أفادت مصادر خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن المنطقة الاقتصادية التي ترعاها إيران أصبحت قيد الإنشاء في مدينة الحديدة اليمنية، حيث بدأ الإيرانيون التخطيط لجني ثمار الحرب في اليمن من حيث الفوائد الاقتصادية والعسكرية، ومن بين هذه الثمار يأتي إنشاء منطقة اقتصادية حرة على ساحل البحر الأحمر في منطقة رأس عيسى بالحديدة.
ووفقًا للمصادر، فإن الرؤية الإيرانية تعتبر أن إنشاء منطقة اقتصادية حرة على ساحل البحر الأحمر في منطقة رأس عيسى سيساعد على ترسيخ حضور قوي في أهم ممر مائي للتجارة الدولية وستعمل على تطوير التبادلات التجارية مع إيران وتحقيق سهولة الوصول إلى النفط والبضائع الإيرانية بغرض إعادة تصديرها إلى أوروبا والدول الإفريقية.
وتبعًا للمصادر فإن النظام الإيراني يسعى إلى استكمال مرافق المنطقة الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر خلال عامين، حيث يواجه تحديات في تنفيذ مشروعه بسبب الظروف الإقليمية والدولية.
ما هي مخططات المدينة الاقتصادية؟
ووفقًا للمصادر، فإن شركات إيرانية أنجزت المخططات الهندسية للمنطقة، والتي تشمل إنشاء موانئ ومبانٍ ومستودعات للبضائع، واستكمال خزانات لتخزين النفط الإيراني، وتنفذ أعمال البنية التحتية وبناء خزانات النفط بمساعدة خبراء إيرانيين وممثلي شركات المقاولات.
ويتمثل هدف “الحوثيين” في تعزيز التبادل التجاري والمصرفي بين إيران وصنعاء، ويعكس ذلك الاهتمام العميق من قبل إيران في دعم مشروع المنطقة الاقتصادية الحرة في رأس عيسى.
وتقوم سلطات الحوثيين بإنشاء منفذ غاز جديد في ميناء رأس عيسى، مما يعزز قدرتهم على استقبال وتصدير البضائع والمواد الخام بشكل فعال.
وأضافت المصادر، أنّ إيران والحوثيين يواصلان جهودهما لتطوير المنطقة الاقتصادية وتحقيق أهدافهم الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، وكان مجلس النواب الموالي للحوثيين قد أوصى في يناير/كانون الثاني 2023 وزارة النفط في صنعاء بالبدء في إنشاء ميناء رأس عيسى النفطي لاستقبال وتفريغ السفن الكبيرة وإنشاء المنصات لتحميل مقطورات بالمشتقات النفطية، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء صهاريج أخرى في المنطقة.
وفي هذا السياق، أوصى المجلس شركة الغاز اليمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل منشآتها من ميناء الحديدة إلى ميناء رأس عيسى، وإنشاء صهاريج خاصة لتفريغ الغاز المنزلي.
وقد أشار المجلس إلى الإنجازات التي حققتها الوزارة والشركة خلال الفترة السابقة، مثل إنشاء ستة خزانات في ميناء رأس عيسى النفطي ومشاريع البنية التحتية للغاز وتجهيز مباني جديدة.
وذكرت المصادر التي حصلت عليها”بوليتكال كيز | Political Keys”أن مشروع إيران لإقامة منطقة حرة على البحر الأحمر يحمل أهمية اقتصادية كبيرة، إلا أن هناك توقعات من مصادر تجارية بأن للمشروع أهدافًا عسكرية وأمنية خفية، وقد وصف أحد رجال الأعمال اليمنيين المشروع بأنه “شراكة بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني”.
وقد أشار هذا الرجل إلى أن الإطاحة بمجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة وتعيين مجلس إدارة جديد موال للحوثيين قد يكون يهدف إلى دعم جماعة طفيلية، مما يُعد تمهيدًا للدخول في شراكة مع الحرس الثوري لتنفيذ مشروع المنطقة الاقتصادية على البحر الأحمر، وتغطية الأهداف العسكرية.
ونوهت المصادر إلى أن جماعة الحوثي قد استخدمت ميناء “رأس عيسى” لشن هجمات على السفن التجارية لتعطيل عمليات الشحن لصالح النظام الإيراني في معركة النفوذ على المياه الدولية والطرق البحرية في البحر الأحمر، وذلك تحت ذريعة الرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالأهداف الاقتصادية، فإن المنطقة الاقتصادية تعتبر واحدة من الثمار التي تريد إيران الاستفادة منها من حرب اليمن، حيث يمثل اليمن سوقًا كبيرةً للسلع الإيرانية ويمكن أن يكون مصدرًا للعمل والاستثمار والصادرات إلى السوق الأفريقية.
ويُعتقد أن اليمن قد يكون سوقًا كبيرة للخدمات الهندسية الإيرانية ولتنفيذ مشاريع البنية التحتية، مما يعزز الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وذكرت المصادر، أنه يمكن القول إن هذه الخطوات تعكس الرغبة الإيرانية في تعزيز نفوذها الإقليمي والاقتصادي في المنطقة، وتعتبر اليمن بوابة لتحقيق هذه الأهداف، ويبدو أن تعزيز النفوذ في البحر الأحمر يُعتبر أولوية بالنسبة لإيران، وهذا ما يؤكده باحثون إيرانيون، ويعتبر البحر الأحمر هدفًا مناسبًا لتعزيز الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية الإيرانية.
ويقول الباحثون: إن البحر الأحمر يعتبر بوابة للنقل والتواصل الحر مع العالم عبر المياه الدولية، مما يتيح لإيران الوصول إلى المنصات التجارية وغير التجارية في الدول الساحلية للمحيطين الأطلسي والهندي.
إيران: البحر الأحمر جبهة رئيسية
وتنفذ إيران استراتيجية عسكرية من المفترض أن يتم تنفيذها بالكامل بحلول عام 2025، ويعتبر البحر الأحمر جبهة رئيسية في هذه الاستراتيجية، وتستخدم إيران البحر الأحمر لنقل الأسلحة والمقاتلين، وتهدف إلى مواجهة وتقليص النفوذ العربي في شرق أفريقيا والبحر الأحمر.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في القرن الأفريقي، وتستخدم اليمن كقاعدة لها لتحقيق هذا الهدف، و يعتبر اليمن أولوية إقليمية لإيران، ويشكل إنشاء منطقة اقتصادية حرة في رأس عيسى بوابة استراتيجية اقتصادية وعسكرية مهمة لإيران في البحر الأحمر.
وختمت المصادر، أن القرار الإيراني بإنشاء منطقة اقتصادية حرة في رأس عيسى يعتبر هدفًا استراتيجيًا اقتصاديًا وعسكريًا مهمًا، ويعتبر اليمن بوابة لتحقيق هذه الأهداف لإيران، وذلك في ظل التطورات الإقليمية والدولية الحالية.