تركياسياسة

أردوغان: تركيا لا تعترف بضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا

أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، اليوم الأربعاء 23 آب/ أغسطس، عدم اعتراف بلاده بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية من قبل روسيا إلى الأراضي الروسية.

وأضاف أردوغان أن “تركيا تواصل القول إن ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا غير شرعي”، معربًا عن تمسك بلاده بموقفها “الداعم لوحدة الأراضي الأوكرانية”.

وتابع أردوغان: “من بين أولوياتنا ضمان سلامة وطمأنينة أبناء جلدتنا تتار القرم الأتراك الذين يعدون من السكان الأصليين بشبه جزيرة القرم”.

وأعلن الرئيس التركي أن انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وإحلال السلام والاستقرار في حوض البحر الأسود سيجعلان المنطقة والعالم أجمع “يتنفسان الصعداء”.

وسابقا، في 16 آذار/ مارس من العام الجاري، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا بمناسبة الذكرى التاسعة لضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية، جددت فيه تركيا تأكيدها دعم سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية وعدم الاعتراف بإلحاق روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بأراضيها بشكل غير قانوني.

وقالت الوزارة إن روسيا ضمت جمهورية القرم التابعة لأوكرانيا، قبل 9 سنوات، بشكل ينتهك القانون الدولي، عبر استفتاء غير شرعي أجري في 16 آذار/ مارس.

وأكدت أن “تركيا ستواصل دعم الأتراك التتار الذين هم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم للحفاظ على هويتهم وضمان حياة آمنة ومستقرة لهم في وطنهم التاريخي”.

والقرم، شبه جزيرة متنازع عليها من قِبل روسيا وأوكرانيا منذ عام 2014م، تقع شرقي القارة الأوروبية في شمال البحر الأسود إلى الجنوب من أوكرانيا، وتحيط بها المياه من جميع الجهات، ولا ترتبط بالبر القاري إلا من خلال شريط يبلغ 8 كيلومترات.

وتتمتع شبه جزيرة القرم بموقع إستراتيجي مهم في البحر الأسود، وتمتلك مدخلا إلى مضيق البوسفور والبحر المتوسط.

وعلى إثر انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991م أصبحت شبه جزيرة القرم جمهورية مستقلة تابعة لأوكرانيا، وبالمقابل سعى سياسيون روس في القرم إلى توثيق علاقات شبه الجزيرة مع روسيا وإلى تثبيت سيادتها.

وعندما أصبح فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا رئيسا لأوكرانيا عام 2010م، مدد عقد إيجار روسيا للميناء في سيفاستوبول حتى عام 2042م، وسمحت الاتفاقية لروسيا بوضع ما يقارب 25 ألف جندي في سيفاستوبول، والحفاظ على قاعدتين جويتين في شبه جزيرة القرم، وذلك مقابل تخفيضات في أسعار الغاز الروسي.

ونتيجة لذلك، وعلى خلفية إرجاء يانوكوفيتش توقيع اتفاقية التجارة الحرة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي؛ اندلعت احتجاجات شعبية في العاصمة كييف يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013م، واقترنت بأحداث شغب وعنف.

وبعد مظاهرات استمرت لأسابيع، اضطر يانوكوفيتش لمغادرة البلاد في 22 شباط/ فبراير 2014م، ليتسلم السلطة من بعده سياسيون موالون للغرب.

عند ذلك تحركت روسيا، وقام مسلحون بملابس عسكرية روسية باحتلال منشآت مهمة في القرم (البرلمان وبعض المطارات)، كما تم تنظيم استفتاء يوم 16 آذار/ مارس 2014م، انتهى بإعلان الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا، ووقع بوتين في 18 آذار/ مارس من العام نفسه معاهدة ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى