سياسة

تعديل وزاري واسع في مصر… وتغييرات “استراتيجية” في الدفاع والخارجية

أقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد ستة أشهر من إعادة انتخابه وزير دفاعه المؤثر، الذي توترت العلاقات معه، وعين وزير خارجية جديدًا مقربًا من أجهزة الاستخبارات في البلاد.

وقد أفادت معلومات خاصة حصلت عليها ”بوليتكال كيز | Political Keys” أنه بتعيين أسامة عسكر، رئيس أركان الجيش المصري السابق، في منصب مستشار لرئاسة الجمهورية، أنهى السيسي صراعًا بينه وبين وزير دفاعه السابق استمر لعدة أشهر، أما الوزير الجديد (عسكر) فقد كان يشغل منصب رئيس الأركان منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وكان من المفترض أن يترك منصبه بموجب قانون صدر عام 2021 يقلص مدة ولاية رئيس الأركان والقادة العسكريين الآخرين من أربع سنوات إلى عامين.

ووفقًا للمعلومات فقد تم تعيين عسكر بعد شهرين من صدور القانون في تموز/ يوليو 2021، بهدف منع تشكيل مركز قوة حول رئيس الأركان، وكان لدى السيسي خيار تمديد فترة ولاية عسكر لأكثر من عامين، لكنه قرر خلاف ذلك.

علاقات متوترة

وتبعًا للمعلومات فقد قرر السيسي بالفعل قبل عام إقالة رئيس الأركان، الذي كان من المقرر أن تنتهي ولايته في تشرين الأول أكتوبر 2023، لكن منصب عسكر في المجلس الأعلى للقوات المسلحة مكنه من البقاء لبضعة أشهر أخرى، و كانت العلاقات بين الرجلين متوترة لسنوات، وفي عام 2015.

وتولى (عسكر) قيادة القيادة الموحدة للمنطقة الواقعة شرق قناة السويس، والتي تم إنشاؤها لمركزية مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولكن سرعان ما تم تهميشه، حيث تم تعيينه نائبًا للقائد العام لتنمية سيناء في أواخر عام 2016، ثم خضع لفترة طويلة خارج دائرة الضوء حتى ترقيته في عام 2021.

تعيينات جديدة

وقد استبدل السيسي محمد زكي بعبد المجيد صقر وزيرًا للدفاع، وقد تمت ترقية صقر، الذي ينتمي بشكل كامل لجهاز الأمن المصري، إلى رتبة فريق، وهو قائد سابق للشرطة العسكرية ارتقى في صفوف الجيش حتى وصل إلى منصب نائب وزير الدفاع، وفي عام 2018، ترك الجيش ليصبح محافظًا للسويس، وهو المنصب الذي شغله حتى تعيينه في 3 تموز/ يوليو.

حوالي 20 حقيبة وزارية متأثرة

ومن بين المغادرين البارزين الآخرين وزير الخارجية سامح شكري، الذي ترددت شائعات عن رغبته في مغادرة الحكومة منذ عدة سنوات، وفي الأسابيع الأخيرة، أبلغ الرئيس المصري أنه يرغب في ترك منصبه، وقد حل محله بدر أحمد محمد عبد العاطي، سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي منذ عام 2021، وخلال هذه الفترة اكتسب سمعة باعتباره “مهندس العلاقات المصرية الأوروبية”.

وتابعت المعلومات أن عبد العاطي يبلغ من العمر 58 عامًا، الذي ينتمي بشكل كامل لوزارة الخارجية المصرية، متخصص في الاتحاد الأوروبي، وقبل وصوله إلى بروكسل، كان نائبًا لوزير الخارجية للشؤون الأوروبية، وكان ملفه الشخصي مفضلًا على ملف سفير مصر في باريس، علاء يوسف.

ويقال إن عبد العاطي قريب من جهاز المخابرات العامة، وتزامنت فترة وجوده في برلين بين عامي 2015 و2019 مع قضية تجسس شملت ألمانيًا من أصل مصري يعمل في الخدمة الصحفية للمستشارة أنجيلا ميركل، والذي اتُهم بتزويد القاهرة بالمعلومات.

ترقيات أخرى

ومن جانبه، تمت ترقية وزير النقل السابق اللواء كامل الوزير إلى رتبة نائب رئيس الوزراء للشؤون الصناعية، وكذلك وزير الصناعة، مما عزز دور الجيش داخل الحكومة، وكان الوزير رئيسًا لهيئة الهندسة العسكرية بين عامي 2014 و2015، ولعب دورًا محوريًا في العديد من مشاريع البنية التحتية الكبرى، بما في ذلك قناة السويس الجديدة.

ووفقًا لمراقبين فإنه في المجمل، قد أثر التعديل الوزاري الذي أجراه السيسي على حوالي 20 حقيبة وزارية، تتراوح من النفط إلى الزراعة إلى العدل إلى الأوقاف.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى