أبرز المقالاتسورياسياسة

“استياء” و”تأييد لفترة انتقالية”… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًا مع أحد ضباط الطائفة العلوية في جيش النظام السوري وتكشف تفاصيل “مثيرة”

أكد أحد الضباط العاملين في صفوف النظام السوري تفشي حالة من الاستياء بين ضباط وعناصر جيش النظام السوري المنحدرين من الطائفة العلوية في ظل تردي الأوضاع المعيشية وتقلص الامتيازات التي يحصلون عليها.

وأشار الضابط الذي يدعى (ع . م) ورفض الكشف عن اسمه كاملًا لأسباب أمنية، إلى أن “الحديث الدائر بين أبناء الطائفة (العلوية) يتمحور حول الاستنزاف الكبير الذي ولدته الحرب في صفوف الرجال والشبان الذين يخدمون في صفوف الجيش والقوات الرديفة”، مؤكدًا وجود حالة من الاستياء المنتشرة بين الضباط والعناصر من “حالة الثراء الفاحش التي تعيشها عائلة الأسد والمقربين منها”.

وأضاف الضابط الذي تحدثت إليه “بوليتكال كيز | Political Keys”: أنّ “هناك حالة من الخوف في صفوف الطائفة بسبب ما تورط به أبناؤها خلال الحرب التي صورها الأسد على أنها حرب ضد أبناء الطائفة وضد الإرهاب في حين هي حرب من أجل الحفاظ على كرسيه”، مشيرًا إلى أن “الأسد ورط الطائفة في صدام مباشر مع مختلف مكونات الشعب السوري”.

وتابع الضابط الذي يحمل رتبة رائد ويعمل ضمن مرتبات الفرقة 15 – قوات خاصة المتمركز في محافظة السويداء: إنّ “الخيارات أمامنا محدودة، فلا مجال للاستقالة والخروج من البلد، ومن الصعب الاستمرار بالخدمة العسكرية في ظل هذه الظروف السيئة” منوهًا إلى أن “هيمنة الضباط الإيرانيين والروس جعل من ضباط النظام ضباطًا من الدرجة الثالثة في البلاد”.

وأكد الضابط الذي ينتمي إلى “الطائفة العلوية” أن القبضة الأمنية في العاصمة دمشق تراجعت إلى حد كبير بعد أكثر من 12 عامًا من “الأزمة” على حد وصفه، منوهًا إلى أن العديد من الضباط يبحثون عن بدائل لـ”الخروج من الواقع السيء الذي يعيشونه من قبيل السفر للخارج أو تعزيز علاقاتهم مع الضباط الروس والإيرانيين لما في ذلك من امتيازات، أو البحث عن قنوات تواصل مع جهات خارجية للعمل ضمن مجال بيع المعلومات الاستخباراتية”.

وأشار الضابط الذي ينحدر من إحدى قرى محافظة اللاذقية على الساحل السوري، إلى أن “الطائفة (العلوية) تعد أكثر الطوائف السورية تضررًا من الحرب” حيث باتت “معظم القرى (العلوية) في اللاذقية وطرطوس شبه خالية من الرجال بعد مقتل عشرات الآلاف من أبنائها خلال سنوات الحرب” بحسب وصفه.

وعن قابلية أن يشهد جيش النظام السوري حركة انشقاقات من أبناء “الطائفة العلوية” أشار المصدر إلى أن النظام نجح لحد كبير في تصوير ما يحدث على أنه “حرب وجودية ضد أبناء الطائفة العلوية ولا بد من الانخراط بها للبقاء على قيد الحياة” في الوقت الذي بات فيه “الانشقاق بهذا التوقيت أكثر تعقيدًا من بداية الأزمة” بحسب المصدر الذي تحدث عن أشكال أخرى من الانشقاقات متمثلة بـ”الاستقالة والتقاعد المبكر” محاولة إلى السفر خارج البلد أو إرسال الأولاد الذين هم في سن الخدمة العسكرية إلى الخارج والذي يمكن وصفه بـ”الانشقاق الصامت”.

وعن انعكاس أحداث السويداء على المشهد السوري واحتمالية امتداد الاحتجاجات إلى الساحل السوري ومناطق تركز أبناء “الطائفة العلوية”، استبعد الضابط حدوث أي احتجاجات على شكل تظاهرات مشيرًا إلى أن “حالة الاحتقان موجودة ويتم التعبير عنها بشكل فردي من بعض أبناء الطائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس الخاصة”.

مضيفًا: “هناك فكر جمعي لدى ضباط أبناء الطائفة (العلوية) أن عائلة الأسد لا يمكنها الاستمرار بالسلطة وأنه لا بد من القفز من المركب قبل غرقه بشكل مفاجئ”، وهو ما ولد قناعة لدى كبار الضباط العلويين من أنه لا بد من وجود “حل سياسي للأزمة ومرحلة انتقالية تضمن الخروج من عنق الزجاجة بأقل الخسائر”.

وتداول بعض الضباط ما طرحه مناف طلاس مؤخرًا حول مرحلة انتقالية بشكل جدي بينهم، بحسب المصدر الذي أشار إلى أن هناك بالفعل تواصل بين بعض “ضباط الطائفة” ونجل وزير الدفاع الأسبق مناف طلاس المقيم في فرنسا.

وكانت مجموعة وصفت نفسها بـ”حركة الضباط العلوين الأحرار” قد أصدرت بيانًا مكتوبًا، بالإضافة إلى فيديو مصور من مدينة القرداحة – مسقط رأس رئيس النظام السوري بشار الأسد – أعلنت خلاله تأييدها لـ”حركة التحرر الوطني” وانضمامها إلى المجلس العسكري الذي يقوده طلاس.

وعقدت حركة “التحرر الوطني” الكيان المنبثق عن المجلس العسكري الذي يقوده مناف طلاس، مؤتمرها الأول في مدينة عفرين شمالي حلب، نهاية تموز/ يوليو الماضي، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية و أخرى مستقلة.

و قال مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys” حينها، إنّ الاجتماع تضمن كلمة تعريفية بالحركة وأهدافها التي تتمثل بـ”تغيير النظام وتمكين الشعب السوري من بناء الدولة السورية التي يحدد السوريون شكلها أنفسهم بكل أطيافها”.

وأضاف أنّ الاجتماع تضمن عدة كلمات لذوي “الشهداء والمصابين والنقابات والمداخلات المتنوعة، لجانب التوقيع على التعهد بدعم وتأييد والعمل ضمن صفوف حركة التحرر الوطني حسب الإمكانيات لمن يرغب”.

وأوضح مراسلنا أنه تم خلال الاجتماع توزيع “بروشورات” تضمنت التعريف بـ”حركة التحرر” وأهدافها ومنطلقاتها، جاء فيها، أنّ “الحركة لاتدعي وصايتها على السوريين كما لاتدعي مصادرة نضال السورييين خارج إطارها ولاتقوم على إيديولوجية أو عرقية أومذهبية، بل تؤمن بالمواطنة كنظام للعلاقة بين الفرد والدولة، والديمقراطية كمنهج في تداول السلطة، والدستور وما ينبثق عنه من قوانين كنظام لإدارة الدولة”.

كما تضمن التعريف تأكيد “حركة التحرر الوطني تمسكها بجميع المضامين التي انطوت عليها القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية السورية، ولكنها في الوقت ذاته تدعو إلى إيجاد آليات ووسائل جديدة للمقاومة (المسار الحقوق والإعلامي والحراك الشعبي والعصيان المدني وأشكال نضالية أخرى ستعلن في حينها وعدم الركون والتعويل على الإيرادات الداخلية والخارجية”.

وفي سياق متصل، تقوم مجموعة من النخب المنتمية للطائفة العلوية بتحركات ولقاءات سياسية مكثفة في أوروبا مؤخرًا.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت إليها “بوليتكال كيز | Political keys” فإن هناك حوارات مستمرة بين تلك النخب برعاية وتنسيق من مركز الحوار الإنساني/ Human Dialogue.

وبحسب المصادر ذاتها فإن من أبرز الموضوعات التي تناقشها النخب “العلوية” هي “إمكانية الحصول على ضمانات أمنية للطائفة في مرحلة ما بعد الأسد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى