تنزانيا تتطلع إلى لعب دور الوساطة في الأزمات الإقليمية
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على معلومات خاصة تفيد أنّ إدارة الرئيسة سامية سولوهو حسن تريد لعب دور الوسيط بين رواندا وبوروندي، كما تسعى لدعم الجماعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا (EAC) التي تعاني حاليًا من صراعات داخلية، وبالنسبة لتنزانيا، فإن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كينيا تعتبر فرصة لترسيخ مكانتها داخل مجموعة شرق إفريقيا باعتبارها ثاني أكبر محرك للكتلة الإقليمية.
ووفقًا للمعلومات فإنّ وزير الخارجية التنزاني جانوري ماكامبا وفريقه يعملون على مجموعة من الإصلاحات التي تهدف إلى وضع مجموعة شرق إفريقيا في طليعة الصراعات والتوترات في المنطقة، وتعتقد الحكومة التنزانية، التي استضافت أحدث قمة لوزراء مجموعة شرق إفريقيا في زنجبار في تموز/ يوليو، أن المنظمة الإقليمية بحاجة إلى إعادة تشغيل، مع أخذ انهيار المنظمة في عام 1977 واستمرار هذا الوضع حتى عام 2000 بعين الاعتبار.
تولي إدارة الرئيسة سولوهو اهتمامًا خاصًا للتوترات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي عضو في مجموعة شرق إفريقيا منذ عام 2022، ورواندا التي تدعم وفقًا لمجموعة خبراء الأمم المتحدة جماعة المتمردين الكونغولية (M23)، وتعتقد تنزانيا أن محاولة الوساطة التي تدعمها مجموعة شرق أفريقيا بقيادة الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث اتهمت إدارة جمهورية الكونغو الديمقراطية برئاسة فيليكس تشيسكيدي نيروبي بالتعاطف مع حركة “23 مارس” وحلفائها.
مبادرات تنزانيا للإصلاح
يسعى السلك الدبلوماسي في تنزانيا إلى إصلاح مجموعة شرق أفريقيا وإنشاء جهاز محدد مخصص لقضايا الأمن والدفاع، قادر على التوسط في الأزمات الإقليمية، كما ترغب في مراجعة آلية منع الصراعات وإدارتها وحلها في الكتلة، التي تعتقد أنها غير كافية في ضوء التوترات بين أعضائها.
كما أنّ إحدى الأفكار التي تطرحها دودوما هي جعل لجنة الشخصيات البارزة دائمة، لمنحها المزيد من المصداقية، ولا تجتمع اللجنة حاليًا إلا في مناسبات محددة للتوسط بين الدول الأعضاء المتنازعة.
ولمعالجة صعوبة مجموعة شرق أفريقيا في تنفيذ بروتوكولات التجارة المشتركة، يستكشف دودوما فكرة اقتراح نموذج أكثر مرونة يمنح الدول الأعضاء مساحة أكبر لتوسيع علاقاتها التجارية، كما أعربت عن مخاوفها بشأن التوترات بين رواندا وبوروندي، التي وصلت إلى ذروتها في بداية العام بسبب اتهامات بوروندي بأن رواندا تدعم جماعة (RED-Tabara) المسلحة. من جانبها، تشك كيغالي في أن جارتها كانت تقيم علاقات مع جماعة المتمردين الرواندية (FDLR).
بعد فترة راحة قصيرة في عامي 2022 و2023، أغلقت بوروندي حدودها البرية مع رواندا، وتعتقد تنزانيا، التي تشترك في حدود مع كليهما، أنه يجب عليها التدخل لتجنب تفاقم الوضع واحتمال انتقاله إلى أراضيها. ويخشى دودوما أنه إذا أدت التوترات المتصاعدة بين رواندا وبوروندي إلى صراع، فإن تنزانيا ستكون المتلقي الرئيسي لأي موجة لاجئين ناتجة عن ذلك.
خطوات الوساطة المحتملة
تود تنزانيا أن تبدأ وساطتها باجتماع بين وزيري خارجية البلدين، بحضور شخصيات دينية ومدنية محترمة، والأمل هو أن يؤدي هذا إلى اجتماع بين الرئيسين، إيفاريست نداييشيميي من بوروندي وبول كاغامي من رواندا، بهدف تفكيك “حركة 23 مارس” والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا. كما أنّ هذه المبادرات هي أيضًا وسيلة لجانوري ماكامبا لتعزيز سمعته الدولية، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه مادة رئاسية، وكان يحاول اكتساب النفوذ داخل حزب تشاما تشا مابيندوزي التابع لحسن، حيث لا يحظى بإجماع واسع.