خاص | أهالي الرستن يهددون بقتال ميليشيا التدخل السريع ويجبرون الحرس الثوري الإيراني على سحب عناصره من المدينة
أفادت مصادر خاصة لـ “بوليتكال كيز | Political Keys”، أمس الخميس، أنّ جميع عناصر ميليشيا فوج التدخل السريع التابع للحرس الثوري الإيراني انسحبوا من مقراتهم العسكرية ونقاط تمركزهم بمدينة الرستن شمال حمص بنحو 12 كم.
وأتت عملية الانسحاب الكامل لعناصر الميليشيا الموالية للحرس الثوري من داخل أحياء مدينة الرستن السكنية والمقرات التي تمّ اتخاذها في النصف الثاني من العام الماضي عقب زيارة مفاجئة لرئيس فرع المخابرات الجوية العميد “حسن رستم” ورئيس فرع الأمن العسكري العميد محمد سليمان قنا، واللذين أجريا اجتماعًا موسّعًا مع شريحة كبيرة من تجار المدينة ووجهائها الذين أعربوا عن استيائهم من الممارسات التي ينتهجها عناصر فوج التدخل السريع بحقهم.
ووفقاً لمصدر أهلي “ممن حضروا الاجتماع” فقد أعلن أبناء مدينة الرستن وكبرى عائلاتها المتمثلة بآل طلاس وآل فرزات وآل المحمود عن استعدادهم لمواجهة قائد فوج التدخل السريع المدعو خير الله عبد الباري الملقب بـ “خيرو الشعيلة” مع نجله الأكبر خالد بعدما فرض الأخير إتاوات مالية على تجار المدينة وأصحاب المحلات التجارية والمنشآت الصناعية تجاوزت الـ 2 مليار ليرة سورية بحجة حمايتهم وحماية أرزاقهم من اللصوص وعمليات السلب التي بدأت تظهر ملامحها ضمن المدينة بشكل علني في الآونة الأخيرة.
وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على صور لمركز مدينة الرستن ومدخلها الرئيسي الذي تسيطر عليه مخابرات الأمن العسكري:
وأكد المصدر توجّه الوفد الأمني التابع للنظام السوري إلى قيادة اللواء 47 الذي يديره الحرس الثوري الإيراني وطالبهم بكفّ يد المدعو خير الله عبد الباري وإحالته للتحقيق حول التهم الموجهة إليه بتسهيل عملية فرض الإتاوات المالية من قبل ابنه “خالد” والذي تم عزله من منصب قيادة غرفة العمليات وإنهاء جميع التكليفات التي تربطه مع فوج التدخل السريع، والتي كان على رأسها العمل على استقطاب أبناء مدينة الرستن والقرى الريفية التابعة لها بما يخدم مشروع التغلغل الإيراني بريف حمص الشمالي.
بدوره، أكّد مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys”، في حمص انسحاب جميع عناصر فوج التدخل السريع من أحياء الرستن الفوقاني والأوسط، بالإضافة لإخلاء مقر العمليات العسكرية الخاص بنجل قائد الفوج “خالد خيرالله عبد الباري” الكائن ضمن حي الصليبة، وتمّ نقل المعدات والأسلحة عبر سيارات مدنية من نوع (إنتر) والتي توجّهت إلى رحبة خطاب بريف حماة الشمالي الغربي لحين اعتماد آلية جديدة لتوزيع العناصر الذين من المرجح أن تقوم قيادة الحرس الثوري الإيراني بإرسالهم إلى ريف حمص الشرقي المعقل الأكبر للميليشيات الإيرانية.
ورصد مراسلنا خلوّ المقرات التي اتخذتها قيادة فوج التدخل السريع بشكل كامل بالتزامن مع عودة خجولة لعناصر مفرزة أمن الدولة والأمن العسكري للتجول ضمن أحياء المدينة بعدما تم إقصاؤها في وقت سابق من العام الماضي واستبدالها بالعناصر المدعومة من قبل إيران.
وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على صور للمقرات التابعة لفوج التدخل السريع التي تم إخلاؤها من قبل العناصر بموجب التعليمات الصادرة عن قيادة الحرس الثوري ضمن اللواء 47:
تجدر الإشارة إلى أن رئيس فرع المخابرات الجوية السابق اللواء شفيق صارم كان الداعم الأكبر لدخول الميليشيات الإيرانية لمدينة الرستن شمال حمص وكفّ يدّ عناصر المفارز الأمنية عن المنطقة بعد حالة الانفلات الأمني الذي شهدته المدينة والذي تطور للاشتباكات المسلحة بين مجموعة من المسلحين وعناصر الأمن، ما دفع المخابرات السورية للاستعانة بقائد فوج التدخل السريع خير الله عبد الباري باعتباره أحد أبناء مدينة الرستن من جهة، وأحد قادة قوات الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى للدخول وفرض الاستقرار بالتعاون مع عدد من وجهاء المدينة وأصحاب القرار بداخلها.
وأعدت “بوليتكال كيز | Political Keys”، خريطة توضح المكتب الرئيسي لفوج التدخل السريع وأحد نقاط تلتمركز التي تم إخلاؤها قرب أوتوستراد حمص – حماة: