بسبب تكلفتها العالية… السعودية تدرس استبدال أنظمة باتريوت الأمريكية بأنظمة دفاع جوي أوروبية
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على معلومات خاصة تفيد أنّه مع تعرض المجال الجوي السعودي مرة أخرى للتهديد من تبادل الصواريخ في المنطقة، تتطلع الرياض إلى تعزيز دفاعاتها الجوية عبر أنظمة الصواريخ الأوروبية، وهي أقل تكلفة من نظام باتريوت الأمريكي، حيث من المتوقع أن يكون الهجوم الجوي الإيراني على إسرائيل في 14 نيسان/ أبريل سببًا في تعزيز رغبة الرياض في تعزيز قدراتها الدفاعية الجوية.
وفقًا للمعلومات فإن وزارة الدفاع السعودية تبحث عن كثب في عدد من أنظمة أرض-جو التي تنتجها مجموعات الدفاع الأوروبية، وهي مهتمة بشكل خاص بنظام الصواريخ IRIS-T SLM الذي تنتجه مجموعة Diehl Defense الألمانية، وقد صُممت بطارية IRIS-T SLM الكاملة لحماية المجال الجوي متوسط المدى، وتقدر تكلفتها بنحو 150 مليون دولار.
كما تدرس الرياض أيضًا نظام الصواريخ SAMP/T (Mamba)، الذي يوفر الحماية ضد صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، والذي طورته مجموعة Thales الفرنسية ويستخدم صواريخ Aster 15 و30 المقدمة من مجموعة الصواريخ الأوروبية MBDA، وتقدر تكلفة البطارية الكاملة بحوالي 500 مليون دولار.
يشار إلى النظام الأرضي-الجوي السعودي يستخدم أنظمة صواريخ باتريوت التي تنتجها مجموعة رايثيون الأمريكية (الآن RTX)، والتي تبلغ تكلفة كل منها حوالي مليار دولار، ونتيجة لذلك، يقوم القادة العسكريون والماليون في المملكة بمراجعة خياراتهم، ومن أجل تنويع دفاعاتها المضادة للصواريخ، والتي لا تتطلب بالضرورة صواريخ باتريوت باهظة الثمن، اشترت الرياض مؤخرًا أنظمة صاروخية من كوريا الجنوبية.
وفي شباط/ فبراير، وقع خالد البياري، الرجل الثاني في وزارة الدفاع السعودية، ومحمد بن صالح العذل، نائب محافظ هيئة المشتريات الدفاعية في المملكة، الهيئة العامة للصناعات العسكرية، على صفقة بقيمة 3.2 مليار دولار مع شركة LIG Nex 1 الكورية الجنوبية لأنظمة الصواريخ Cheongung II (المعروفة أيضًا باسم KM-SAM II) مقابل 300 مليون دولار لكل وحدة.
رغبة أوروبية
وتتطلع مجموعات الدفاع الأوروبية إلى الاستفادة من هذا الاتجاه المواتي لبيع أنظمة الدفاع الجوي إلى الرياض، ففي كانون الثاني/ يناير، أعلنت ألمانيا أنها مستعدة مرة أخرى للسماح بالصادرات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية، مما يفتح الطريق أمام بيع طائرات مقاتلة من طراز تايفون للمملكة، وقد تم تصنيع هذه الطائرات من قبل اتحاد شركات Eurofighter الذي ترأسه شركة BAE Systems البريطانية ولكنها تستخدم التكنولوجيا الألمانية، وفي الوقت نفسه، وافقت برلين على بيع 150 صاروخ جو-جو من طراز IRIS-T من قبل شركة Diehl Defense لاستخدامها في طائرات تايفون التي من المتوقع أن تحصل عليها الرياض.
ومع ذلك، تعتزم الرياض مواصلة الاعتماد على أنظمة باتريوت الخاصة بها، وعلى عكس نظيراتها الأوروبية، فإن المجموعات الأمريكية لديها حجة استراتيجية وتجارية قوية لصالحها، لأنها قادرة على تسليم دفعات جديدة من الصواريخ في وقت قصير للغاية، فعندما وجه الحوثيون هجومًا صاروخيًا على مواقع مجموعة أرامكو النفطية في خريص وبقيق في كانون الثاني/ يناير 2020، تم نشر بطاريات باتريوت ونظام دفاعي إضافي للمنطقة عالية الارتفاع من شركة لوكهيد مارتن بسرعة.
وفي عام 2023، سمحت واشنطن بالبيع المباشر لمجموعة جديدة من صواريخ باتريوت غير محددة إلى قوات الدفاع الجوي الملكية السعودية (RSADF) بمبلغ إجمالي قدره مليار دولار، وفي آب/ أغسطس 2022، طلبت الرياض التمويل بـ 300 صاروخ باليستي تكتيكي معزز التوجيه (GEM-T) من خلال إجراء المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS).