سياسة

ساحل العاج يواجه “تحديات” في التوازن المالي لاقتناء أسلحة جديدة

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن هيئة الأركان العامة الإيفوارية تواجه صعوبات في إتمام بعض عمليات شراء المعدات العسكرية الاستراتيجية، وهو الوضع الذي يصب في مصلحة المجمع الصناعي العسكري الصيني.

وهناك مشكلة تزعج القيادة العليا الإيفوارية، التي يرأسها الجنرال لاسينا دومبيا، فمنذ عدة أشهر، تحاول أبيدجان، التي كانت تراقب عن كثب التراكم السريع للأسلحة في بوركينا فاسو ومالي، تعويض نقص المعدات في قواتها المسلحة في كوت ديفوار (FACI)، وخاصة فيما يتعلق بقدراتها الجوية، ولكن المناخ السياسي والاقتصادي الحالي في البلاد ليس هو الوقت المناسب تمامًا لإجراء عمليات شراء أسلحة باهظة الثمن.

ووفقًا للمعلومات ففي آذار/ مارس، سافر وفد أرسلته شركة بايكار التركية بشكل سري إلى أبيدجان للتفاوض على بيع طائرات بدون طيار من طراز بايراكتار TB2 مع تيني بيراهيما واتارا، الملقب بـ “فوتوكوبي”، وزير الدفاع الإيفواري. ومع ذلك، تعثرت المفاوضات بسرعة بسبب تمويل العرض التركي: في غياب حزمة مالية جذابة للسلطات الإيفوارية، وصلت المحادثات إلى طريق مسدود.

وقد تم إرهاق ميزانية الدفاع بشكل كبير بسبب الإنفاق الضخم الذي قدمته الحكومة لتنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم (CAN)، التي أقيمت في ساحل العاج في وقت سابق من هذا العام، وتأخرت العديد من البرامج العسكرية عن موعدها، مما أثر على الموردين وقوات الدفاع الإيفواري.

طائرات بدون طيار تغير قواعد اللعبة

وهناك عقبة أخرى تتمثل في حقيقة أن بعض الأشخاص في حاشية الجنرال دومبيا، ولكن أيضًا في الدوائر القريبة من رئيس أركان القوات الجوية، الجنرال ألفريد كوفي نجيسان، يعارضون شراء الطائرات بدون طيار التركية، وهم يشككون في الفائدة التكتيكية لطائرات TB2، ويجادلون بأن شراء الطائرات بدون طيار ليس أولوية مطلقة في الوقت الحاضر، ولا حاجة ملحة للجيش الإيفواري.

وفي الوقت نفسه، تعمل أبيدجان على الانتهاء من صفقة مع شركة China National Aero-Technology Import & Export Corp (CATIC) المملوكة للدولة لشراء مجموعة من طائرات الهليكوبتر والطائرات الهجومية، في 14 حزيران/ يونيو، زار نائب رئيس شركة كاتيك هو قوانغشي العاصمة الإيفوارية لإتمام اتفاقية التمويل في قلب المشروع. ويهدف الطرفان إلى الحصول على قرض مضمون من بكين، وهذه هي نقطة البيع الرئيسية للأمنيين الإيفواريين.

ولسنوات عديدة الآن، أشادت القوات المسلحة في المنطقة بطائرات TB2 التركية باعتبارها “مغيرات لقواعد اللعبة” قادرة على تعزيز عمليات مكافحة التمرد ضد الجماعات المسلحة. وكان هذا هو الحال في مالي وكذلك في بوركينا فاسو.

الكثير من المماطلة

زفي أوائل كانون الثاني/ يناير، كانت المجلس العسكري في باماكو، بقيادة العقيد أسيمي جويتا، مسرورة بتلقي ست طائرات TB2 جديدة، وينطبق الشيء نفسه على واغادوغو، حيث أصدر الكابتن والرئيس المؤقت إبراهيم تراوري في نيسان/ أبريل، للجيش البوركينابي اثنتي عشرة طائرة بدون طيار من طراز بايكار تي بي 2، بالإضافة إلى أكينسي، وهي نماذج طويلة المدى كبيرة الحجم يمكن تسليحها بقوة.

بالإضافة إلى ذلك، يتم تعزيز الجيش بانتظام بمئات المركبات المدرعة، والتي جاءت أحدث عملية تسليم لها، في وقت سابق من هذا الشهر، من المورد الصيني نورينكو.

وللاستعداد لأي موقف ينشأ عن سباق الطائرات بدون طيار في منطقة الساحل، بدأت هيئة الأركان العامة الإيفوارية مشاورات بهدف الحصول على أنظمة دفاع جوي، وشركة السمسرة في الأسلحة AD Con التابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي جابي بيريتس هي المرشحة، وفي غرب إفريقيا، يرأس فرقها رامي بيراني، العقيد الاحتياطي في قوات الدفاع الإسرائيلية الذي عمل في مجموعة مير. وقد عرضوا على أبيدجان أنظمة دفاع برية وجوية صممتها شركة رافائيل الإسرائيلية لأنظمة الدفاع المتقدمة.

وفي الوقت نفسه، وضعت شركة تصنيع الصواريخ الأوروبية MBDA نفسها أيضًا في هذا القطاع من السوق، من خلال طرح مناقصة للعديد من أنظمة الدفاع الجوي، ولكن كما هو الحال مع الطائرات بدون طيار، فإن الحكومة الإيفوارية تماطل بسبب نقص المال.

الخروقات التعاقدية

إن نبرة أبيدجان الحذرة الحالية تدين بالكثير لتراجع وزير الدفاع تيني بيراهيما واتارا عن قضية مشتريات المواد، وقد تأثر مكتبه، الذي يرأسه جان بول مالان، بشكل خاص بالفشل في الحصول على 10 طائرات هليكوبتر للجيش، بعد طلب تم تقديمه في عام 2021.

ولقد وضعت هذه الصفقة، التي تضمنت وساطة الفرنسي الإسرائيلي ستيف بوكوبزا ورجل الأعمال المالي بن مختار مولود، شركة TAR Ideal Concepts الإسرائيلية في موقف محرج، حيث لم تتمكن من تسليم المعدات المتفق عليها، بالإضافة إلى ذلك، تسببت هذه الخروقات التعاقدية في إلحاق ضرر دائم بسمعة شركتها القابضة Avnon Group، والتي تعاني أيضًا من صعوبات مالية خطيرة.

وختمت المعلومات أنه نتيجةً لهذه النكسات، بدأت الفرق في وزارة الدفاع في تقليص مشترياتها من المعدات الاستراتيجية، وهو الانسحاب الذي يفيد بشكل خاص هيئة الأركان العامة في دومبيا، وقد يكون الموعد النهائي للانتخابات الرئاسية في عام 2025 بمثابة عقبة أخرى أمام إطلاق برامج الأسلحة الكبرى في الأشهر المقبلة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى