ما هو هدف “حفتر” من تحريك قواته نحو الحدود الليبية – الجزائرية؟
شهدت المناطق الحدودية الجنوبية الغربية لليبيا تحركات عسكرية جديدة بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وذلك “في إطار خطة شاملة لتأمين الحدود مع الجزائر وتعزيز الأمن القومي الليبي”.
ووفقًا لبيان صادر عن رئاسة أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، فإن هذه التحركات تستهدف تأمين المناطق الحدودية وضمان استقرارها.
البيان أوضح أن الهدف من هذه التحركات هو تكثيف الدوريات الصحراوية وتعزيز الرقابة على الشريط الحدودي مع الدول المجاورة، ولاسيما الجزائر، كما أكدت رئاسة الأركان أن هذا الانتشار العسكري لا يستهدف أي جهة محددة، بل يركز على تعزيز الأمن في المنطقة.
وبحسب للبيان، تم تنفيذ التحركات بناءً على تعليمات مباشرة من المشير خليفة حفتر، حيث انتقلت الوحدات العسكرية إلى المناطق المكلفة بتأمينها، وتشمل هذه المناطق مدن سبها وغات وأوباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ وأدري، حيث تسعى القوات إلى تثبيت ركائز الأمان وتعزيز الأمن في الجنوب الليبي.
وتهدف هذه التحركات، وفقًا لما جاء في البيان، إلى ضمان أمن المناطق الحدودية ومواجهة أي تهديدات قد تمس الأمن القومي الليبي، مع التركيز على الاستقرار في المناطق الاستراتيجية القريبة من الحدود مع الجزائر.
ويربط متابعون ليبيون بين التوترات الحاصلة قرب غدامس خلال الأسابيع الماضية، وهذا التحرك العسكري لقوات «الجيش الوطني»، وسط توقع برغبة حفتر في السيطرة على المناطق الحيوية، القريبة من الحدود التونسية – الجزائرية، بما فيها مطار غدامس.
ولم يستبعد المتابعون لهذه التطورات تحول المنطقة، الواقعة أقصى غرب ليبيا، إلى مسرح لأحداث ساخنة خلال الأيام المقبلة، بين تابعين لحكومة الدبيبة، وموالين لحفتر، ويرون أن “كل طرف يسعى لتعزيز قواته عبر حلفائه العسكريين في المنطقة، بقصد إحكام السيطرة على غدامس ومطارها، ومن ثم فتح نافذة حدودية جديدة على القارة”.
ودخلت البعثة الأممية على خط الأزمة، وقالت إنها تتابع “بقلق” التحركات الأخيرة للقوات في مختلف أنحاء ليبيا، وخاصة في المناطق الجنوبية والغربية، وأشادت في المقابل بالجهود الجارية لتهدئة الوضع، ومنع المزيد من التوتر.
ودعت إلى مواصلة التواصل والتنسيق بين القوات التابعة لـ”الجيش الوطني”، وحكومة “الوحدة الوطنية”، وقالت إنها تشعر “بالأسف”؛ كون هذه التطورات تتزامن مع الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس الجيش الليبي.