لمواجهة نفوذ موسكو وبكين… واشنطن تراجع استراتيجيتها الأمنية في منطقة البحر الأسود
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تخطط واشنطن للتركيز على مكافحة النفوذ الروسي في المجالين الإعلامي والاقتصادي في البحر الأسود، وهي المنطقة التي شهدت اضطرابات كبرى منذ الحرب على أوكرانيا.
وعلى هامش اجتماع عقد في واشنطن في 21 حزيران/ يونيو مع وزيرة الخارجية الرومانية لومينيتا أودوبيسكو، طلب الرئيس جو بايدن من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين وضع استراتيجية أمنية أمريكية جديدة للبحر الأسود.
والهدف من المراجعة التي بدأها الكونجرس هو تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادي لواشنطن في هذه المنطقة الاستراتيجية، والتي اهتزت بشكل كبير على مدى العامين الماضيين بسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
مواجهة موسكو وبكين
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، ستكون كيفية مواجهة التضليل الروسي محورية لهذه الاستراتيجية الجديدة، فأحد الأهداف الرئيسية للمراجعة هو تعزيز المرونة الديمقراطية للدول في المنطقة من خلال دعم وسائل الإعلام المستقلة وتعزيز موارد وزارة الخارجية لمكافحة النفوذ.
حاول الكرملين مرارًا وتكرارًا زعزعة استقرار مولدوفا وجورجيا، مما دفع واشنطن إلى تضمين خطة للتعاون بشكل أعمق مع شركائها الإقليميين بلغاريا وجورجيا ومولدوفا ورومانيا وتركيا وأوكرانيا بشأن هذه القضية.
خلال زيارتها للولايات المتحدة، وقعت أودوبيسكو اتفاقية تعاون مع نظيرتها الأمريكية بشأن مكافحة التضليل، وهو المجال الذي تلعب فيه وزارة الخارجية دورًا رائدًا من خلال مركز المشاركة العالمية.
أصبحت رومانيا الآن الدولة التاسعة عشرة التي توقع على إطار عمل مكافحة التلاعب بالمعلومات من قبل الدول الأجنبية، تهدف المبادرة، التي قادها مركز المشاركة العالمية ومديره جيمس روبين وأطلقت في وقت مبكر من هذا العام مع المملكة المتحدة وكندا، إلى توحيد الممارسات في مكافحة التدخل في المعلومات.
ستدرس المراجعة الاستراتيجية، التي تقودها وزارة الخارجية، دور موسكو وبكين في مجال الإكراه الاقتصادي، وتحاول الصين ممارسة نفوذها في المنطقة لصالح طرق الحرير الجديدة (حزام واحد طريق واحد، OBOR، أو مبادرة الحزام والطريق، BRI)، والتي تهدف إلى بناء علاقات تجارية مع أوروبا، لذلك يجب على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة أن تجد طرقًا لمواجهة المبادرات الروسية والصينية من خلال تشجيع الاستثمار الأمريكي الخاص مع الدول في البحر الأسود لتعزيز تكاملها الاقتصادي.
التعاون العسكري وأمن الطاقة
ستكون الاستخبارات أيضًا محورية، على الرغم من عدم ذكر هذه القضية صراحةً في خريطة طريق وزارة الخارجية، فقد حددت السناتور الديمقراطية من نيو هامبشاير، جين شاهين، التي بدأت هذه المراجعة الاستراتيجية، التعاون مع الدول في المنطقة وتطوير قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لمراقبة العمليات الروسية كأولوية رئيسية.
من حيث التعاون العسكري، سيتعين على واشنطن ضمان تنسيق ومزامنة المساعدة الأمنية المقدمة للشركاء الإقليميين بشكل أفضل، مع تطوير التوافق مع حلفاء الناتو، إن مساهمة الولايات المتحدة في زيادة أمن الطاقة في المنطقة والعمل مع الشركاء الأوروبيين، هي قضية أخرى تنظر فيها واشنطن.