المفتاح الاستخباراتي

رئيس توغو يعزز قبضته على السلطة من خلال تعديلات انتقائية في قطاع الأمن

أفادت معلومات خاصة حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys” أنّ الرئيس التوغولي بدأ بترقيات مفاجئة وتهميش كبار الضباط، بهدف “ضمان الاستقرار في الجيش المكلف بمكافحة التهديدات على الحدود الشمالية، وفي الوقت نفسه، إبقاء الأمن الداخلي تحت قبضة الموالين للنظام”.

ووفقًا للمعلومات، يستغل الرئيس فوريه غناسينغبي ولاء الضباط العسكريين ودائرة صغيرة من رجال الأمن للحفاظ على سيطرة حازمة على الجيش والدرك وأجهزة الاستخبارات، التي تتضمن أدوارها الرئيسية التصدي للإرهاب والسيطرة على المعارضين السياسيين.

تهدف التعديلات المتكررة التي أجريت في الأشهر الأخيرة على رأس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التوغولية (FAT) إلى زيادة فعالية الجيش ومنع ظهور أي قادة كاريزميين إلى حد زعزعة الاستقرار، ومع ذلك، يتمتع العقداء على الخطوط الأمامية للقتال ضد المسلحين بنفوذ كبير، بينما تمكن عدد قليل من المسؤولين من الاحتفاظ بمناصب رئيسية في الأمن الداخلي.

تم تعيين ديميني اللهاري، رئيسًا جديدًا للأركان العامة للقوات المسلحة التوغولية، في القيادة العليا في أيار/ مايو، ولديه مهمة تتمثل في تأمين المناطق الشمالية من البلاد.

تبديل الضباط الكبار

اكتسب ألاهار، وهو من عرقية لامبا وينحدر من منطقة كارا الشمالية، مثل عشيرة غناسينغبي، مهارات تشغيلية وإدارية قوية على مدار حياته المهنية، وشمل ذلك فترات قيادة فوج الكوماندوز المظلي في توغو في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وإدارة الأمن في مطار غناسينغبي إياديما الدولي بعد عقد من الزمان، كنا تدرب في المدرسة الوطنية للضباط النشطين في تييس بالسنغال، قبل مواصلة دراساته العسكرية في فرنسا والجابون والكاميرون.

وفي منصبه الجديد، خلف الجنرال تاسونتي دجاتو، الذي لم يستمر في المنصب لمدة عامين والذي تولى المنصب من الجنرال دادجا ماجاناوي الذي لم يستمر طويلًا أيضًا.

جاءت هذه التعيينات الثلاثة بعد إقالة الجنرال فيليكس أبالو كادانجا، صهر غناسينغبي، في عام 2020، والذي قاد الجيش منذ عام 2013. وفي عام 2023، حُكم على كادانجا بالسجن لمدة 20 عامًا بعد إدانته في قضية مقتل العقيد بيتالا مادجولبا، الذي كان مسؤولًا عن كتيبة التدخل السريع الأولى (BIR).

الاستقرار الداخلي

في حين عانى الجيش التوغولي من العديد من التغييرات في الأشهر الأخيرة، فإن جهاز الأمن الداخلي، بقيادة الموالين الأقوياء، يقف على أرض أكثر صلابة، ومن بين الشخصيات الرئيسية فيه رئيس وكالة الاستخبارات الوطنية العقيد علي إيسو تشاكبيلي، وهو ابن آخر لبيا، ومثل العديد من كبار المسؤولين الأمنيين على مر السنين، عضو في مجموعة الكابي العرقية، والتي كانت تاريخيًا الأقوى داخل الدوائر الأمنية، وقد أدار الوكالة بقبضة من حديد منذ عام 2018، بالتعاون الوثيق مع الرئيس.

وفي الوقت نفسه، يتمتع العقيد كودجو أمانا، الذي ترأس الدرك منذ عام 2021، أيضًا بثقة الرئيس الدائمة. وقد حل محل العقيد يوتروفي ماسينا، وتلقى أمانا تدريبه في فرنسا في سان سير، ومدرسة الحرب في باريس، ومدرسة ضباط الدرك الوطني، وكان قائدًا سابقًا للقوة المختلطة الخاصة لمكافحة الأوبئة أثناء جائحة كوفيد-19.

وهناك شهادة أخرى على الاستمرارية داخل الهياكل الداخلية وهي الجنرال داميهان يارك، الذي شغل منصب وزير الأمن والحماية المدنية لأكثر من عقد من الزمان قبل أن يحل محله كاليكست مادجولبا في أيلول/ سبتمبر 2023، وكان ماجولبا سفيرًا سابقًا في فرنسا وله خلفية عسكرية، وقد كلف من قبل غناسينغبي بتولي أحد أكثر المناصب استراتيجية وحساسية في الحكومة.

وعلى الرغم من اغتيال شقيقه بيتالا ماجولبا، الذي كان من الممكن أن يكون بمثابة إشارة إلى سقوطه من منصبه، فقد احتفظ الدبلوماسي بمنصبه داخل الدائرة الداخلية للرئيس.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى