طوفان الأقصى تثير جدلًا في الكونجرس حول فاعلية الاستخبارات الإسرائيلية كعين أمريكية في المنطقة
كشفت صحيفة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، في تقريرها المدفوع، اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/ أكتوبر، عن معلومات خاصة، تفيد بأن “هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وتداعياته سيكون لهما تأثير على النقاش الساخن في الولايات المتحدة حول إعادة السماح بعمليات الاعتراض في الكونجرس، التي تم تصورها في البداية كسلاح في الحرب ضد الإرهاب”.
وقالت الصحيفة الاستخباراتية، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “حماس شنّت هجومًا مفاجئًا على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وأثمر ذلك عن عواقب إقليمية، مما أدى إلى تجاذب الولايات المتحدة في أزمة غير متوقعة، وأبرزت اعتمادها على إسرائيل للحصول على معلومات استخباراتية حول التهديدات في منطقة الشرق الأوسط”.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه “يوجد حاجة إلى تعزيز قدرات الاستخبارات الأمريكية لتعويض النواحي التي تعاني منها الاستخبارات الإسرائيلية وللتصدي للتوترات الإقليمية المتجددة، مما يمنح إدارة بايدن دعوة قوية لتمديد صلاحيات الاعتراض الإلكتروني المنصوص عليها في المادة 702 من قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، أو ما يُعرف بقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية (FISA)، والذي يثير اعتراض المحافظين”.
وتابعت: “من المهم أن يتخذ الكونجرس قرارًا بحلول نهاية هذا العام بخصوص المادة 702، والتي تسمح لأجهزة المخابرات بالتدخل في أي اتصالات تمر عبر منصة أمريكية دون الحاجة لأمر قضائي”.
وأشارت “إنتلجنس أونلاين” إلى أن “أولئك الذين يدافعون عن المادة 702، التي يعود تاريخها إلى الحرب ضد تنظيم القاعدة، يقولون إن هجوم حماس يثبت أن مكافحة الإرهاب تظل ذات أهمية استراتيجية”.
وبحسب الصحيفة، أظهر الهجوم أيضًا أن حماس تمتلك حتى الآن قدرات استخباراتية مضادة غير متوقعة، وفي السنوات الأخيرة، سلطت اعتقالات مسؤولي حماس بتهمة التجسس في إسرائيل الضوء على موارد الاتصالات الآمنة الفعالة للمنظمة.
ووفقًا للصحيفة، اعترف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في 10 تشرين الأول/ أكتوبر بأن الولايات المتحدة ليس لديها معلومات أكثر مما لدى إسرائيل بشأن تحركات حماس، وينبع هذا من أن الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية لا يشكل أولوية قصوى بالنسبة لمجتمع الاستخبارات الأمريكي، الذي يركز على الصين وأوكرانيا وإيران، وحتى الآن، اعتمدت الإدارة الأميركية على الاستخبارات الإسرائيلية لتغطية هذا الجزء من العالم، لكن “العين السادسة” للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتي تغذي المعلومات الاستخبارية لمركز مهمة الشرق الأدنى التابع لوكالة المخابرات المركزية (NEMC)، تبين أنها أقل موثوقية مما كان يعتقد سابقًا.
وقال مارك وارنر، الرئيس الديمقراطي للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ (SSCI)، إن أداء أجهزة المخابرات في إسرائيل والولايات المتحدة هو سؤال يجب معالجته بعد انتهاء الأزمة، وفقا لإنتلجنس أونلاين.
ولفتت الصحيفة إلى أن “التركيز الجديد على الإرهاب يعد قضية شائكة بالنسبة للأطراف المتطرفة في الحزب الجمهوري، ويعد أعضاء الكونجرس والنساء المؤيدون لترامب من بين أشد المعارضين لتمديد المادة 702، وفي الوقت نفسه، غالبًا ما يكونون من أشد المؤيدين لإسرائيل، وقد دعا البعض، مثل السيناتور عن ولاية ميسوري، جوش هاولي، إلى إعادة توجيه المساعدات التي كانت مخصصة لأوكرانيا إلى إسرائيل”.
وختمت صحيفة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، تقريرها بالقول إن “تورط طهران المفترض هو قضية أمنية أخرى قد تحشد الجمهوريين، وقد دعا عدد من المحافظين، بما في ذلك السيناتور ماركو روبيو، نائب رئيس محكمة أمن الدولة العليا، إلى فرض عقوبات إضافية ضد إيران”.
وتدخل عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل، يومها الحادي عشر، والتي قوبلت برد عنيف من الجيش الإسرائيلي الذي أطلق عملية “السيوف الحديدية” وشن غارات جوية كثيفة على قطاع غزة ما تزال مستمرة حتى الآن.
وبحسب آخر الإحصائيات، فقد سقط أكثر من 1300 قتيل إسرائيلي وحوالي 4000 جريح، في حين أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل نحو 2800 وجرح نحو 10 آلاف.
ويحشد الجيش الإسرائيلي قواته على حدود قطاع غزة، تجهيزًا لعملية اجتياح بري وشيكة وفق إعلانه، في حين تحذر حركة حماس وبقية الفصائل في غزة بالإضافة إلى إيران ووكلائها من أي عملية برية ضد غزة.