المفتاح الاستخباراتي

مخاوف غربية من قطاع الفضاء الإيراني وسط شكوك بدعم تقني روسي

وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن التقدم المفاجئ الذي أحرزته إيران في برنامجها الفضائي يثير القلق في الغرب، وبات من الواضح بشكل متزايد أن طهران تحصل على مساعدة هائلة من روسيا.

لقد ركز إعلان رئيس وكالة الفضاء الإيرانية حسن سالاريه في 15 حزيران/ يونيو على أن الجمهورية الإسلامية ستصبح مركزًا لإطلاق الأقمار الصناعية، ما أثار انتباه الغرب إلى مواقع الفضاء في البلاد، ومن المقرر إجراء عمليتي إطلاق في تموز/ يوليو، ويتم تدريب جميع موارد المراقبة الغربية على مركز سمنان الفضائي على بعد حوالي 200 كيلومتر شرق طهران.

وتنشر واشنطن موارد حكومية من وكالة الاستخبارات التابعة لمكتب الاستطلاع الوطني (NRO) بالإضافة إلى مجموعات تجارية بموجب عقد مع البنتاغون (SkySat من Planet وWorldview من Maxar)، وعلى الجانب الأوروبي، كانت أقمار Pleiades وPleiades Neo التابعة لمجموعة إيرباص تصور الموقع خلال الشهر الماضي، والهدف هو فهم كيف تحقق طهران مثل هذا التقدم السريع في برنامجها الفضائي، والذي تأخر تاريخيًا، وهل يمكن أن يكون ذلك بفضل المساعدة الروسية.

سلسلة من النكسات

تطورت طموحات إيران الفضائية حتى الآن بطريقة فوضوية إلى حد ما، مع العديد من الإخفاقات وقليل جدًا من عمليات الإطلاق الناجحة، في عام 2019، دمر انفجار صاروخًا ومنصة إطلاق سمنان، كما عانى التقدم من البرامج المتداخلة والطموحات المتنافسة لوكالة الفضاء ووزارة الدفاع والحرس الثوري (باسدران)، تعتمد معظم المشاريع على صواريخ روسية أو كورية شمالية معدلة محليًا.

توقعات مبيعات مفاجئة

لكن المزاج تغير فجأة في الشتاء الماضي، بالإضافة إلى الإطلاق الناجح لقمر Mahda الصناعي في نهاية كانون الثاني/ يناير، بدأت الوكالة في بداية العام في عرض قاذفة Simorgh في السوق الدولية.

فوجئ زوار معرض الدفاع ديم ديكس في الدوحة في آذار/ مارس برؤية كتيبات متعددة اللغات لقاذفة SR2 (سفير-2، الاسم التجاري لسيمرغ)، والتي قدمتها كحل مستقبلي موثوق به للحمولات التي تتراوح بين 200 و1000 كجم.

في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية في 15 حزيران/ يونيو، كرر سالاريه طموح إيران لتصبح مركزًا لإطلاق الصواريخ الفضائية في غضون السنوات العشر المقبلة، هذا التفاؤل المفاجئ بعيد كل البعد عن الإنجازات الملموسة التي حققتها إيران ولم يؤد إلا إلى زيادة الشكوك الغربية في أن البرنامج يستفيد من المشورة المتخصصة من روسيا.

دفعة سويوز

يعزز هذا القلق اتفاق بين إيران وروسيا شهد تطوير روسيا لأقمار المراقبة كايام لإيران، والتي تم إطلاق أولها في عام 2022 من قاعدة بايكونور الفضائية التي تسيطر عليها روسيا في كازاخستان على متن صاروخ سويوز.

إن صاروخ “كايام” يتم إنتاجه بالكامل في روسيا بواسطة المعهد الروسي للأبحاث العلمية الكهروميكانيكية (VNIIEM)، وهو نظام المراقبة التشغيلي الوحيد في إيران، بدقة صورة تبلغ حوالي متر واحد.

كما مكن الاتفاق الإيرانيين من إطلاق القمر الصناعي “بارس 1” في 29 شباط/ فبراير، باستخدام صاروخ “سويوز” مرة أخرى، إن الوصول إلى هذا الصاروخ من شأنه أن يسرع من تقدم إيران، حيث حالت إخفاقات الإطلاق السابقة دون اختبار الأقمار الصناعية التي تم تطويرها محليًا في الفضاء.

في حين تمتع برنامج الفضاء التابع للحرس الثوري بثلاث عمليات إطلاق ناجحة على التوالي بين عامي 2020 و 2023، فإن أقمار الاستطلاع نور (6U Cubesats) ليست جاهزة للعمل بشكل صحيح، عمل نور 1 لمدة 23 شهرًا وكان بدقة 12-15 مترًا، بينما تم إخراج نور 2 من مداره في 17 أيار/ مايو، وتم إطلاق أحدث قمر صناعي، نور 3، في أيلول/ سبتمبر 2023 ويقال إنه يتمتع بدقة 6 أمتار، وذلك بفضل مدار منخفض إلى حد ما يبلغ 350 كيلومترًا، ولكنه بعيد كل البعد عن دقة الصور الدعائية التي نشرها الحرس الثوري والتي كانت في الواقع صورًا مركبة بناءً على صور Google Earth.

أوجه تشابه مذهلة مع النماذج الروسية

لدى سلاح الجو والفضاء التابع للحرس الثوري الإسلامي (IRGCASF)، والمعروف محليًا باسم NEHSA، طموحات كبيرة أيضًا لبرنامج مراقبة الأرض ويبدو أنه يتلقى أيضًا مساعدة روسية، إن صاروخ قاصد (أو “مسنجر” بالفارسية) الذي لا يمكنه سوى وضع أقمار صناعية يصل وزنها إلى 40 كيلوجرامًا في مدار أرضي منخفض، هو مجرد الجزء الأول من هذا البرنامج، يُطلق على الصاروخ اسم سلمان، ويُقدم باعتباره تطويرًا إيرانيًا أصليًا، لكن مرحلته الثانية تشبه بشكل مذهل المرحلة العليا من صاروخ الإطلاق الروسي Breeze-M.

وفي مواجهة هذه التطورات، من المتوقع أن تراقب مصادر المراقبة في الدول الغربية عن كثب مواقع الإطلاق الإيرانية على أمل رصد علامات هذا التعاون الجديد على الأرض، بحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى