سياسة

مصر تبحث عن بدائل لطائرات الشبح الأمريكية وتسعى للحصول على مقاتلات الجيل الخامس الصينية

 كشفت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه بعد رفض الولايات المتحدة منحها مقاتلات إف-35، فإن مصر تتطلع إلى مصادر أخرى للحصول على طائرات شبحية متقدمة، وتبحث مصر في الحصول على طائرة مقاتلة من الجيل الخامس مثل الطائرة الصينية FC-31 Gyrfalcon.

وتراجعت الولايات المتحدة عن الوعد الذي قدمه الرئيس السابق دونالد ترامب ببيع مقاتلات الشبح إف-35 لمصر. ووفقًا للتقارير، تجري مصر حاليًا محادثات مع الصين للحصول على بعض طائراتها المتقدمة.

وأفاد محلل عسكري أن هذه المحادثات قد تكون وسيلة “للضغط على الولايات المتحدة” لتقديم تنازلات لمصر. ولا يزال الجيش المصري يرغب بشدة في الحصول على طائرة مقاتلة بمستوى متقدم، و بعد تجميد صفقة حصول مصر على 20 مقاتلة شبح إف-35 من الولايات المتحدة، ناقش المسؤولون المصريون شراء طائرات مقاتلة من الجيل الرابع وحتى الخامس من الصين، وهذا يشير إلى أن القاهرة، وهي من أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية الأمريكية، إما تسعى بجدية للحصول على طائرات متقدمة من منافس للولايات المتحدة أو تحاول زيادة الضغط على واشنطن للحصول على مقاتلات إف-35 لايتنينغ 2.

وتشمل قائمة الطائرات التي تهتم بها مصر مقاتلة الجيل الرابع J-10C Vigorous Dragon، التي تستخدمها القوات الجوية الصينية والباكستانية، وطائرة FC-31 Gyrfalcon من الجيل الخامس، التي لا تزال في مراحل التطوير الأولية، حتى أن أحد التقارير في آب/ أغسطس أشار إلى أن المسؤولين المصريين يسعون للحصول على مقاتلة الجيل الخامس الصينية الرائدة، J-20 “التنين العظيم”، والتي من المرجح أن تكون خارج نطاق التنفيذ نظرًا لتردد بكين في تصديرها.

وقال نيكولاس هيراس، المدير الأول للاستراتيجية والابتكار في معهد نيو لاينز، لبيزنس إنسايدر: “لا شك أن الصين ترغب في بيع مقاتلات متقدمة لمصر لأن المصريين يشترون الكثير من المعدات العسكرية، مما يجعلهم عميلاً قيمًا وموثوقًا بالنسبة للصين”.

وأضاف: “ومع ذلك، من المحتمل أن تكون مصر حذرة من إزعاج الولايات المتحدة بشراء طائرات حربية صينية متطورة. كما سيتعين عليها التعامل مع المخاوف الإسرائيلية بشأن ما قد يعنيه هذا النوع من الشراء بشأن نوايا مصر المستقبلية تجاه إسرائيل”.

ووفقًا للمعلومات فإن هناك قانونين أمريكيين يصعّبان على مصر شراء مقاتلات شبحية. الأول هو قانون دعم التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، الذي يمنع بيع أسلحة متقدمة لدول المنطقة. الثاني هو قانون مكافحة أعداء أمريكا بالعقوبات (CAATSA) لعام 2017، الذي يفرض عقوبات على الدول التي تستورد معدات عسكرية من خصوم الولايات المتحدة.

وقال هيراس: “تُقيد مصر بالسياسة الأمريكية التي تضمن تفوق إسرائيل العسكري حتى على الدول التي لديها معاهدة سلام معها، مثل مصر. طائرات إف-35 تمثل تحديًا خاصًا لإسرائيل، لأنها قد تهدد تفوقها الجوي إذا ساءت العلاقات مع مصر”.

وأثناء رئاسة ترامب، وعد ببيع مصر 20 طائرة إف-35 إيه في 2018، لكن معارضة وزارة الدفاع وإسرائيل أجهضت الصفقة. لجأت مصر بعد ذلك إلى روسيا للحصول على 24 طائرة سو-35، لكنها ألغت الصفقة تحت تهديد العقوبات.

وتساءل اللواء ناصر سالم: “لماذا لا تزود الولايات المتحدة مصر بطائرات إف-35 التي زودت بها إسرائيل، رغم اعتراضها على صفقة سو-35 الروسية؟”.

وفيما يتعلق بالتقارير الأخيرة عن محادثات مصر مع الصين لشراء مقاتلات، قال المحلل ريان بول إنه يعتقد أن المحادثات تهدف للضغط على الولايات المتحدة لتقديم بدائل لمصر، مثل طائرات إف-16 المطورة أو إف-15، التي لن تؤثر على تفوق إسرائيل.

ومنذ توقيعها معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، أصبحت مصر من أكبر مستوردي المعدات العسكرية الأمريكية، حيث تتلقى 1.3 مليار دولار سنويًا كمساعدات عسكرية، وتستخدم طائرات إف-16 ودبابات “أبرامز إم1″، وأوضح بول أن الصين قد تتردد في بيع مصر معدات متقدمة خوفًا من تسريب المعلومات للولايات المتحدة، وأن بكين ستحتاج إلى وقت لبناء الثقة مع القاهرة.

ومن غير المرجح أن تقنع مصر واشنطن بإلغاء حظر بيع إف-35 قريبًا، نظرًا للأولوية التي توليها الولايات المتحدة لتفوق إسرائيل العسكري واهتماماتها الجيوسياسية الأخرى.

وأضاف بول أن حصول مصر على 20 طائرة إف-35 إيه لن يهدد أمن إسرائيل، التي اشترت بالفعل 50 طائرة وتخطط لشراء 25 أخرى، بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل طرازًا مخصصًا وأكثر تقدمًا، وهو “إف-35 آي أدير”.

واختتم بول بالقول إن مصر قد تفكر في الحصول على طائرات شبحية من دول أخرى مثل كوريا الجنوبية، تركيا، أو الهند، لكنها ستحتاج إلى الانتظار عدة سنوات حتى تكون هذه الطائرات متاحة للتصدير.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى