إيطاليا تريد الانسحاب من مبادرة “الحزام والطريق” والصين تحاول منعها… صحيفة استخباراتية تشرح سياسات وأساليب الدولتين
كشفت صحيفة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الأربعاء 6 أيلول/ سبتمبر، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، حول نية الصين منع إيطاليا من الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقالت الصحيفة الاستخباراتية، في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه إن “بكين لا تنوي السماح لإيطاليا بمغادرة برنامجها العملاق لطرق الحرير الجديدة دون عوائق، وتستعد هيئاتها الدعائية لإطلاق حملة نفوذ كبرى مؤيدة للصين في أوروبا، بدءًا من روما”.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريرها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه “من المقرر أن يصل وفد مكون من 50 باحثًا صينيًا، متخصصين في مواضيع تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى روما في 20 أيلول/ سبتمبر، وفقًا لمصادر الاستخبارات عبر الإنترنت في بكين وروما”.
وتابعت الصحيفة: “ستشارك المجموعة، التي تم اختيارها من الجامعات الرائدة في الصين وتقودها جامعة تشونغتشينغ، في ندوة تنظمها الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان، والتي تعتبرها الصين أكبر منظمة غير حكومية في مجال حقوق الإنسان”.
وأوضحت إنتلجنس أونلاين أن “الندوة ستعقد في فندق شيراتون باركو دي ميديشي في روما، وقد تم تنظيمها بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة لا سابينزا، التي تتمتع بعلاقات قوية مع أجهزة المخابرات الإيطالية”.
وأشارت إلى أن “البعثة الصينية ستقودها بادما تشولينج، وهي سياسية صينية من أصل تبتي ونائبة رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب، وبالتالي فهي مدرجة في قائمة العقوبات بوزارة الخزانة الأمريكية”.
ولفتت إلى أن “الندوة، التي تحمل عنوان (التحديث والتنوع في ثقافة حقوق الإنسان)، يتم تقديمها كفرصة للتعرف على الصين بشكل أفضل، وهذا يمثل المرحلة الثانية من الحملة التي أطلقها الحزب الشيوعي الصيني في كانون الثاني/ يناير لتوصيل رسالة الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وهي مؤسسة فكرية مؤثرة حول الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وختمت صحيفة “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية تقريرها بالقول: “إذا نجحت إيطاليا، فسوف تحذو بلدان أخرى حذوها، وقد تمت دعوة نحو 50 باحثًا من دول أوروبية أخرى لحضور الندوة، بالإضافة إلى الصينيين، ومع ذلك، في الوقت الحالي، أكد 20 محللًا فقط أو نحو ذلك أنهم سيحضرون، وفقًا لمعلومات إنتلجنس اونلاين”.
وفي تقرير سابق للصحيفة ذاتها، قالت إن “رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تستعد للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين هذا الشهر، حيث يعمل الدبلوماسيون وضباط المخابرات الإيطاليون بشكل مباشر على مساعدة إيطاليا في الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية، بسبب ضغوط من واشنطن، مع الحفاظ على علاقات تجارية جيدة مع بكين”.
يذكر أن الحكومتين الصينية والإيطالية وقعتا عام 2019 مذكرة تفاهم “غير ملزمة” لتأكيد انضمام روما إلى مشروع “طريق الحرير الجديدة” الصيني، لتكون إيطاليا أول بلد في مجموعة السبع ينضم إلى المبادرة، ويتجدد الاتفاق بين روما وبكين تلقائيا في مارس/آذار 2024 ما لم تنسحب إيطاليا منه بنهاية 2023.
ويشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق استقت اسمها من إحياء طريق الحرير القديم، لتعزيز البنية التحتية للتجارة العالمية، لكن يرى منتقدو المبادرة لا سيما منهم الدول الغربية، أن هذه المبادرة هي “حصان طروادة” اقتصادي تهدف من خلاله بكين إلى كسب نفوذ سياسي.