الولايات المتحدة متخوفة من الغزو البري الإسرائيلي لغزة… وصحيفة غربية تكشف تفاصيل “مثيرة”
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقريرها المدفوع، اليوم الثلاثاء 24 تشرين الأول/ أكتوبر، عن معلومات خاصة، تفيد بأن “الولايات المتحدة الأمريكية لديها مخاوف بشأن خطة العمل الإسرائيلية في غزة بشكل عام”.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “مسؤولين كبارًا في إدارة بايدن أكدوا أن واشنطن تشعر بالقلق من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في غزة، ومن أن قوات الدفاع الإسرائيلية ليست مستعدة بعد لشن غزو بري بخطة يمكن أن تنجح”.
وأضافت “نيويورك تايمز” في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه “في محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن على الحاجة إلى دراسة متأنية للكيفية التي قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكات أنفاق معقدة تحت مناطق مكتظة بالسكان”.
واشنطن لا تتحكم بقرار إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى أن “مسؤولي إدارة بايدن أصروا على أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله وما زالت تدعم الغزو البري، لكن البنتاغون أرسل جنديًّا من مشاة البحرية من فئة ثلاث نجوم، هو اللفتنانت جنرال جيمس جلين، إلى جانب ضباط آخرين لمساعدة الإسرائيليين في مواجهة تحديات خوض حرب المدن”.
وقال مسؤول في البنتاغون، أمس الإثنين، إن نشر الجنرال جلين، الذي أفاد به موقع أكسيوس في وقت سابق، لا يعني أن البنتاغون يتخذ قرارات نيابة عن إسرائيل، وقال المسؤول إن الجنرال جلين لن يكون موجودا على الأرض في إسرائيل إذا بدأ التوغل في غزة، بحسب “نيويورك تايمز”.
ونفى دبلوماسي من السفارة الإسرائيلية، يوم الأحد، أن تكون الحكومة الأمريكية تنصح الإسرائيليين بتأجيل الغزو البري، وقال الدبلوماسي: “الولايات المتحدة لا تضغط على إسرائيل فيما يتعلق بالعملية البرية”، وفقًا لنيويورك تايمز.
مقارنة بين غزة 2023 والموصل 2016
وتابعت الصحيفة: “في محادثاته مع جالانت، وصف أوستن الحملة الشاقة لتطهير مدينة الموصل العراقية من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2016 و2017، وفي ذلك الوقت، كان أوستن رئيسًا للقيادة المركزية للولايات المتحدة، وكانت القوات الأمريكية تدعم نظيرتها الكردية والعراقية في القتال”.
وقال أوستن لبرنامج “هذا الأسبوع” على قناة ABC News يوم الأحد: “أول شيء يجب أن يعرفه الجميع، وأعتقد أن الجميع يعرفه، هو أن القتال في المناطق الحضرية صعب للغاية”، بحسب ما نقلته “نيويورك تايمز”.
وزعمت الصحيفة أن “أوستن شجع جالانت على إجراء عملياتهم وفقًا لقانون الحرب، في الوقت الذي يتزايد فيه قلق المسؤولين الأميركيين من أن يؤدي الغزو البري في غزة إلى خسائر فادحة في أرواح المدنيين”.
وأكدت الصحيفة أن “المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الإدارة تشعر بالقلق أيضًا من أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه حتى الآن مسار عسكري واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتمثل في القضاء على حماس، وإنهم لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق”.
وذكرت الصحيفة أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن ألمح إلى ذلك علنا، وخلال خطابه في تل أبيب الأسبوع الماضي، حذر من أن إسرائيل ستحتاج إلى الوضوح بشأن الأهداف وتقييم صادق حول ما إذا كان المسار الذي تسلكونه سيحقق تلك الأهداف”.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إسرائيل يجب أن تقرر ما إذا كانت ستحاول القضاء على حماس باستخدام ضربات جوية جراحية مقترنة بغارات مستهدفة من قبل قوات العمليات الخاصة، كما فعلت الطائرات الحربية الأمريكية والقوات العراقية والكردية في الموصل، أو الدخول إلى غزة بالدبابات والمشاة، كما فعلت مشاة البحرية الأمريكية والجنود إلى جانب القوات العراقية والبريطانية في الفلوجة عام 2004”.
ونبهت الصحيفة أن “مسؤولين أمريكيين قالوا إن كلا الأسلوبين سيؤديان إلى خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية بالنسبة للقوات والمدنيين، وفي البنتاغون، يعتقد العديد من المسؤولين أن عمليات تطهير الموصل والرقة في العراق بعد أكثر من عقد من الزمن بعد الفلوجة هي نموذج أفضل لحرب المدن”.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى ما كتبه مايكل نايتس، في معهد واشنطن، حيث قال إن “11 ألف مدني قتلوا خلال الجهود المبذولة لتخليص الموصل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وتنظيم الدولة الإسلامية لم يكن أمامه سوى عامين لإعداد دفاعاته في الموصل، بينما كان لدى حماس 15 عامًا لإعداد دفاع متعمق كثيف يدمج التحصينات الجوفية والأرضية وفوق الأرض، وأنفاق الاتصالات، والمرابض ومواقع القتال، بالإضافة إلى التحصينات، وحقول الألغام المحتملة، والأجهزة المتفجرة المرتجلة، والألغام المضادة للدروع المتفجرة، والمباني المجهزة كأفخاخ متفجرة”.
ووفقا للصحيفة، فإن السيناتور جاك ريد، وهو ديمقراطي من ولاية رود آيلاند والذي يرأس لجنة القوات المسلحة، دعا إسرائيل إلى تأجيل الغزو البري لغزة لكسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين وإعطاء القادة الإسرائيليين المزيد من الفرص لفرض غرامات وضبط تخطيطهم للقتال الحضري.
وختمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرها بالقول إن “إدارة بايدن قدمت النصيحة نفسها لإسرائيل، ومثل المسؤولين الأمريكيين، قال ريد إنه لا يزال يدعم الغزو البري لتدمير حماس، لكنه حذر من أن القتال في المناطق الحضرية في غزة من مبنى إلى مبنى سيكون جهدًا طويل الأمد، مشيرًا إلى أن الأمر استغرق من الجيش العراقي، بمساعدة الولايات المتحدة، تسعة أشهر لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل”.
طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية “طوفان الأقصى”، حيث قام مئات الجنود باقتحام مستوطنات غلاف القطاع بطول 55 كم وعمق 20 كم داخل الأراضي المحتلة، لترد عليها إسرائيل بعملية جوية باسم “السيوف الحديدية” استهدفت قطاع غزة بغارات عنيفة جدًّا ما تزال مستمرة حتى الآن.
وراح ضحية العدوان الإسرائيلي على غزة حوالي 5 آلاف قتيل وأكثر من 13 ألف جريح بحسب وزارة الصحة في غزة، في حين قتل أكثر من 1400 إسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف وأُسر حوالي 250.