تونس… الاستخبارات العسكرية تضيق الخناق على وزارة العدل
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن ليلى جفال -التي كانت من المقربين من الرئيس سعيد- تشهد تراجع نجمها منذ أن بدأ رؤساء الأمن في التحقيق في عمل مصلحة السجون، وكانت وزارة العدل التي تتولاها ليلى جفال في مرمى بصر جهاز المخابرات العسكرية منذ شباط/ فبراير، وقبل بضعة أشهر، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، كشف هروب عدد من السجناء من سجن المرناقية عن أوجه قصور في مصلحة السجون.
وتبعًا للمعلومات فقد كانت الوزيرة، التي كانت شخصية بارزة في حملة الرئيس قيس سعيد لمكافحة الفساد، تخفض رأسها منذ اعتقال مستشارها وحليفها “مكرم الجلاصي” في 10 تموز/ يوليو، وقد تم استجوابه في نفس اليوم من قبل لواء العلوينة التابع للحرس الوطني، إلى جانب محمد زيتونة، المتحدث باسم محكمة تونس الابتدائية، وحكيم الحمامي، رئيس جهاز الشرطة.
وقد جاء اعتقال الرجال الثلاثة في أعقاب هروب العديد من الأشخاص إلى الخارج الذين كانوا قيد التحقيق، مما أثار الشكوك في جهاز المخابرات العسكرية بأنهم استفادوا من تواطؤ رفيع المستوى في وزارة العدل، ويتابع القضية عن كثب حبيب ضيف، المدير العام لوكالة استخبارات ARSD والذي يحظى بثقة الرئيس ويستمع إليه.
إقالات مصلحة السجون
وأضافت المعلومات أن مواقف جافل ضعفت أيضًا بسبب تداعيات أنشطة زوجها والقاضي السابق محمد الهادي القيزاني، تم فصله في عام 1995 ولكن بعض أنشطته السابقة عادت إلى الظهور مؤخرًا، ويشتبه ARSD في أنه كان محميًا من قبل وزارة العدل بعد تقديم عدد من الشكاوى ضد شركته لتحصيل الديون في محكمة بن عروس الابتدائية، وبالتالي بدأت القضية تبدو وكأنها مواجهة بين المخابرات العسكرية وعشيرة الوزير، حيث عمل الجلاصي بانتظام في الأشهر الأخيرة كوسيط سري مع القصر الرئاسي.
وفي غضون ذلك، تم إصدار أوامر رحيل لعدد من كبار الشخصيات في مصلحة السجون في الأيام القليلة الماضية، وإقالة مديرة سجن منوبة النسائي أسماء التومي وتعيين ملاك دلاعي بدلاً منها، وتعيين عيادي الشياب مديرًا مؤقتًا للسجون والإصلاح بمنطقتي الوسط والساحل بدلاً من محمد منصف الصديق مديرًا للسجن بالمهدية.
وأيضًا لم تسلم المديرية العامة للإستعلامات والوقاية من الإرهاب بمصلحة السجون من موجة الإقالات، فقد تم تعيين مهدي الشاوش الناطق النقابي السابق بالمديرية العامة لوحدات التدخل بدلاً من وليد ناشي الذي خدم لفترة في سجن المرناقية، وتعيين نبيل العريبي بدلاً من نبيل الرقيقي رئيس الإستعلامات والوقاية من الإرهاب بسجن منوبة، وكان جيلاصي، الذي كان رئيسًا حقيقيًا لموظفي جافيل الخاصين، يتمتع برأي كبير في تعيينات خدمة السجون.