المفتاح الاستخباراتي

ماذا تتعقب المخابرات الغربية في البحر الأحمر؟… صحيفة استخباراتية تجيب

كشفت صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الإثنين 4 كانون الأول/ ديسمبر، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، تفيد أن فيلق القدس الإيراني ينشر موارد استخباراتية بحرية خاصة لدعم عمليات الحوثيين في مركز استراتيجي للتجارة البحرية العالمية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، إن طهران تعمل على توسيع تواجدها البحري في البحر الأحمر، بهدف جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات سرية، في خضم الأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط، وتراقب وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية عن كثب أنشطة إيران في هذا الصدد.

وفقًا للمعلومات التي جمعتها شركة إنتلجنس أونلاين، تبحر ثلاث سفن بحرية إيرانية حاليًا في البحر الأحمر وتقدم الدعم لعمليات فيلق القدس في اليمن، والتي تخضع لقيادة العميد عبد الرضا شهلائي.

ماذا يضم الأسطول الإيراني؟

ويضم الأسطول الإيراني ناقلة البضائع السائبة INS بهشاد، التي تم تحويلها إلى سفينة استخبارات ودعم، وسفينة دعم ثانية إن إس بندر عباس، وسفينة الحاويات إم في أرتينوس، وتتمثل المهمة الرئيسية للأسطول في تزويد المقاتلين الحوثيين بالمعدات والمعلومات الاستخبارية لتسهيل توجيه ضربات إلى المصالح الإسرائيلية في المنطقة.

وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys، إن وجود السفن حاليًا يجذب اهتمامًا كبيرًا من المحللين داخل مكتب الاستخبارات البحرية الأمريكي (ONI)، الملحق بالقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (نافسينت) ومقرها البحرين، بقيادة نائب الأدميرال تشارلز كوبر.

وتابعت الصحيفة، أنهم يعملون بالتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية لتحديد طريقة عمل الأسطول، في محاولة لمواجهة عملياته المستقبلية، وقد كثف الحوثيون في الأيام الماضية نشاطهم في المنطقة التي تعبرها هذه السفن الإيرانية، مما زاد من مخاوف المخابرات الأمريكية.

طائرات إيرانية تقصف محطة اعتراض إسرائيلية

وفي الوقت نفسه، قصفت طائرات شاهد-136 كاميكازي بدون طيار التي انطلقت من أرخبيل دهلك، حيث ترسو السفينة آي إن إس بهشاد، مؤخرًا محطة اعتراض إسرائيلية (SIGINT) تعمل عليها المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في إريتريا.

وفي الأيام الماضية، تم أيضًا إحباط محاولة لضرب أصول بحرية أمريكية، علاوة على ذلك، شارك الأسطول الإيراني في اعتلاء الحوثيين للسفن التجارية الإسرائيلية، وعلى هذا النحو، تقوم المخابرات الغربية أيضًا بالتحقيق عن كثب في تكنولوجيا الاعتراض والطائرات بدون طيار التي تحملها هذه السفن.

“بهشاد” محطة SIGINT العائمة

ولدى المخابرات البحرية الأمريكية العديد من الأسئلة حول هذا الأسطول الذي يحاول البقاء بعيدًا عن الرادار، فهل تقدم المعدات للحوثيين أم تساعدهم على تنفيذ عمليات تشويش واسعة النطاق لـ SIGINT؟

تم تحديد كل من ناقلة البضائع السائبة بهشاد والسفينة الشقيقة البائدة الآن، إم ذي سافيز – التي تعرضت للهجوم وإغراقها في البحر الأحمر – في عام 2021 على أنها سفن تخدم فيلق القدس في اليمن، ومع ذلك، فإن بهشاد مجهز بقدرات تشويش SIGINT أكثر تقدمًا من سابقتها.

وتعني هذه القدرات الإضافية أن السفينة قادرة على التشويش على الاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي جدًا ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ويمكنها أيضًا قطع أنظمة التعريف التلقائي (AIS) للسفن الأخرى في المنطقة المجاورة لها. وهذا يعني أنها يجب أن تتمتع بقدرات استخباراتية، ولكن أيضًا بقدرات واسعة النطاق في الحرب الإلكترونية.

ويمكن لهذه الأنظمة الموجودة على متن السفن أيضًا تنسيق الضربات والتشويش على الأنظمة الملاحية لأي سفينة تمر عبر مناطق معينة من البحر الأحمر. وتحمل السفينة أيضًا أسطولًا كبيرًا من زوارق الدورية السريعة المخصصة للاستخدام في المنطقة.

“إم في أرتينوس” و “INS بندر عباس” يدعمان الحوثيين

وبحسب انتلجنس اونلاين، إن هاتين السفينتين تتعاونان بشكل وثيق مع بهشاد لتمكينها من تنسيق عمليات الاستهداف وتسليم المعدات، ترسو سفينة الحاويات أرتينوس بانتظام بالقرب من بهشاد لأغراض التزود بالوقود وتفريغ المعدات التي يعتقد أنها متجهة إلى الحوثيين.

ووفقا للصحيفة، فقد لوحظت عمليات إعادة شحن ليلية، على الرغم من أنه لم يكن من الممكن بعد تحديد كمية أو نوع المعدات التي تم تسليمها، من جانبها، تتنقل سفينة إن إس بندر عباس عبر الممر الملاحي، ولكنها غالبًا ما تقوم بإيقاف تشغيل نظام التعرف الآلي الخاص بها، وبالتالي تظل بعيدة عن الرادار لعدة أيام.

وهذه السفن هي جزء من منظمة راسخة لجمع المعلومات الاستخبارية والعمليات السرية، والتي تدعم الحوثيين، على الرغم من الجهود الدولية لردع وصول المتمردين إلى البحر الأحمر. بحسب الإنتلجينس.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى