سياسةمصر

فاينانشيال تايمز: الخوف من النزوح من غزة يثير القلق في مصر من أنّ أزمة إنسانية ستنتقل إليها

قالت صحيفة فاينانشيال تايمز اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/ أكتوبر، إنه و مع هجر مئات الآلاف من الفلسطينيين منازلهم في شمال غزة وفرارهم إلى جنوب القطاع الساحلي، يتصاعد القلق في مصر من أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة سوف تنتقل عبر حدودها.

ووفقًا للصحيفة، فإن مصر هي الدولة الوحيدة غير إسرائيل التي تشترك في الحدود مع غزة المحاصرة، وتحثها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على السماح للفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية بالخروج عبر معبر رفح مع القطاع.

لكن خوف القاهرة الرئيسي هو أنه كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، فإنه يؤدي إلى تعميق معاناة الفلسطينيين، وقد واجهت مصر ضغوطًا لقبول تدفق اللاجئين إلى سيناء، وهي شبه جزيرة قاحلة ذات كثافة سكانية منخفضة ولها تاريخ من عدم الاستقرار.

وتبعًا للصحيفة، فقد كانت رسالة مصر إلى الدبلوماسيين الغربيين واضحة، من أنها ستسلم المساعدات إلى غزة ولكنها ستقاوم أي ضغط يدفعها لقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين، وقد حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الإثنين، من أن “التهجير القسري” ليس حلًا للأزمة الفلسطينية.

وأكملت فاينانشيال تايمز عن مسؤول مصري كبير قوله لنظيره الأوروبي: “هل تريد منا أن نأخذ مليون شخص؟ حسنًا، سأرسلهم إلى أوروبا، أنت تهتم بحقوق الإنسان كثيرًا، حسنًا، خذهم أنت”، وقال المسؤول الأوروبي مستذكرًا المحادثة التي دارت بينهما: “المصريون غاضبون جدًا جدًا” من الضغوط التي يتعرضون لها لاستقبال اللاجئين.

وأضافت الصحيفة، أن هذا الضغط من المرجح أن يتصاعد كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن تقوم الدولة اليهودية بتوغل بري في غزة، وهي منطقة فقيرة ومكتظة بالسكان تضم 2.3 مليون نسمة، أي ما يقرب من أربعة أضعاف سكان سيناء. .

وبحسب الصحيفة، فقد فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا على غزة بعد هجوم شنته حركة حمـ.اس وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، وأدى القصف إلى مقتل أكثر من 2750 شخصًا في غزة، وهو ما يتجاوز عدد الضحايا المسجلين خلال الحرب التي استمرت 50 يومًا بين إسرائيل وغزة عام 2014، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

وقد قطعت إسرائيل أيضًا إمدادات الكهرباء والمياه والوقود والسلع عن القطاع الذي تسيطر عليه حمـ.اس، وأمرت ما يقرب من نصف سكان غزة بالتحرك جنوبًا من الشمال المكتظ بالسكان، وتتحدث وكالات الأمم المتحدة بالفعل عن أزمة إنسانية كارثية.

وأضافت الصحيفة، أن إسرائيل تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى جنوب غزة عبر ممرين، وأدى تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية الأزمة من أن سكان غزة يجب أن “يغادروا” إلى تعميق الشكوك حول رغبته في إجلائهم إلى مصر، على الرغم من نفي الحكومة.

وقد دعت بعض الدول الأوروبية علنًا إلى فتح معبر رفح الحدودي للسماح للمدنيين الفلسطينيين بالفرار، حيث دعا وزير إيطالي مصر إلى “إظهار قيادتها للعالم العربي”.

لكن وسائل الإعلام الرسمية المصرية قالت إن إفراغ غزة من شعبها “سينهي حلم الدولة الفلسطينية”، وقالت وسائل إعلام رسمية إن ذلك سيعفي إسرائيل أيضًا من مسؤولياتها القانونية باعتبارها “محتلًا”.

أما بالنسبة للقاهرة، فإن نزوح الفلسطينيين إلى شمال سيناء هو سيناريو كابوس من شأنه أن يطلق العنان للضغوط التخريبية التي تريد تجنبها، وتفتقر المنطقة، التي كانت في السابق قاعدة لمسلحي داعـ.ش، إلى البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الأعداد الهائلة، كما أن مصر في قبضة أزمة اقتصادية. بحسب الصحيفة.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى