لـ”تعزيز التعاون الدفاعي”… محمد بن سلمان يستعد لزيارة قريبة إلى مدريد
أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيتوجه إلى إسبانيا في زيارة رسمية قبل نهاية الشهر الحالي، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في مجال الدفاع البحري.
ووفقًا لمصادر مطلعة، من المتوقع أن يصل محمد بن سلمان إلى إسبانيا في الأيام القليلة المقبلة، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانشيز” إلى جدة في أبريل الماضي، وتهدف إلى تحويل المشاريع الثنائية إلى واقع ملموس، تتمتع مدريد بتقدير كبير في المملكة العربية السعودية، خصوصًا بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية، وقد أثبتت نفسها كشريك مهم في شبكات الدفاع السعودية.
ورغم أن التعاون الاقتصادي سيكون جزءًا من النقاشات، مع توقيع مذكرات تفاهم غير ملزمة، إلا أن التركيز الأساسي للزيارة سيكون على الشراكة البحرية، ومن المتوقع أن يرافق محمد بن سلمان في هذه الزيارة قادة الدفاع السعوديين، بمن فيهم وزير الدفاع خالد بن سلمان آل سعود ونوابه البارزين مثل خالد البياري، إضافة إلى ممثلين عن الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI) الذين كانوا في جدة في أبريل الماضي.
مكاسب لإسبانيا
ومن بين المواضيع الهامة في العلاقات الدفاعية الثنائية هو شراء الرياض لأسطول جديد من السفن الحربية، في نوفمبر 2022، فاز حوض بناء السفن الإسباني Navantia بعقد لتزويد السعودية بسفن قتالية متعددة المهام، متفوقًا على منافسه الفرنسي Naval Group، و تسعى Naval Group جاهدة للحصول على طلب جديد لفرقاطات الدفاع والتدخل الخاصة بها، وهي فرصة قد تفوز بها Navantia أيضًا.
وفي مجال الدفاع البحري، أقامت إسبانيا علاقات قوية مع الرياض، قامت شركة Navantia ببناء البحرية السعودية من خلال مشروعها المشترك المحلي SANNI، الذي أنشأته في عام 2018 مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، وهي كيان شبه حكومي مخصص لإقامة شراكات دفاعية مع الشركات الأجنبية.
وبنت المجموعة الإسبانية خمس طرادات سعودية من طراز Avante 2200، وتم تسليم آخرها، HMS Unayzah، في مارس للتجميع النهائي في جدة، كما عملت Navantia مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) على تطوير طرادات فئة الجبيل المزودة بأنظمة إدارة القتال HAZEM (CMS)، مما ساعد على التخلص من تكتيكات Thales.
وقد عمل العديد من المديرين التنفيذيين السابقين في شركة “نافانتيا” مباشرة في الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، خلال الفترة بين عامي 2021 و 2023، قاد “غونزالو ماتيو غيريرو ألكازار” الذي كان يشرف على عمليات حوض بناء السفن في نافانتيا، عمليات SAMI، وبعد ذلك، عاد ليكون مستشارًا لرئيس “نافانتيا ريكاردو دومينغيز”.
في أيلول/ سبتمبر 2019، تم تعيين إستيبان غارسيا فيلاسانشيز كرئيس لـ SAMI Sea، الذراع البحري لشركة SAMI، والتي تعتمد بشكل كبير على Navantia، ومن المتوقع أن يشمل وفد محمد بن سلمان إلى إسبانيا العقل المدبر وراء شركة سوفون، التي تعتبر شركة تابعة لشركة النفط أرامكو، مثل Naval Group وFincantieri الإيطالية.
وقد تم التواصل بالفعل بين Navantia وهذه المجموعة، والتي لم يتم إطلاقها رسميًا بعد، ولكن من المقرر أن تلعب دورًا هامًا في صناعة الشحن البحري في المملكة العربية السعودية.
ومن أجل بناء العلاقات في المملكة العربية السعودية، استخدمت مدريد بشكل دائم اتصالات الملك السابق خوان كارلوس، وعمل كارلوس بشكل خاص على دعم العرض الإسباني بقيادة شركة OHL، التي كانت مرتبطة بمجموعة الشعلة، في الفوز بعقد بناء خط القطار السريع بين المدينة ومكة، ومنذ ذلك الحين، بدأت الشركات الإسبانية في بناء أعمالها تدريجيًا في المملكة، مثل شركة Indra Sistemas التي شاركت في اتحاد السكك الحديدية الإسبانية.
وتم اختيار Indra في فبراير لتزويد سفنها القتالية التي تم تسليمها إلى البحرية الملكية السعودية بأنظمة مماثلة، وتأمل في إتمام المفاوضات لتزويد الرياض بمجموعة من مقاتلات تايفون.