ما حقيقية المزاعم التي أفادت بأن صاروخ مصدره “المقـ.اومة الفلسطينية” هو من تسبب بمجزرة المشفى الأهلي بغزة؟
زعمت حسابات تابعة للإسرائيليين على مواقع التواصل، بأنّ المجزرة التي حدثت مساء أمس الثلاثاء 18 تشرين الأول/ أكتوبر، وراح ضحيتها مئات الضحايا في مستشفى المعمداني في قطاع غزة، ناتجة عن إطلاق صاروخ من قبل كتائب القسام الجناح العسكري التابع لحركة حمـ.اس الفلسطينية.
ونشر الصحافي الإسرائيلي أيدي كوهين، مساء أمس الثلاثاء، منشورًا مرفقًا بتسجيل مصور عبر حسابه الشخصي في منصة (إكس) قال فيه: “مجزرة المعمداني صاروخ حمـ.اس نفسه… إطلاق فاشل.. سقط على رؤوس الأبرياء، هناك صور وأقمار تصور لا تحاولوا الكذب”.
وساهمت عدة حسابات وصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمون جلهم ممن يروجون “الادعاءات الإسرائيلية” في نشر الادعاء المشار إليه رفقة التسجيل ذاته.
وبحسب فريق منصة “تأكد” الذي قال إنه أجرى بحثًا عكسيًا للتحقق من صحة الادعاء، الذي يزعم أنّ التسجيل يظهر “سقوط صاروخ من المقـ.اومة الفلسطينية على مستشفى المعمداني في غزة”، قد تبيّن أنَّه غير صحيح.
وقاد البحث العكسي الذي أجراه فريق “تأكد” باستخدام أداة (InvlD) التي تعتمد على تجزئة الفيديو لعدة لقطات وإجراء البحث العكسي عنها، فتوصل الفريق إلى نتائج تؤكد أنّ التسجيل قديم ويعود تداوله إلى العام 2022، ما ينفي صلته بالتصعيد الأخير في غزة.
ووفقًا للمنصة، فقد جرى تداول المقطع في 6 آب/ أغسطس 2022 الماضي، وترافق مع مزاعم إسرائيلية بأنه يظهر محاولة “فاشلة” لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتـ.لة، ولم يتسن لمنصة “تأكد” التحقق من صحة الادعاء حينها، إلا أن تداول المقطع قبل عام يؤكد عدم صحة الادعاء القائل: إنه يظهر صاروخ مصدره المقـ.اومة الفلسطينية وتسبب بمجزرة في مستشفى المعمداني أمس في قطاع غزة.
وفي سياق متصل فقد صرحت وزيرة الصحة الفلسطينية الطبيبة مي الكيلة، بأن “الاحتـ.لال الإسرائيلي قصف المستشفى المعمداني الأهلي العربي وارتكب بحق أبناء شعبنا، مجزرة ذهب ضحيتها مئات الشهداء حتى اللحظة، غالبيتهم من المرضى والأطفال والنساء”.
وذكرت الكيلة، أن “آثار المجزرة فوق الوصف، فالاحتـ.لال كسر كل الأعراف والمواثيق والقوانين الإنسانية، وقتلوا المرضى والمواطنين المستأمنين، قصفوا في كل مكان بقطاع غزة”.
وناشدت الوزيرة دول العالم والأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإنسانية بالقول: “أنقذوا أبناء شعبنا من هذه الإبادة المتعمدة”. هذا وتشير تقديرات الوزارة في الحصيلة الأخيرة الصادرة بتوقيت الخامسة والنصف مساءً يوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى تسجيل نحو 3 آلاف شهيد وأكثر من 12500 جريح في قطاع غزة حسب ما وصل إلى المشافي، يُضاف إليهم 61 شهيدًا وأكثر من 1250 جريحًا في الضفة الغربية بنيران الاحتـ.لال الإسرائيلي.
ويذكر أنه وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أطلقت الفصائل فلسطينية في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردًا – كما قالت – على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وبحسب “مراقبين” فإنه ومنذ اندلاع المعارك على جانبي الأراضي الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري أطلق الاحتـ.لال الإسرائيلي سيلًا من المعلومات الكاذبة والأخبار المضللة التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية دون التحقق من صحتها.