المفتاح الاستخباراتي

خاص | سياسي نيجري يكشف لبوليتكال كيز تفاصيل استخلاف “بازوم” وانقلاب 26 تموز

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الأربعاء 8 أيار/ مايو، حوارًا خاصًّا مع “عمر مختار الأنصاري”، أحد الأعضاء المؤسسين لحزب التجديد الديموقراطي والجمهوري في النيجر، والذي يترأسه الرئيس الأسبق للجمهورية “محمد عثمان”.

وقال الأنصاري لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” إن “هناك قرائن تدل على تورط الرئيس النيجري السابق محمدو إسوفو بالانقلاب على خليفته محمد بازوم واستخلاف الجنرال تياني”.

وأضاف الأنصاري أن “المعارضة النيجرية ترى أن إسوفو فاز بغش انتخابي بمأموريته الثانية، إذ سجن منافسه هما أمادو، فخاض الانتخابات داخل السجن، ولما وصلوا للجولة الثانية دعت المعارضة إلى مقاطعة الانتخابات لما رأوا من التجاوزات في الجولة الأولى ورغم ذلك زعم إسوفو دون خجل بأنه فاز بنسبة 92% منافسا لنفسه”.

وتابع: “ظهرت بوادر الغش الانتخابي لخليفته منذ 2017 بعد بداية المأمورية الثانية لمحمدو إسوفو وقد صرح بذلك عدد من المحللين ومنهم الصحفي الرياضي بابا ألفا، وبعد أن صرح بنواياهم تم زجه بالسجن وسحب الجنسية منه ثم ترحيله لمالي”.

وأكد الأنصاري أن “المشوار بدأ بإنشاء المرشح الرئاسي للحزب الحاكم محمد بازوم للجنة المستقلة للانتخابات تحت إشرافه بوزارة الداخلية وكان وزيرا للداخلية حينها ولم يستقل من منصبه كرئيس مرتقب إلا قبل سنة من إجراء الانتخابات، ثم استخلف بالداخلية صديقه ورفيقه بالحزب ووزيره المفوض بالداخلية ألكاش الهدا مكانه، ليستكمل المشوار تحت إشراف سيدهم محمدو إسوفو رئيس الجمهورية حينها”.

وأشار إلى أن “المعارضة كادت تقاطع الانتخابات لعلمها بأن النتائج معروفة مسبقا، وليتها فعلت، خاصة بعد رفض المحكمة لترشح زعيم المعارضة هما أمادو، وبعد المفاوضات وجلسات الحوار الوطني قبل تحالف المعارضة الشروع في سيرك الانتخابات، وقد اتفق أكثر من ثلاثين مرشحا على أنهم يدعمون بعضهم البعض وأي منهم ذهب للجولة الثانية يدعمه الآخرون وأطلقوا عليه اسم التحالف السياسي للتغيير (CAP 20-21)”.

ولفت الأنصاري إلى أنه “لما تم رفض ملف ترشح زعيم المعارضة هما أمادوا دعا أنصاره لانتخاب محمن عثمان، ولولا افساد إسوفو لمؤسسات الدولة لكان عثمان رئيسا منذ الجولة الأولى كما حدث في السنغال، ولكن هيهات بالكاد رضي إسوفوا أن ينتقلوا إلى جولة ثانية بين بازوم وعثمان، وكل من له دراية بالشعب السياسي بالنيجر يعرف أنه من المستحيل أن يفوز مرشح حزب تاريا أمام مرشح تحالف المعارضة، ليس كما تزعم تاريا وأنصارها في الداخل والخارج بأن بازوم يعاني من عنصرية، بل لفساد حزب تاريا ورفع مرشحهم شعار استمرارية سياسة الحزب، بينما شعار المعارضة هو التغيير، واشترى إسوفو ذمم بعض النخبة السياسة وهما الثالث سيني عمرو والرابع ألبدي أبوبا”.

ووفقًا للأنصاري، “فقبل أن يمضي إسوفو قدما في غشه الانتخابي، وضع أسسا تؤهله حسب زعمه ومستشاريه في التحكم في خليفته أهمها، اختار ترشيح بازوم داخل الحزب لزعمه أن ليس لديه قاعدة شعبية تحميه من الانقلاب عليه، سرب وثائق بازوم الثبوتية للمعارضة لكي يشككوا في وطنيته وأهليته للترشح لرئاسة الجمهورية دستوريا، أنشأ انقلابا مصطنعا فاشلا قبل تنصيب بازوم بيومين، هذه النقاط أراد منها إسوفو تقييد بازوم وإقناعه بأنه منبوذ من السجل المدني والمؤسسة العسكرية، وهذا يوجب عليه الاستكانة وتنفيذ أوامره ويبقى بشكل صوري ويواصل إسوفو رئاسته خلف الكواليس غالبا ومباشرة أحيانا”.

وبحسب الأنصاري، “جاء بازوم مقيدا للحكم كما أراد سلفه وترك له إرثا عريضا من الفساد الإداري والمالي، وأول خلاف بين بازوم وإسوفو حول تعيين رئيس الوزراء حيث اتفقوا مع “ألبدي أبوبا” على أنه إذا ساندهم بالجولة الثانية يصبح رئيسا للوزراء كما اتفقوا مع سيني عمرو على أنه سيصبح رئيسا للبرلمان، وتم الوفاء لسيني، بينما أراد إسوفو خيانة البادي وتعيين ابنه رئيسا للوزراء وعارض بازوم ذلك، وذلك ما أدى إلى تأخير تعيين رئيس الوزراء، فبدل أن يعينه الرئيس أثناء التنصيب بقي معلقا لمدة 48 ساعة وبعد ذلك جاء ابن عم إسوفو رئيسا للوزراء السيد أحمدو محمدو كحلٍ وسط”.

وتابع الأنصاري: “وبعد ذلك أراد بازوم إضفاء الشرعية على القوات الأجنبية التي أدركها منتشرة بالبلاد بدون أي مستند، فاستشار البرلمان وصوتت عليه الأغلبية الوهمية، بينما رفضته المعارضة التي تمثل إرادة الشعب النيجري حقيقة، وبازوم يدرك تماما أنه وإن استخلفه إسوفو مقيدا غير أنه مسؤول عن قراراته وصلاحياته كرئيس للجمهورية، وهذا الذي أدى إلى اتساع رقعة الخلاف فإسوفو يريد من بازوم يتحمل الغرم ويكون له الغنم خالصا، وهناك تجاذب نفوذ بين الطرفين وتفطن إسوفو إلى الشعبية التي كان يأمل ألا يكون منها شيئ لبازوم؛ أصبح الشعب النيجري يثق ببازوم أكثر من إسوفو؛ بل فئات من الشعب النيجري ينتقدون بازوم لعدم محاسبته لإسوفو، وبدأ بازوم يتخذ قراره دون الرجوع إلى مستخلفه؛ بل تطور الأمر إلى عصيان أوامره فيما يخص النفط النيجري وبقاء تياني رئيسا للحرس الرئاسي”.

وحسب مصدر مقرب من الرئاسة “جاءت الاستخبارات إلى بازوم تحيطه علما بأن هناك انقلابا يدبره الحرس الرئاسي؛ فما كان منه سوى أن رفع سماعة الهاتف وأتصل بإسوفو؛ فكذّب إسوفو الخبر؛ فقال له الاستخباراتي ربما الحرس الرئاسي مجرد مبعوث لإسوفو؛ فقال بازوم، أعرف ذلك ولكن لا أريد تكون الخيانة من طرفي، فكان إخبار بازوم لإسوفو من باب لازم الفائدة، وبعد الانقلاب، ورغم التنديدات الدولية، مضى إسوفو في مؤامرته غير مكترث بتلك التحذيرات”.

وختم الأنصاري حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إنه “لولا لعنة الغش الانتخابي لسلم إسوفو السلطة سلميا لمرشح المعارضة الذي انتخبه الشعب، ولبقي اسوفو بطلا للحكم الرشيد كما أعلنته مؤسسة مو إبراهيم بعد استخلافه لبازوم طواعية ولو شكليا، ولكن أبى حق الشعب النيجري الذي صادر إرادتهم ونقلها قسرا من عثمان وهما إلى بازوم؛ إلا أن يظهر بشكل لعنة تطارد إسوفو وتصمه بعار مهندس الغش الانتخابي والعقل المدبر للمجلس الانقلابي”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى