ماهي تداعيات سيطرة “إم23″على الحدود الكونغولية وتأثيراتها على الأمن والتجارة في جنوب أوغندا؟
شهدت الحدود الجنوبية الغربية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا تحولات جذرية بعد المكاسب الأخيرة التي حققتها قوات إم23، مما أدى إلى تغييرات ملحوظة في الأوضاع الاقتصادية والأمنية في جنوب أوغندا، وسيطرت قوات إم23 على أجزاء واسعة من الأراضي الممتدة على طول الحدود، مما عزز وجودها العسكري في المنطقة وأدى إلى تداعيات ملموسة على الجانب الأوغندي.
فمع استمرار التقدم العسكري لقوات إم23، فر العديد من ضباط الشرطة الكونغوليين إلى الأراضي الأوغندية بحثًا عن الأمان واللجوء، حيث استقبلت السلطات الأوغندية هؤلاء الضباط ونزعت أسلحتهم، ووفرت لهم الحماية بموجب اتفاقيات دولية تضمن لهم حق البقاء أو العودة إلى وطنهم دون إجبار، ورغم الجهود الدبلوماسية بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية لإيجاد حل لوضع هؤلاء الضباط، إلا أن التوتر لا يزال قائمًا.
من الناحية الاقتصادية، أحدثت سيطرة إم23 على الحدود تأثيرات كبيرة على حركة التجارة بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي سوق رئيسية للمنتجات الأوغندية، كما تراجع تدفق السلع عبر الحدود بسبب فرض رسوم مضاعفة من قبل سلطات إم23 على جانب الحدود الكونغولي، إلى جانب الرسوم المفروضة من السلطات الأوغندية، وهذا الوضع تسبب في صعوبات كبيرة للتجار الأوغنديين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على دفع رسوم مرتفعة مقابل نقل البضائع عبر هذه الحدود.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه التجار تحديات كبيرة في الوصول إلى مدن رئيسية مثل غوما، التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما اضطرهم لدفع ضرائب إضافية عند دخولهم هذه المناطق، ونتيجة لذلك، أصبحت حركة التجارة أكثر تعقيدًا وتكلفة، مما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي في المناطق الحدودية.
ورغم هذه التحديات، قامت أوغندا بتعزيز انتشار قواتها العسكرية على طول الخط الحدودي الذي تسيطر عليه إم23، حيث تسعى إلى حماية مناطقها الحيوية، بما في ذلك الحدائق الوطنية التي تشكل مصدر جذب رئيسي للسياحة، ورغم التوترات السائدة على الجانب الآخر من الحدود، فإن المسؤولين الأوغنديين يؤكدون أن الأنشطة الاقتصادية والسياحية في جنوب أوغندا مستمرة بشكل طبيعي، مع استمرار تدفق السياح إلى المناطق المحمية.