باستخدام تقنيات الـ “SAR و Lidar”… إسرائيل تقوم برسم خرائط لمترو الأنفاق في غـ.زة فهل تنجح في تحديدها وتدميرها؟
كشفت صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الثلاثاء 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، تفيد أن تل أبيب تقوم بنشر كافة مواردها الاستخباراتية لرسم خريطة لأنفاق حماس، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا إذا أرادت إسرائيل تحييد القدرات الهجومية للجماعة الإسلامية.
وقالت الصحيفة في تقريريها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، إنه في خضم هجومها البري، يقوم الجيش بتعبئة موارده الاستخباراتية لرسم خريطة “مترو أنفاق غزة”، بالتعاون مع وحدة الاستخبارات الجغرافية المكانية الإسرائيلية (GEOINT)، الوحدة 9900، التي تستخدم مجموعة من التقنيات المتخصصة لمحاولة إعادة بناء شبكة الأنفاق المعقدة التي حفرتها حماس في قطاع غزة.
ووفقًا للصحيفة فإن، البنية التحتية تحت الأرض غير مرئية من الجو وتتطلب قدرات تكنولوجية بما في ذلك الكشف عن التصوير بالليزر والمدى (Lidar) أو رادار الفتحة الاصطناعية (SAR).
ما هي قدرات الليزر الجوية في تل أبيب؟
يساعد القمر الصناعي Ofek-13 الذي صنعته شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI) في تحديد مداخل ومخارج الأنفاق المحتملة في الأنقاض ووسط البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس، عندما تصبح الهياكل المعدنية المدفونة مرئية بفضل صور SAR، فإنها تسهل إعادة بناء الهيكل العام لهذه الشبكة المعقدة تحت الأرض.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، إن إسرائيل حصلت على القدرة على تحليل مداخل الأنفاق باستخدام صور SAR في عام 2008، بمساعدة إيطاليا، لكن حماس وجدت تدريجيًا طريقة للتغلب على ذلك من خلال إخفاء مداخل الأنفاق تحت المباني.
في هذه المرحلة، أصبحت المراقبة الجوية الثلاثية أكثر أهمية، باستخدام طائرات تجسس مجهزة برادار X-band (وهو دقيق ولكن لديه قدرة قليلة على اختراق الأرض)، ورادار L-band (الذي يمكنه التعمق في الأرض) و الليزر، ويمكن لهذا الأخير رسم خريطة ثلاثية الأبعاد للتضاريس في غزة بدقة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات.
وقد تم استخدامه لمساعدة القوات الإسرائيلية على التحرك في غزة، ولكن بالإضافة إلى ذلك، إذا مرت الطائرات بانتظام، فإن هذه القراءات المتكررة يمكن أن تكتشف اختلافات ببضعة ملليمترات فقط في هيكل المبنى، تلك التي انهارت ببضعة ملليمترات فقط ربما تخفي مدخل النفق.
وتبعًا للصحيفة، فإنه بالنسبة لرحلات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع هذه، تعتمد إسرائيل على سرب الاستخبارات رقم 100 التابع للقوات الجوية الإسرائيلية (تأسست 100) – المعروف أيضًا باسم وحدة شيليف – المتمركز في اللد.
وتمتلك الوحدة أسطولًا كبيرًا قادرًا على تغطية كل بوصة مربعة من قطاع غزة، وتعد طائرة Beechcraft Super King Air 200 – التي تحمل الاسم الرمزي Zufit – الطائرة الرئيسية القادرة على استخدام تقنية Lidar، إلى جانب طائرات Eitan بدون طيار التي طورتها شركة IAI وطائرة Hermes 900 من شركة Elbit Systems، وهي توفر البيانات الفنية اللازمة لنموذج مترو الأنفاق في غزة، وذلك بفضل كبسولات Lidar التي تستخدمها شركة Elbit Systems.
وتوفر هذه الأدوات، إلى جانب الذكاء البشري والاعتراض (SIGINT)، خريطة كاملة للشبكة الواسعة المحفورة على مناطق واسعة وعلى أعماق تزيد عن 10 أمتار، والوحدة المسؤولة عن هذا العمل الدقيق هي مركز رسم الخرائط التابع للوحدة 9900، والذي يعمل بالتعاون مع شركة Egoz، المسؤولة عن تفسير الصور.
وأكملت الصحيفة، إن هذه الكيانات تصمم مترو غزة على أنه “توءم مزدوج” رقمي، وتم استخدام تقنية مماثلة من قبل التحالف المناهض لداعش (أو تنظيم الدولة الإسلامية) لتحديد موقع أنفاق التنظيم “الإرهابي” أثناء حصار الموصل في العراق في عام 2017.
القيمة المضافة لوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي
يعد المنتج النهائي من العمل المطول لدمج البيانات أداة حاسمة لوحدة ياهالوم التابعة للجيش الإسرائيلي، والتي تتكون من مهندسين متخصصين في استكشاف الأنفاق، والمسؤولين عن اختراق الشبكة تحت الأرض وتدميرها.
وتنقسم الوحدة إلى قسمي أوكيتس وسمور للكلاب، وهما مسؤولان عن هدم المباني الموجودة تحت الأرض التابعة لحماس، وتقوم وحدة القوات الخاصة الإسرائيلية الرمزية “سايريت متكال” حاليًا بعمليات توغل في الأنفاق في محاولة للعثور على 126 رهينة لدى حماس، وذلك بفضل العمل الذي قام به مشغلو GEOINT في الوحدة 9900. بحسب الإنتلجينس.
ما هي الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل لتدمير شبكة الأنفاق؟
منذ بداية المعركة في 7 أكتوبر وإسرائيل تحضر لهجوم بري لتدمير الأنفاق، وقد استخدمت قنابل ذكية كانت ترفض واشنطن أن تمدها بها في الماضي، وهي قنابل لها نوعان من الرؤوس، الأول تدميري، والثاني يعمل على خرق التحصينات والخرسانات. بحسب سكاي نيوز نقلًا عن عسكريين مختصين.
وأكمل ” المختصون” تستطيع هذه القنابل اختراق 3 طبقات إسمنتية قبل الانفجار، وهي فعالة ضد الأنفاق، وقد اعتمدت إسرائيل على القنابل الارتدادية أو الزلزالية، والتي تعبث بالقشرة الخارجية للأرض عن طريق إصدار موجات ارتدادية ضخمة مثل الزلزال، فتتسبب في اهتزاز قوي للمبنى أو النفق المستهدف، وتعبث بأساساته وينهار، هذه القنبلة تطلق من الطائرات الحربية، وقد تطلق من الدبابات والمدافع.
ومما لم يتم استخدامه من قبل القنابل الإسفنجية، وهي غير متعارف عليها جيدًا، وقد تكون صنعت خصيصًا لخدمة إسرائيل، فهذه القنابل غير انفجارية، وطريقة عملها معقدة للغاية، فداخلها مواد كيميائية بينها فاصل، وبمجرد تفعيل القنبلة يزال هذا الفاصل، تندمج المواد الكيميائية، فتُخرج القنبلة مادة تشبه الفوم أو الإسفنج بشكل هائل، وتسد فتحات الأنفاق، وتتحول لمادة صلبة يصعب إزالتها.
وبحسب العسكريين، فإن أفراد الجنود الإسرائيليون يطلقوا هذه القنابل، وكذلك تطلقها مدافع الدبابات، والأمر هنا يعتمد على قدرة استخباراتية عالية لكشف هذه الفتحات.
وقد زودت إسرائيل جنودها بقنابل غاز الأعصاب، رغم أنها محرمة دوليًا، حيث أن غرامًا واحدًا من هذا الغاز قادر على قتل شخص بالغ في ثواني، وضمن خطط إسرائيل ضخ هذا الغاز في الأنفاق، كما تخطط أيضا لاستخدام المياه لإغراقها.
هل تنجح إسرائيل في كشف الأنفاق تكنولوجيًا؟
لا شك أن الحلول المطروحة غير مضمونة، ليس فقط على المستوى التكنولوجي بل أيضًا بسبب عدم معرفة طبيعة أنفاق حماس التي تطرح الكثير من التحديات.
وتلّمح مجلة “فوربس” إلى أنه سيكون من الصعب جدًا الاعتماد فقط على الآلات والمسيرات في الأنفاق، بل لا بد من وجود العنصر البشري، وهو ما تخشاه إسرائيل” بحسب مراقبين” لأنه سيكلفها ثمنًا كبيرًا في جنودها.
وبحسب مراقبين، فإن هناك شكوكًا بالطبع من استطاعة إسرائيل على التسبب بتدمير كلي لهذه الأنفاق، فهذا يحتاج لسيطرة برية كاملة على القطاع، وعلى مدار سنوات كبيرة لم تستطع إسرائيل القضاء على شبكة الأنفاق هذه، والتي ظلت تتوسع وتتضخم طوال السنوات الماضية.