سياسة

في مجال مكافحة الألغام والعبوات والاتصالات… تركيا تقدم تدريبات عسكرية للجيش الأوغندي

بدأ الجيش التركي بتقدم تدريبات لجنود من الجيش الأوغندي، بالإضافة إلى القوات الخاصة في البلاد، ومن المقرر أن توقع الحكومة التركية اتفاقية تعاون في مجال التدريب العسكري مع أوغندا، بهدف إنشاء إطار للتدريب والتعاون العسكري.

وقد تم التوقيع على الاتفاقية في أنقرة في 13 أيلول/ سبتمبر 2022، وتنتظر التصديق من لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية التركية وإقرارها من قبل الجمعية العامة.

وبموجب هذه الاتفاقية، سيشارك الأفراد العسكريون من أوغندا في برامج التبادل والتدريبات المشتركة والتدريب المتخصص في مجالات مثل مكافحة الألغام والعبوات الناسفة والاتصالات والدفاع السيبراني، كما يتم تضمين التدريب الاستخباراتي، مما يعكس عمق العلاقة العسكرية بين البلدين.

ووفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” فإن الاتفاقية تغطي الضباط، وطلاب ضباط الصف، والرقباء الخاصين، والأفراد العاديين، والموظفين المدنيين في القوات المسلحة الأوغندية، وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود تركيا المستمرة لتعزيز العلاقات العسكرية مع الدول الأفريقية، وهي سياسة شهدت تطورًا كبيرًا منذ التسعينيات.

وقد تم إضفاء الطابع الرسمي على التعاون العسكري بين تركيا وأوغندا في عام 1996، وتم التركيز على العلاقة بشكل أكبر من خلال زيارة وزير الدفاع الأوغندي برايت رواميراما إلى أنقرة في ديسمبر 2019، حيث جرت مناقشات حول التعاون الثنائي في مجال الصناعة العسكرية والدفاعية.

ومشاركة الجيش الأوغندي في مناورة EFES-2024 في إسطنبول، وهي واحدة من أكبر التدريبات للقوات المسلحة التركية، تعكس العلاقات العسكرية المتنامية، وتوفر التدريب فرصة للقوات الأوغندية للاستفادة من هذا التعاون بشكل كبير، خاصة القوات الدفاع الشعبية الأوغندية، التي يقدر عدد أفرادها بين 40,000 و 45,000 عضو، ويشير التزام تركيا بتدريب وتجهيزها إلى نيتها إقامة تحالف قوي مع القيادة العسكرية الأوغندية المستقبلية.

وأضافت المعلومات أن صناعة الدفاع التركية تستكشف أسواقًا جديدة في إفريقيا، ومن خلال الاتفاقيات الثنائية المبرمة مع 14 دولة أفريقية، تعمل تركيا على توسيع نفوذها في التدريب العسكري والإنتاج الصناعي وشراء المعدات الدفاعية وصيانتها.

وكانت وزارة الدفاع التركية سباقة في عرض نجاح برامجها التدريبية، خاصة مع الضباط والجنود الصوماليين، وقد لعبت قيادة فرقة العمل التركية في الصومال دورًا فعالًا في إعادة هيكلة الجيش الصومالي، حيث تم تدريب حوالي 5000 جندي وضابط صومالي حتى الآن.

ومن المتوقع أن تعزز هذه المبادرة التدريبية مع أوغندا الوجود الاستراتيجي لتركيا في أفريقيا وتمهيد الطريق لزيادة التعاون في مجال الدفاع والأمن، مما يفيد البلدين في سعيهما لتحقيق الاستقرار والتنمية.

ويذكر أن اتفاقية التعاون في مجال التدرة العسكري بين تركيا وأوغندا لها آثار عملية على القوات المسلحة في كل من البلدين، وتعكس أيضًا مصالح جيوسياسية أوسع، فبينما تسعى تركيا إلى توسيع نطاق صناعتها الدفاعية في أفريقيا، فإن أوغندا ستكتسب خبرة قيمة وبناء القدرات من خلال هذا التعاون.

ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أن تاريخ العلاقات العسكرية بين البلدين يعود إلى عام 1996، وتم تعزيزها من خلال الزيارات الرسمية والمشاركة في التدريبات المشتركة، كما تشير المشاركة الأوغندية في مناورة EFES-2024 إلى التزام البلدين بتطوير العلاقات العسكرية وتعزيز التعاون.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا التعاون استراتيجية تركيا لتعزيز تواجدها في أفريقيا وتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، بالإضافة إلى فتح فرص جديدة للتعاون في مجالات الأمن والدفاع.

وختمت المعلومات عن مراقبين أن هذا التعاون بين تركيا وأوغندا يمثل نموذجًا للتعاون العسكري الفعّال بين الدول، مما يعزز العلاقات الثنائية ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى