لمواجهة النفوذ الروسي المتصاعد… أوكرانيا تعزز دبلوماسيتها في غرب إفريقيا
تسعى أوكرانيا إلى تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول غرب أفريقيا في محاولة لتغيير مواقف هذه الدول المحايدة في النزاع الروسي الأوكراني، ولتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
ووفقًا لمعلومات حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فقد كثفت السفارة الأوكرانية في داكار خلال الأسابيع الماضية، اتصالاتها مع الحكومة السنغالية الجديدة بقيادة الرئيس باسييرو ديوماي فاي، ويأمل الدبلوماسيون الأوكرانيون عقد اجتماع قريب مع وزيرة الخارجية السنغالية ياسين فال لمناقشة حضور السنغال لقمة السلام الأوكرانية المزمع عقدها في سويسرا من 13 إلى 15 حزيران/ يونيو.
وبحسب المعلومات، فإنّ كييف تسعى لإلغاء مشروع تعاون بين مدينة تييس السنغالية ومدينة سيفاستوبول الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014، حيث يعتبر هذا التعاون منافيًا لحياد السنغال في النزاع، وقد أرسل السفير الأوكراني يوري بيفوفاروف مذكرات دبلوماسية لوزارة الخارجية السنغالية لتوضيح موقفها من المشروع، لكن دون استجابة حتى الآن.
تعزيز التعاون الاقتصادي
تبحث أوكرانيا عن سبل لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول غرب أفريقيا، خاصة في مجالات الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. بدأت محادثات حول شحن الحبوب الأوكرانية إلى السنغال، ويُعقد هذا الأسبوع مائدة مستديرة افتراضية بين الشركات الأوكرانية والغينية بحضور السفير بيفوفاروف وسفير كوناكري لدى أوكرانيا عمر كاندي.
وفي صعيد آخر، تخلت كييف عن سياسة الحصول على الأسلحة السوفييتية من غرب أفريقيا وتبنت استراتيجية أقل صدامًا تعتمد على تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والتعليمية، ويأتي هذا بعد فشل محاولات شراء أسلحة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتصريحات المغرب بعدم تورطه في النزاع.
كما عكست أوكرانيا نهجها بشأن تجنيد المقاتلين الأفارقة بعد غضب السنغال من محاولات سابقة في آذار/ مارس 2022، حيث نفت كييف مؤخرًا شائعات حول محاولة تجنيد مقاتلين في ساحل العاج، مؤكدة أن هذه الشائعات مدبرة من قبل أجهزة الاستخبارات الروسية لتعطيل قمة السلام الأوكرانية المقبلة.
تسعى أوكرانيا إلى تغيير مواقف دول غرب أفريقيا من الحياد في النزاع الروسي الأوكراني من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية، مع التركيز على القوة الناعمة بدلًا من التعاون العسكري المباشر.