بماذا طالبت المعارضة الإسرائيلية “نتنياهو” في ظل الحرب على غـ.زة؟… “بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس الأحد 18 كانون الأول/ ديسمبر، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “فقدَ ثقة الشعب والجيش والعالم، ولا يمكن أن يستمر في منصبه”، جاء ذلك في تدوينة على حسابه عبر منصة “إكس”، بعد ساعات من مطالبته بإجراء انتخابات خلال الحرب.
وقال لابيد، “لدينا رئيس وزراء فقدَ ثقة الشعب والعالم، وفقدَ ثقة المؤسسة الأمنية (الجيش والاستخبارات والشرطة)”، وأضاف “لا يمكن لنتنياهو، أن يستمر في منصب رئيس الوزراء في الوضع الحالي”.
وفي مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الأحد، قال لابيد، “لا يمكن لنتنياهو أن يستمر في منصب رئيس الوزراء”.
وأكد على أنه “يمكن إجراء الانتخابات في زمن الحرب”.
المطالبة الأولى التي تدعو لإجراء الانتخابات في ظل الحرب
وهذه الدعوة الأولى التي يطلقها سياسي إسرائيلي كبير، لإجراء انتخابات خلال الحرب، حيث اقتصرت الدعوات السابقة على إجراء انتخابات في اليوم التالي للحرب، وخلال المقابلة ذاتها، انتقد لابيد، طريقة نتنياهو في إدارة الوضع بغزة، وتدهور الوضع الأمني في الضفة الغربية بما في ذلك القدس.
ويتعرض نتنياهو لانتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية، في أعقاب فشل التنبؤ المسبق بهجوم “حماس” على مستوطنات غلاف غزة صبيحة 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وطريقة تعامله مع ملف المحتجزين في غزة، ويُصر نتنياهو، على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم “حماس” المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي وتدافع عن الفلسطينيين.
توقعات بنهاية قريبة لـ”نتنياهو”
وتتصاعد توقعات داخل إسرائيل بأن تحقيقات مرتقبة بعد الحرب بشأن الإخفاق العسكري والاستخباراتي أمام حركة “حماس”، ستكتب نهاية حياة نتنياهو السياسية، ومنذ نحو عام، يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية، توصف في الإعلام العبري، بأنها “أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل”.
قصف إسرائيلي مكثف على غزة
أفادت مصادر طبية بأن نحو 12 فلسطينيًا قتلوا وأصيب نحو 20 آخرين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلًا بمخيم دير البلح، غالبية سكانه نزحوا من مدينتي غزة وخانيونس، من عائلات مسلم وبدوان والنواجحة.
كما نفذت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على حدود القطاع قصفا عنيفا للمناطق الشرقية لحي الشجاعية، طوال ساعات الليلة الماضية، حسب مصادر محلية.
وفي شمالي القطاع، أفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت منطقة سكنية لعائلتي البرش وعلوان في بلدة جباليا، شمالي القطاع.
وذكر الشهود، أن القصف أسفر عن دمار واسع بالمنطقة التي تضم عشرات المنازل السكنية، وأشاروا إلى أن أطقم الدفاع المدني (الحماية المدنية) انتشلت أكثر من 30 قتيلًا، وهناك نحو 100 مفقود مازالوا تحت أنقاض المنازل المدمرة.
اشتباكات عنيفة
وفي خانيونس، اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدتي القرارة وبني سهيلا (شرق) بين فصائل المقاومة والجيش الإسرائيلي سمع خلالها أصوات إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف.
كما شوهدت أعمدة دخان أسود تتصاعد من مواقع الاشتباكات، قبل أن تطلق الدبابات الإسرائيلية قنابل مضيئة في سماء المنطقة بشكل كثيف، في محاولة للكشف عن مواقع مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
“كارثة إنسانية”
وعلى صعيد آخر، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن القوات الإسرائيلية أطلقت الكلاب على الأطقم الطبية والنازحين بمستشفى كمال عدوان، شمالي القطاع، والتي نهشت جريحًا فلسطينيًا قبل استشهاده.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مدير عام وزارة الصحة منير البرش، مع المدير الطبي لمستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في باحة المستشفى.
وخلال انعقاد المؤتمر أطلق جنود إسرائيليون، يتمركزون في بنايات محيطة بالمستشفى، نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه باحة المستشفى على نقطة قريبة من المشاركين بالمؤتمر.
وعقب ذلك نقل المنظومون المؤتمر لمنطقة ثانية داخل المستشفى، وقال الطبيب البرش، إنهم تعرضوا لإطلاق نار مباشر من جنود الجيش الإسرائيلي.
واستعرض مدير عام وزارة الصحة، خلال المؤتمر، الأحداث التي وقعت بالمستشفى خلال فترة حصاره واقتحام القوات الإسرائيلية له.
وقال إن “الاحتلال أطبق الحصار على المستشفى وقام بجريمة حرب استهدف خلال المستشفى”، وأضاف “تمثلت الجريمة المركبة بحصار المستشفى، ومنع الإمدادات عنه، واقتحامه وتدمير جزء من مرافقه، والاعتداء على الطواقم الطبية والمرضى والنازحين، واعتقال أكثر من 70 منهم”.
وتابع “القوات الإسرائيلية أجرت تحقيقات ميدانية مع الكوادر الطبية، واستخدمتهم دروعا بشرية تحت تهديد السلاح”، وأشار البرش، إلى أن “المستشفى منذ بداية حصاره، تعرض لاستهداف مُركّز، تمثل في قصف بوابته ومحيطه، وإطلاق النار بشكل مباشر على مبانيه، وقصف الطابق الثاني منه”.
ولفت إلى “اعتقال مدير المستشفى أحمد الكحلوت، واقتياده إلى جهة مجهولة حتى أمس الأحد”، “كما جرى خلال فترة حصار المستشفى تجميع النازحين والأطقم الطبية بحوض كبير مخصص لتجميع مياه الصرف الصحي، وتعريتهم وإذلالهم وإطلاق الكلاب المتوحشة عليهم”، وفق البرش.
ولفت إلى أن “الجرافات الإسرائيلية قامت بتدمير محطة الأوكسجين بالمستشفى وبئر المياه والأرشيف المركزي والصيدلية”.
كما ذكر أن “الجرافات حفرت حفرة عميقة داخل المستشفى، وجرفت داخلها جثامين قتلى كانوا يتواجدون في الساحة”.