من خلال قطاع الطيران… مستشار الأمن الوطني الإماراتي يكثف تواجده الاقتصادي في أفغانستان
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، يعمل مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان، على تعزيز علاقاته في كابول وتعزيز علاقاته مع شبكة حقاني التي تسيطر على الأمن الداخلي في أفغانستان.
وفي 3 أيار/ مايو، وقعت الاتحاد للطيران اتفاقية شراكة متبادلة مع شركة الطيران الأفغانية الخاصة “Kam Air”، مما يتيح للشركتين بيع التذاكر على رحلات بعضهما البعض، وعلى الرغم من أن الاتفاقية تبدو للوهلة الأولى مجرد استراتيجية تجارية، إلا أنها تعزز وجود أبو ظبي في أفغانستان، ولا سيما وجود طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق الرئيس محمد بن زايد آل نهيان ومستشار الأمن القومي.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2022، قام المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية في أبوظبي، الذي يضم جميع الأمراء في الدائرة الداخلية لمحمد بن زايد، بنقل شركة الاتحاد للطيران غير المربحة إلى محفظة صندوق الثروة السيادية ADQ، الذي يرأسه طحنون بن زايد، وقد مكنت هذه الخطوة رئيس التجسس الإماراتي من بدء عملية جمع جميع أصول الطيران في الإمارة بين يديه.
من وجهة نظر تجارية بحتة، فإن اتفاقية الناقلة ADQ مع شركة الطيران المملوكة لرجل الأعمال الأفغاني زاماري كامغار هي امتداد منطقي للسيطرة الإماراتية على الأجواء الأفغانية، وكامغار هو رئيس مجموعة KAM Group المملوكة للعائلة، والتي تشتهر بأنها قريبة من الرئيس السابق حامد كرزاي، الذي كان في السلطة من عام 2001 إلى عام 2014.
حتى استأنفت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى كابول في 21 أيار/ مايو، لم يُسمح إلا لشركتين من شركات الطيران الأجنبية بالسفر إلى أفغانستان التي تسيطر عليها حركة طالبان: فلاي دبي، شركة الطيران المملوكة لصندوق حكومة دبي مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية (ICD)، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، ومنذ كانون الثاني/ يناير، شركة الطيران “العربية للطيران” التي يقع مقرها في الشارقة، والتي يتم تداول أكثر من 55% من أسهمها.
وفي الأيام التي أعقبت عودة طالبان إلى العاصمة، استبعدت أبوظبي تشكيل كونسورتيوم تركي قطري يتكون إلى حد كبير من أفراد عسكريين أتراك، وقد حاول الأخير استبدال الشركة الإماراتية شديدة السرية GAAC Holding لإدارة مطار كابول، وأثار طحنون بن زايد الأمر مع رجب طيب أردوغان في 18 آب/ أغسطس 2021، خلال زيارة رئيس التجسس الإماراتي إلى تركيا لإحياء العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، في أيلول/ سبتمبر 2022، فازت الهيئة العامة للطيران المدني، التي دخلت بعد ذلك في شراكة مع شركة الذكاء الاصطناعي Group 42 (G42)، التي يرأسها أيضًا طحنون بن زايد، بعقد امتياز مدته 10 سنوات لتقديم الخدمات الأرضية والأمن ومراقبة الحركة الجوية للمطارات الأفغانية الأربعة، كابول وقندهار ومزار الشريف وهرات.
وبحسب ما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإن شركة GAAC هي شركة تابعة لشركة Terminals Holding، وهي مجموعة من عشرات الشركات التي تدير المطارات في مناطق نفوذ الإمارات، مثل مطار أستانا في كازاخستان ومالابو في غينيا الاستوائية، وترتبط شركة Terminals Holding ارتباطًا وثيقًا بـ ADQ والشركات التابعة لها في قطاع النقل، مثل AD Ports Group.
ولتوسيع وجودها في أفغانستان، تواصل أبو ظبي اللجوء إلى أعضاء شبكة حقاني، وهي فرع من طالبان، تأسس على يد الراحل جلال الدين حقاني، الذي أقام علاقات في الإمارات بينما كانت إحدى زوجاته مقيمة في البلاد، وتولى ابنه سراج الدين حقاني السلطة منه مع زيادة نفوذه في شبكات استخبارات طالبان، والآن يتولى وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، مسؤولية منح العقود الأمنية في البلاد، بما في ذلك العقود الخاصة بالمطارات.
وتم تعيين أحد إخوته ومستشاره المقرب، بدر الدين حقاني، رئيسًا للسفارة الأفغانية في أبوظبي في تموز/ يونيو 2022، ومنذ السيطرة على كابول، أشرف على قسم المشتريات في وزارة الداخلية التابعة لشقيقه، وكان بدر الدين حقاني، مستشار والده جلال الدين، يشرف على شؤون الأسرة في أبوظبي منذ التسعينيات، حتى أنه كان بمثابة نقطة اتصال بين الإمارات ونظام طالبان الأول (1996-2001).
وجاء هذا التعيين في وقت كانت فيه مفاوضات ثنائية مكثفة، نظرًا لعدم رغبته في رؤية الارتباط مع الإمارات تحتكره شبكة حقاني، التي تتنافس مع شبكات الزعيم الأعلى لطالبان هيبة الله أخونزاده، استسلم وزير الخارجية أمير خان متقي أخيرًا للضغط الإماراتي.