا أنه يتمتع بسمعة راسخة في إفريقيا، وهو ابن عم ثانٍ لرئيس وزراء دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وقام بأول صفقة له في القارة الإفريقية في غانا عام 2015 من خلال شركته “أميري جروب” لتأجير مولدات الكهرباء، تلاها في عام 2019 استثمار أكبر بقيمة 65 مليون دولار في مصنع لتجميع الجرارات في أنغولا عبر شركة “كهيل أغريكلتورا أنغولا”.
في نفس العام، تم تصوير الشيخ وهو يلتقي مع رئيس غينيا آنذاك ألفا كوندي ورئيس ليبيريا حينها جورج وياه، ثم في صحراء الإمارات وهو يخيم مع نائب رئيس غينيا الاستوائية تيودورين أوبيانغ نغيما.
في العام الماضي، وقع الشيخ دلموك آل مكتوم مذكرات تفاهم مع الرئيس الزامبي هاكايندي هيشيليما ووزير المالية الليبيري صامويل توا، بالإضافة إلى الاتفاق الذي وقعه مع إيمرسون منانغاغوا.