د. عبد الله الأسعد يكتب في “بوليتكال كيز | Political Keys”: سهل وجبل وبادية وجزيرة وساحل ونهر وبحر… الثورة السورية ثورة عزة وشهامة وكرامة
أجمل ما في حراك الثورات أن تنضم القدوة من سياسيين وعلماء ومفكرين وسياسيين ورجال الدين إلى الشعب وأن يكونوا مشايخ للشعب وليس مشايخ للسلطة، فبوركت أيها الشيخ البطل حكمت الهجري، وبوركت أيها الشيخ حمود الحناوي اللذان وقفا إلى جانب شعبهما ورفضا التنازل عن مطالب الجماهير الثائرة.
ولنا في درعا مهد الثورة السورية مثلًا رائعًا بفضيلة الشيخ أحمد الصياصنة والشيخ عبد العزيز الأبازيد، وأعضاء مجلس الشعب كالشيخ ناصر الحريري والمهندس المرحوم خليل الرفاعي اللذين انضما إلى جماهير الثورة منذ بداية الحراك الثوري وابتعدا عن منظومة القتل والتدمير الأسدية.
سهل وجبل وساحل وبادية وجزيرة سنبقى أهل. من كسب في أقصى الشمال إلى نصيب شقيقتها في الجنوب ومن الدير والحسكة والرقة في الشرق الى سواحل المتوسط غربًا.
فعلى الرغم من حكم الأسد ونهجه في التفريق بين أبناء الشعب السوري الواحد لكننا سنبقى إخوة يجمعنا حب الوطن والتراب الذي جبلت ذراته بدماء الشهداء.
لم يكن يومًا من الأيام جبلُ العرب الأشم حاضنة لحافظ الأسد ولا لبشار الأسد، وشتان مابين الفكر الثوري لأبناء السويداء والفكر الاستغلالي البراغماتي لمنظومة آل الأسد الجبناء التي تنطلق من منظور الاحتلال والاستغلال لأبناء الشعب السوري الطيب المعطاء الشهم البطل.
لقد نفر أهالي السويداء بمدنهم وقراهم وشعابهم ووديانهم، إلى الشوارع رافضين الضيم والعدوان، في سابقة لم تؤلف رافضة نهج المنظومة الأسدية التي اغتصبت البلاد وسرقت ونهبت ثرواتها واستأثرت بها، وأفقرت الشعب السوري بعد أن أودعت أموال الشعب في بنوك أوروبا، وحرمت الشعب السوري من عوائد ثرواته.
أصوات الثوار التي تصدح في جبل حوران يجاوب صداها في سهول حوران لتشق عباب السماء ناحرة سماء دمشق وحماه وحمص وإدلب ودير الزور والحسكة.
لقد كان تخوف نظام الأسد منذ بداية الثورة أن يتحد سهل وجبل حوران ضده، وبدأ بترويج الفتنة لكنه لم ينجح منذ البداية بكتم أصوات أبناء جبل العرب الأحرار من أبناء الطائفة الدرزية وعلى الرغم من قتلهم للشيخ أحمد الهجري شقيق الشيخ حكمت الهجري الذي أعلن في بداية الثورة من بلدة المزرعة في ريف السويداء عن حرمة التعدي على أي أحد من أبناء الجبل والتبرؤ منه، وخاصة من الذين جندهم فرع الأمن العسكري للتعدي على أبناء حوران وهذا مالم يرق لنظام الأسد فقام بتدبير حادث للشيخ أحمد الهجري ابن الأربعين ربيعًا الذي لم يقضِ بحادث السير وكانت إصابته طفيفة وكانت أوامر بشار بالتخلص منه داخل المشفى على الرغم أنه كان بكامل قوته البدنية، حيث منع وقتها رئيس فرع الأمن العسكري أي طبيب بمعالجته بحجة قدوم فريق طبي من قبل القصر الجمهوري لعلاجه والذي بالفعل أتى وقام بقتله ومغادرته إلى دمشق على غرار فريق الموت الطبي للتخلص من المسؤولين في مشفى الشامي بدمشق.
السويداء لم تكن في يومٍ من الأيام حاضنة لنظام الأسد بل كانت على الدوام رافضة للنهج التشبيحي الذي تمارسه هذه المنظومة، ضد كل أبناء الجنوب وتجاهل هذه المنطقة بالكامل التي توجه أبناؤها الذي يحملون الشهادات العلمية للاغتراب في دول أوروبا وفنزويلا لكسب لقمة العيش وتأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، لأن نظام الأسد حرمهم من التوظيف ضمن مؤسسات الدولة السورية واستقدم بدلًا منهم موظفين وموظفات من المحسوبين على رجال الفساد في سوريا من ضباط الأمن والجيش والوزراء والمدعومين.
لقد كان لحركة الكرامة بزعامة الشيخ وحيد البلعوس والذي رفض إرسال أبناء السويداء للخدمة الإلزامية لقتل أبناء سوريا ليُسقط كذبة بشار الأسد بأنه حامي الأقليات، ليقوم بعدها جهاز الاستخبارات التابع لنظام الأسد في المنطقة الجنوبية بإغتياله، لأنه كان مصدر قلق لهم بسبب التفاف شباب السويداء حوله.
لقد حاول نظام بشار أسد بعد عام 2018 محاسبة المحافظة على عدم إرسال المكلفينٌ للخدمة الإلزامية بالذهاب الى السوق الإجباري وبلغ تعداد المتخلفين حوالي مئة ألف مكلف.
وانتقامًا من أبناء السويداء شكل الأمن العسكري والجوي مجموعات من شباب السويداء على شكل شبيحة تابعين للأمن العسكري وحزب الله للتشبيح على المواطنين وشكل مجموعات تهريب المخدرات من خلال قرب السويداء من الحدود الأردنية لتكون مرتعًا وأرضًا خصبة لتخريب نسيج المجتمع الدرزي، وكانت بصمات أجهزة استخبارات الأسد فاضحة في إرسال شبيحته لاغتيال الأستاذ المرحوم نبيل شرف ابن قرية اللاهثة بالسويداء واتبعت سلطة الأسد نهج الانتقام من المحافظة بتقليل المخصصات من الوقود والطحين والغاز وغيره من المواد التموينية الأساسية بالإضافة لاستفزازات الشبيحة للمواطنين وجعل أبنائهم تجار مخدرات وعبيد لدى الشبيحة وضيعهم.
عاشت الثورة السورية العظيمة والسويداء وعاشت درعا ودمشق وحمص وحماه وحلب وإدلب واللاذقية وطرطوس ودير الزور والقامشلي والرقة والحسكة والقنيطرة وكل أبناء المحافظات السورية وأبناء سوريا الأحرار في داخل وخارج سوريا وبلاد المهجر واللجوء، تحية تقدير مرة أخرى للشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي.
وختاما أقول: حوراني من السويداء والشيخ حكمت الهجري يمثلني.
التدوينات التي تنشرها “بوليتكال كيز | Political keys” على موقعها الرسمي، تعبر عن آراء المدونين ولا تعبر بالضرورة عن رأي فريق العمل والتحرير.