المرتزقة الروس يواجهون اتهامات بـ”ارتكاب اغتصابات” ممنهجة في جمهورية أفريقيا الوسطى
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن جمهورية أفريقيا الوسطى تشهد تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف الجنسي، حيث يوجه السكان المحليون أصابع الاتهام إلى المرتزقة الروس المسؤولين عن سلسلة من الجرائم البشعة.
وبحسب مراقبين، يُقدَّر وجود أكثر من 1000 مرتزق من مجموعة “فاغنر” الروسية سيئة السمعة، والذين تم نشرهم في البلاد منذ عام 2018 لحماية حكومة الرئيس فوستين آركانج تواديرا من المتمردين ولتأمين المصالح الروسية في مجال التعدين.
هذه المجموعة، التي تم استيعابها حديثًا ضمن “فيلق أفريقيا” المرتبط بالاستخبارات العسكرية الروسية، تُتهم بارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي، ورغم أن العديد من الضحايا يتجنبون الإبلاغ عن جرائمهم خوفًا من الانتقام، إلا أن هذه الفظائع لا تزال واضحة لأولئك الذين يحققون في الوضع عن كثب.
ووفقًا للمعلومات ففي أيلول/ ديسمبر 2023، زار أحد الصحفيين مدينة بوار في غرب جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث وثق شهادات مرعبة من ضحايا العنف الجنسي على أيدي المرتزقة الروس، وأشار إلى أن العنف الجنسي في هذه المنطقة أصبح “مشكلة كبيرة”، حيث روى قصصًا عن نساء تعرضن للاغتصاب في مزارعهن وأمام أفراد أسرهن.
وزفقًا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، ارتفعت الحالات المبلغ عنها من العنف الجنسي بشكل كبير منذ عام 2020، من حوالي 9200 إلى 25500 حالة، وفي تقرير صدر عام 2023، أكدت منظمة أطباء بلا حدود أنها قدمت الرعاية لأكثر من 19500 ناجٍ من الاعتداءات الجنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى بين عامي 2018 و2022، بينما وثقت الأمم المتحدة ما يقرب من 15000 حالة أخرى من العنف الجنسي خلال نفس الفترة.
ويُشير الخبراء إلى أن العنف الجنسي لا يزال يمثل مشكلة واسعة النطاق في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي تعاني من حرب أهلية مستمرة، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2023، يتعرض شخصان للعنف القائم على النوع الاجتماعي كل ساعة.
وختمت المعلومات أنه على الرغم من مرور أكثر من عقد على اندلاع الأزمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، لا يزال الشعب يعاني من الانتهاكات على يد الجماعات المسلحة والمرتزقة على حد سواء، مما يضيف إلى معاناة السكان المحليين الذين يعيشون في ظل انعدام الأمن والاضطراب المستمر.