أفادت معلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” موسكو قدمت “تبرعًا” ماليًا كبيرًا للجيش الأوغندي بقيمة 100 مليون دولار، وهو مبلغ يعادل 10٪ من إجمالي ميزانية وزارة الدفاع الأوغندية، وهذه الخطوة تهدف إلى تعزيز النفوذ الروسي في شرق إفريقيا، وتأتي في سياق تعزيز العلاقات بين البلدين، والتي يشكّل فيها موهوزي كينيروغابا، نجل الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، عنصرًا محوريًا.
موهوزي كينيروغابا، الذي يشغل منصب القائد العسكري لأوغندا، استضاف وفدًا روسيًا رفيع المستوى في العاصمة كمبالا في آب/ أغسطس 2023، وهذه الزيارة جاءت بهدف تعزيز التعاون العسكري بين القوات المسلحة الروسية وقوات الدفاع الشعبية الأوغندية (UPDF)، وتمخضت عن الإعلان عن تبرع غير مسبوق من موسكو للجيش الأوغندي، ومع أن التفاصيل حول كيفية استخدام هذه الأموال لم تُفصح للعلن، فإن حضور شخصيات بارزة مثل الفريق أول جيمس موجيرا، المدير العام لشركة المشاريع الوطنية، يشير إلى أن التبرع سيستخدم في مشاريع عسكرية وتجارية هامة.
العلاقات بين أوغندا وروسيا لم تبدأ حديثًا، ففي عام 2022، ساعدت موسكو في إنشاء منشأة لصيانة الطائرات المقاتلة في ناكاسونجولا، وهو ما وصفه الرئيس موسيفيني بأنه “رمز للعلاقات الطويلة الأمد بين البلدين”، وفي العام الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن نية موسكو توسيع هذه المنشأة وتحويلها إلى مركز إقليمي، مما يبرز التزام روسيا بتعميق تعاونها العسكري والفني مع أوغندا.
النقاشات حول التبرع بدأت خلال قمة روسيا وأفريقيا في سانت بطرسبرغ في تموز/ يوليو 2023، حيث اجتمع موسيفيني وبوتين لبحث التعاون العسكري الاستراتيجي، وكان موهوزي، الذي كان يشغل منصب مستشار رئاسي للعمليات الخاصة حينها، جزءًا من الوفد الأوغندي وشارك في الاجتماعات الرئيسية، وفي وقت لاحق، أبدى موهوزي إعجابه الشديد ببوتين وقدم عرضًا لإرسال قوات أوغندية لدعم روسيا في حربها مع أوكرانيا، مما يعكس التوجه الأوغندي نحو تعزيز العلاقات مع موسكو في وجه الانتقادات الدولية.
التحركات الروسية في إفريقيا، وعلى وجه الخصوص في أوغندا، تأتي في إطار تنافس دولي متزايد على النفوذ في القارة، كما قدمت روسيا مساعدات متنوعة لدول إفريقية عدة، مثل زيمبابوي ومالي وبوركينا فاسو، لكنها لم تقدم أي تبرع مالي مباشر بحجم التبرع الذي قدمته لأوغندا، مما يجعل هذا التبرع مميزًا ويعكس أهمية أوغندا كحليف استراتيجي لموسكو في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، شهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تطورات ملحوظة، حيث امتنعت أوغندا عن التصويت في عدة قرارات للأمم المتحدة تدين الغزو الروسي لأوكرانيا، وموسكو أصبحت وجهة مفضلة لكبار المسؤولين الأوغنديين الذين يشاركون في مؤتمرات وفعاليات مختلفة، مما يشير إلى تعميق التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة.
وفي تطور آخر يعكس قوة العلاقات بين موسكو وكمبالا، حصلت شركة روسية على عقد مثير للجدل لتثبيت شرائح مراقبة في المركبات الأوغندية، كجزء من جهود الحكومة للحد من الجريمة، وهذه الصفقة، التي أثارت انتقادات حول شفافيتها، تفرض أعباء مالية كبيرة على المواطنين لكنها تعكس النفوذ المتزايد لروسيا في المجال الأمني بأوغندا.
تبرع روسيا الكبير لأوغندا يعد جزءًا من استراتيجية أوسع لتعزيز نفوذها في إفريقيا، حيث تسعى موسكو إلى كسب الحلفاء من خلال الدعم العسكري والاقتصادي في وقت يشهد فيه العالم تنافسًا متزايدًا بين القوى الكبرى على النفوذ في القارة.