خاص | عقب فرار جزء من مقاتليه بسبب ضربات داعش… الحرس الثوري الإيراني في سوريا يفتح باب الانتساب وبوليتكال كيز تكشف التفاصيل بالخرائط والصور الحصرية
أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم السبت 30 كانون الأول/ ديسمبر، أن “قيادة فوج التدخل السريع من مرتبات اللواء 47 التابع للحرس الثوري الإيراني في ريف حماة الجنوبي بسوريا، أعلنت خلال الأيام الماضية عن فتح باب الانتساب لصفوف مقاتليها من أبناء ريفي حمص وحماة”.
وفيما يلي الصورة الرسمية لإعلان الانتساب:
سبب فتح باب الانتساب
وقالت المصادر الخاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، إن “إعلان الانتساب جاء عقب حالات الانشقاق التي طالت صفوف اللواء من المقاتلين الموجودين ضمن البادية السورية بريف حمص الشرقي، تحت وقع الضربات المتكررة التي نفذها مقاتلو تنظيم الدولة في الآونة الأخيرة وتسببت لهم بخسارات فادحة في الأرواح والعتاد على حدّ سواء”.
ميزات ومُرَغِّبات الانتساب
وأضافت المصادر أن “قائد قوات فوج التدخل السريع، خير الله عبد الباري الملقب بخيرو الشعيلة، دعا أبناء مدينة الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي للمبادرة بالانتساب لصفوف مقاتليه، مقابل حصولهم على رواتب مالية تتراوح ما بين مليون ومليونين ليرة سورية بحسب الاختصاص”.
وتابعت: “سيخضع المنتسبون لدورة إعادة تأهيل على الصعيد البدني وعلى صعيد التعامل مع الأسلحة وتنفيذ الكمائن في عمق البادية السورية”.
وأشارت المصادر إلى أن “خير الله عبد الباري لفت إلى أن المتقدمين للتطوع بصفوف مقاتلي فوج التدخل السريع سيحظون ببطاقات أمنية من قبل قيادة الحرس الثوري الإيراني – اللواء 47، الأمر الذي سيضمن بموجبه صاحب البطاقة عدم التعرض له من قبل الأجهزة الأمنية والحواجز العسكرية التابعة للنظام السوري حتى وإن وُجد بحقه طلبيات أمنية وإذاعات بحث لصالح أفرع المخابرات”.
بنود عقد الانتساب
كامل.ك، أحد أبناء مدينة الرستن شمال حمص، قال في حديث خاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” إن الظروف المعيشية الصعبة وغياب فرص العمل دفعته للتقدم مع عدد من أصدقائه لمكتب الانتساب الذي تمّ افتتاحه ضمن حي الصليبة بمدينة الرستن.
وفيما يلي صورة ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية تظهر المكتب الرئيسي لقبول المنتسبين في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي:
وأوضح كامل.ك لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن “العقد الذي تم توقيعه ينص على عدة بنود، من أبرزها الخضوع لفترة تدريبية تمتد قرابة 20 يومًا ضمن جبل زين العابدين بريف حماة الجنوبي بإشراف ضابط إيراني برتبة مقدم يدعى حسن هرما”.
وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على صور خاصة للمعسكر الذي ستقام فيه التدريبات:
وأضاف: “من بنود العقد أيضا أنه لا يحق لأي متطوع الانسحاب من الدورة إلى حين انتهائها، حيث يحصلون على إجازة مدتها 48 ساعة قبل أن يلتحقوا بموقع الفرز، كما يتعهد المتقدمون للانتساب بإطاعة الأوامر والتعليمات العسكرية الصادرة عن قيادتي فوج التدخل السريع والحرس الثوري الإيراني”.
وتابع في ذكر بنود العقد: “يحق لمكتب التنظيم فصل أي عنصر في حال ارتأى ضرورة لذلك في حين لا يسمح لأي عنصر الفرار من أداء مهامه تحت طائلة الملاحقة الأمنية، وتمتد فترة العقد لستة أشهر قابلة للتمديد بعد موافقة الطرفين، وتحدد الخدمة من لحظة وصول المنتسبين إلى مواقع فرزهم، ويحصل المنتسبون على إجازة شهرية مدتها 10 أيام مقابل استمرارهم بالدوام لمدة 20 يومًا على جبهات القتال ونقاط التمركز المخصصة لهم”.
مساعي إيران في المنطقة الوسطى من سوريا
وفي سياق متصل، أكدت مصادر خاصة من مدينة تلبيسة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن “إيران تسعى من خلال حملات التطويع التي تجريها بحق أبناء الريف الشمالي لمدينة حمص إلى فرض هيمنتها على المنطقة، أسوة بما آلت إليه الأحوال بريف حمص الجنوبي، وتحديدًا مدينة القصير التي باتت مرتعًا للميليشيات الموالية لإيران وحزب الله على حدّ سواء”.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة أن “قيادة اللواء 47 تستغل الولاء المطلق الذي يبديه قائد فوج التدخل السريع خير الله عبد الباري لها، والذي يعتبر في الوقت ذاته ورقة رابحة لتنفيذ مخططاتها باعتباره أحد أبناء المدينة ويحظى بمكانة مرموقة بين أبناء المجتمع المدني، فضلًا عن علاقته الوثيقة التي تربطه مع رؤساء أفرع المخابرات وعلى رأسهم العميد شفيق صارم رئيس فرع المخابرات الجوية والعميد صائل رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة حمص”.
وأكدت المصادر لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن “المهام التي سيتم إيكالها للعناصر الجدد ستنحصر ضمن منطقة حقل الشاعر وحقل آراك النفطي بريف حمص الشرقي، والتي تعمل الميليشيات المدعومة من قبل إيران على حمايتها من الهجمات التي تتعرض لها بين الحين والآخر على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الذي كثّف من عملياته العسكرية في الآونة الأخيرة مستهدفا النقاط المتقدمة للميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في عمق البادية، وكان آخرها استهداف حافلة نقل مبيت عسكري على أطراف منطقة السخنة أثناء قدومها من المحطة الثالثة T3، ما أسفر عن قتل تسعة عناصر وجرح آخرين”.
وفيما يلي صورة ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية تظهر حقل الآراك النفطي بريف حمص الشرقي:
وختمت المصادر الخاصة حديثها مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “إيران سعت بشكل دؤوب خلال النصف الثاني من العام الحالي لفرض نفسها كلاعب أساسي في أرياف حمص الشرقية والجنوبية والشمالية مؤخرًا، مستغلة تردي الواقع المعيشي والاقتصادي الذي يعاني منه الأهالي القاطنون ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، وغياب فرص العمل للشباب، الأمر الذي دفعهم للتفكير بحمل السلاح والقتال بما يخدم المصالح الإيرانية على الرغم من انتهاء الحرب في المنطقة الوسطى بشكل تام منذ منتصف العام 2018”.