خاص | تنامي حركة التشييع الإيراني في ريف حمص الشمالي… وبوليتكال كيز ترصد إحدى الفعاليات في المنطقة
أجرى القائمون على منظمة “فوج الحجة عج” الإيراني حفلًا رمضانيًا داخل قرية المختارية بريف حمص الشمالي يوم الخميس الماضي، بحضور العشرات من أبناء قرى الكمّ والنجمة والأشرفية بالإضافة لوفد من وجهاء حي العباسية الشيعي وسط مدينة حمص.
وقال مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys”، إنّ القائمين على تجهيز الاحتفال الديني أوعزوا لعدد من أهالي قرى الأشرفية والكاظمية والمختارية بضرورة إحضار أطفالهم ممن هم دون سنّ العاشرة إلى مسجد الإمام علي؛ من أجل المشاركة بالاحتفال الديني الرمضاني بعدما قاموا بتوزيع مجموعة من الملابس الموحدة للأطفال الراغبين بحضور الحفل.
وحصلت “بوليتكال كيز Political Keys” على صور خاصة لقرية المختارية ومسجد “الإمام علي” الذي أقيم فيه الحفل:
وأشار مراسلنا إلى أن الحفل تضمّن عدّة فقرات “إنشادية- عقائدية- توعوية” تم إلقاؤها من قبل رئيس فوج كشافة “الحجة عج” الحاج موسى الموسوي، والمنشد جمال الدين زاده الذي حضر من دولة العراق مع فرقة مخصصة لإقامة مجموعة من الاحتفالات الرمضانية ضمن مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية بحمص وحلب ودمشق.
الاحتفال الشيعي حظي بحماية أمنية تمثلت بانتشار ثلاث دوريات تابعة لفرع المخابرات الجوية حول مسجد الإمام علي الموجود وسط قرية المختارية، بالوقت الذي تم إيقاف حركة السير على الطريق الواصل ما بين أوتوستراد حمص-حماة، وبين منطقة الجابرية لفترة امتدت ما بين الساعة 3-5 مساء.
ما الهدف من الاحتفالات الشيعية شمال حمص؟
أكدت مصادر محلية من قرية المختارية ذات الطابع الممزوج ما بين المكونين (السني-الشيعي) لمراسل “بوليتكال كيز Political Keys”، بأن الاحتفال سبقه موجة دعائية استمرت نحو أسبوع من قبل الحاج “منير حسون” الذي يعتبر الممثل الأعلى لكشافة “فوج الحجة عج” في مدينة حمص، وذلك من خلال ترغيب الأهالي بضرورة الحضور مصطحبين معهم أطفالهم نظرًا للمنفعة التي ستتحقق بحضورهم على الصعيدين المادي والعقائدي.
وأشارت المصادر التي تحفّظت عن ذكر اسمها الصريح -لدواعٍ أمنية- أن إيران تعمل دون كلل على إنشاء موطئ قدم ثابت لها في ريف حمص الشمالي والغربي أسوة بما تم تحقيقه بريف حمص الشرقي حيث باتت مدن كبيرة عبارة عن معاقل للحرس الثوري الإيراني وباقي الميليشيات العراقية والأفغانية كما هو واقع الحال بما يخص (البيارات – السخنة – الدوّة – مهين وحوارين).
وأوضحت أنّ الواقع شمالي حمص يُعّدُ الأكثر تعقيدًا باعتباره الحاضنة الأكبر للمكون السني في حمص، بالوقت الذي يتشابه الأمر كثيرًا مع ريف حمص الغربي الذي يعتبر قلعة المكون العلوي الرافض بدوره لأي وجود أو تغلغل إيراني ضمن مناطقه.
وعلى الرغم من الرفض الواضح للوجود الإيراني شمال وغرب مدينة حمص إلا أن إيران تسعى جاهدة لبناء علاقات وطيدة مع الأهالي لاكتساب حاضنة شعبية من خلال المنظمات الدينية تارة والجمعيات الإغاثية تارة أخرى مستغلة حالة الفقر التي يعاني منها السوريين ضمن مناطق سيطرة النظام السوري في ظل التدهور الكبير للواقع الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وهو الأمر الذي شكل فرصة مناسبة للإيرانيين لاستغلالها بما يخدم مصالحهم وتطلعاتهم المستقبلية للمنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الحفل الرمضاني الذي أقيم داخل مسجد الإمام علي انتهى بتوزيع جوائز مالية على الأطفال لترغيبهم بحضور الاحتفالات المشابهة مستقبلًا وتراوحت الجائزة المالية ما ببين 150-300 ألف ليرة ما يعادل 15 دولارًا أمريكيًا، فضلًا عن توزيع بعض الهدايا العينية كالقرطاسية ومستلزمات الدراسة للأطفال.