المفتاح الاستخباراتي

ريسَا أغ بولا يعلن عن حركة مسلحة للإطاحة بالمجلس العسكري في النيجر

في خطوة تصعيدية جديدة ضد المجلس العسكري الحاكم في النيجر، أعلن ريسا أغ بولا، الوزير السابق وأحد الحلفاء المقربين من الرئيس المعزول محمد بازوم، عن إطلاق “القوات المسلحة الحرة” (FAL)، وهي حركة سياسية وعسكرية تهدف إلى الإطاحة بنظام المجلس العسكري بقيادة عبد الرحمن تياني، الذي تولى السلطة في البلاد بعد انقلاب عسكري في تموز/ يوليو 2023.

في بيان صحفي صادر في 25 أيلول/ سبتمبر 2024، أكد أغ بولا حل “مجلس مقاومة الجمهورية” (CRR) بعد عام من تأسيسه، ليعلن عن الحركة الجديدة التي ستكون بمثابة استمرارية للمعارضة المسلحة ضد المجلس العسكري. واعتبر أغ بولا أن النظام الحاكم اتبع “موقفاً عدوانياً وقمعياً” من شأنه أن يغلق أمام الشعب النيجر فرص التوصل إلى حل سلمي، ما دفعه إلى توسيع نطاق النضال المسلح من أجل إقامة توازن في القوى.

الحركة الجديدة، التي تظهر في شعارها مقاتلًا يرفع سلاحه أمام جبل في النيجر، مع العلم الوطني، تعكس الطابع العسكري والمقاوم لهذه الحركة، التي دعت إلى “التعبئة العامة” للتصدي للمجلس العسكري. وقد وجهت الحركة رسالتها إلى الشعب النيجر بضرورة الانخراط في النضال ضد النظام العسكري، مؤكدةً على التزامها بمواصلة النضال من أجل إعادة الديمقراطية.

في تحرك متزامن مع إطلاق الحركة، أعلن أغ بولا عن تحالفه مع “جبهة التحرير الوطني”، وهي حركة معارضة أخرى في النيجر. هذا التحالف، الذي تم توقيعه في مايو 2024، يهدف إلى إعادة النظام الديمقراطي للبلاد، وأكدت الحركة أنها ستظل تحافظ على هذا التحالف الاستراتيجي مع جبهة التحرير الوطني. كما دعا أغ بولا جميع الجبهات المسلحة المعارضة للمجلس العسكري إلى تشكيل تحالف موحد للقتال ضد النظام العسكري، مؤكداً على أهمية التنسيق بين جميع الأطراف لتحقيق هدف “تحرير الشعب النيجر”.

فيما يتعلق بالتوترات داخل مجلس مقاومة الجمهورية، فإن أغ بولا كان قد تعرض للاستبعاد من الحركة قبل إعلان انطلاق “القوات المسلحة الحرة”. وفقاً للبيان الصادر عن نائب رئيس المجلس، عثمان عبدول موموني، تم اتخاذ قرار بالإجماع باستبعاده بسبب “حربه العنيدة” ضد النظام العسكري. ومع ذلك، فقد أبدى حزب التحرير الشعبي دعمه المستمر لأغ بولا، معتبراً إياه الرئيس الشرعي للحركة، وأكد التزامه بالحفاظ على التحالف لمواصلة النضال ضد المجلس العسكري.

منذ الانقلاب، يعيش ريسا أغ بولا بين الولايات المتحدة وفرنسا بعد أن مُنح اللجوء السياسي في نهاية يوليو. وهذا الوضع يتيح له حرية التنقل والتواصل مع القوى الدولية والجهات المعارضة للنظام العسكري، ما يعزز من موقفه السياسي في الساحة الدولية. في الوقت نفسه، تتواصل التوترات الأمنية في شمال النيجر، حيث تشهد المنطقة نشاطاً متزايدًا من قبل المجتمعات المتمردة مثل تورييج وتبو، التي تشارك في تمرد مسلح ضد النظام العسكري، ما يشير إلى تصاعد الاحتقان الأمني والسياسي في البلاد.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى