السودانسياسة

حول مفاوضات جدة والدور الإماراتي في الصراع… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًا مع كبير مفاوضي الجيش السوداني اللواء أبو بكر فقيري

أجرت “بوليتكال كيز | Political keys”، حوارًا خاصًا مع كبير مفاوضي الجيش السوداني اللواء “أبو بكر فقيري” للحديث عن مفاوضات “جدة” والدور الذي تلعبه الإمارات في الصراع الدائر بين قوات الجيش “والدعم السريع” منذ عدة أشهر.

وقال اللواء “فقيري”، إنّ “الجيش السوداني أبلغ السعودية بأن الإمارات تقف وراء قوات “الدعم السريع” وعليها أن تخرج من المشهد السوداني على الفور”.

وأضاف “فقيري” أنّ المملكة قدمًا طلبًا سابقًا للسماح بدخول الإمارات في مفاوضات جدة وكشفت عن إشراف إسرائيلي على تمويل “قوات الدعم السريع” المتمردة.

وأكد “كبير المفاوضين”أن الجيش السوداني رفض الطلب السعودي بإشراك أبو ظبي في مفاوضات جدة، وقال “إننا وشعبنا لا نقبل بذلك مما حدا للسعودية بالقول للجيش إن مشكلتكم الرئيسية ليست الإمارات بل إسرائيل”.

وتابع “فقيري” في صعيد آخر، أن السفير الأمريكي قدم مؤخرًا نسخة إنجليزية من الاتفاق الأول والذي قطع فيه الجيش بضرورة خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين والمرافق العامة، لكن وفد التفاوض رفضها وقال إنه لن يعتمد هذه النسخة وسيعتمد فقط على النسخه المكتوبة باللغة العربية.

وأشار إلىّ أن التفاوض القادم في جدة سيكون عسكريًا فقط، وليس فيه أي مسار سياسي.

من هو الفقيري كبير مفاوضي الجيش السوداني؟

ترأس “فقيري” وفد الجيش السوداني في مفاوضاته مع الدعم السريع قبل أشهر والتي عقدت بمدينة جدة السعودية،وسبق وأُوكلت إليه رئاسة اللجنة العليا للترتيبات الأمنية لمسار دارفور، أحد المسارات المتفق عليها في سياق اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والحركات المسلحة في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان أكتوبر/تشرين الأول 2020.

واللواء فقيري من خريجي الدفعة 39 بالدفاع الجوي للقوات المسلحة، وعمل مستشارًا للمجلس العسكري الانتقالي الذي تولى سدة الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير نيسان/ أبريل 2019، كما كان مديرًا لمكتب عضو مجلس السيادة شمس الدين كباشي خلال الأشهر الأولى للمرحلة الانتقالية.

كما شارك اللواء “فقيري” ضمن طاقم القوات المسلحة في ورشة الإصلاح الأمني والعسكري، وهي جزء من 5 ورش تم التوافق عليها في سياق الاتفاق الإطاري الممهد لتسليم السلطة لحكومة مدنية.

كما رأس اللواء فقيري مارس/آذار الماضي الوفد العسكري الذي مثّل الحكومة السودانية في مفاوضات غير رسمية بدولة النيجر مع 8 فصائل مسلحة في دارفور تقاتل في ليبيا، وتوجت بالاتفاق على تخصيص منبر تفاوضي جديد.

اقتراح سعودي – أمريكي لضم فاعلين جدد في مفاوضات جدة

وكان السفير “محمد بلعيش” الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في السودان ذكر في حديث خاص مع “بوليتكال كيز | Political keys”، قبل أيام أنّ هناك اقتراحًا سعوديًا – أمريكيًا بضم الاتحاد الإفريقي والـ”إيغاد/IGAD” لـ”منبر جدة” عبر ممثل واحد للطرفين، مشيرًا إلى أنهم رشحوا السكرتير التنفيذي للإيغاد “ورقنا قيبو” ممثلًا لهم في جدة.

الجيش يكشف عن استئناف المفاوضات

من جانبه أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد 22 تشرين الأول/ أكتوبر، استئناف مفاوضات السلام مع قوات الدعم السريع بمدينة جدة السعودية في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وقال نائب القائد العام للجيش السوداني الفريق أول “شمس الدين كباشي”، في كلمة أمام ضباط الجيش بقاعدة وادي سيدنا بمدينة أم درمان اليوم الأحد، “تلقينا دعوة للذهاب إلى جدة لاستئناف المفاوضات”.

وأضاف أنّ “وفدنا سيذهب إلى جدة وسيبدأ التفاوض يوم الخميس المقبل”.

وكان مراسل “بوليتكال كيز | Political keys” نقل عن مصادر سودانية دبلوماسية مطلعة قولها، إنّ استئناف المباحثات بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع سيستأنف يوم الخميس القادم في مدينة جدة السعودية.

وكانت مفاوضات جدة قد تم تعليقها في شهر تموز/ يوليو الماضي، بسبب خلافات جوهرية بين مفاوضي الجيش السوداني والدعم السريع.

وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 أيار/ مايو الماضي، محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين الجانبين.

ومنذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخري.

وأدت الاشتباكات إلى مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص وإصابة ما يزيد عن ستة آلاف آخرين، وذلك وفقًا لإحصاءات وزارة الصحة السودانية.

ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة فإن 5.8 مليون سوداني فروا بسبب الحرب إلي مناطق أخري بالسودان وإلي دول مجاورة.

وقالت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إنها تسعى جاهدة للوصول إلى 18 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات في السودان لدرء كارثة إنسانية، وإن انعدام الأمن ونقص الدعم الدولي يعوق مسعاها.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى