بقيادة الرئيس بَسيرو ديوماي فاي… السنغال تعيد تشكيل المشهد الأمني في البلاد
منذ تولي الرئيس بَسيرو ديوماي فاي السلطة، بدأت السنغال تشهد إعادة هيكلة شاملة لمشهدها الأمني، بينما يعتبر هذا التغيير ضروريًا لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، إلا أنه لا يمثل قطعًا كاملًا مع ممارسات الماضي، إذ استعان الرئيس الجديد بشخصيات بارزة من حقبة الرئيس السابق ماكي سال.
أثناء حملته الانتخابية، تعهد فاي بجعل أمن السنغال ومواطنيها “أولوية مطلقة”، وبعد فوزه، بدأت الحكومة الجديدة في مواجهة تهديدات متعددة تشمل الإرهاب والجريمة عبر الحدود والصيد غير القانوني.
في خطوة لافتة، عين الرئيس فاي زعيم المعارضة السابق عثمان سونكو رئيسًا للوزراء، واستمر في تعيين خبراء أمنيين بارزين من عهد ماكي سال. وعلى الرغم من استبعاد المسؤولين المتورطين في قمع الاضطرابات الاجتماعية بشكل غير رسمي، إلا أن التعيينات الجديدة تعكس استمرارية معينة في النهج الأمني.
وفي 5 نيسان/ أبريل، أعلن سونكو عن تشكيل الحكومة الجديدة، مانحًا مناصب رئيسية لضابطين عسكريين هما وزير القوات المسلحة ووزير الداخلية، مما يعزز من الخبرة العسكرية في مواجهة التحديات الأمنية الحالية.
أحدهما، الجنرال بيرام ديوب، ذو الستين عامًا، القادم من سلاح الجو، تم تعيينه كوزير للقوات المسلحة. ديوب، الذي تدرب في المغرب والولايات المتحدة وفرنسا، شغل منصب رئيس أركان سلاح الجو في 2015 ورئيس الأركان العامة من 2020 إلى 2021. تولى ديوب دورًا هامًا كمستشار أمني للرئيس السابق ماكي سال من 2017 إلى 2020. يعرف ديوب ببراعته وفهمه العميق لهياكل الدفاع في السنغال، وقد عارض نشر الجيش ضد المتظاهرين خلال احتجاجات 2021، مما أكسبه دعمًا شعبيًا.
ثانيهما، الجنرال جان باتيست تين تم تعيينه وزيرًا للداخلية ليحل محل محمد مختار سيسي. تين، الذي تدرب في المغرب وفرنسا، قاد الدرك السنغالي من 2019 حتى إقالته في 2021 بسبب الانتقادات الموجهة لتقاعس القوات الأمنية خلال الاضطرابات. بعد تقاعده المبكر، عمل كسفير للسنغال في موسكو. تين، الذي يتمتع بخبرة عسكرية ودبلوماسية، سيواجه تحديات كبيرة كوزير للداخلية، منها التوترات الداخلية في الشرطة الوطنية والتوازن الديني في بلد يغلب عليه المسلمون.
ومن المتوقع أن يواجه كل من ديوب وتين تحديات متعددة في مجالي الدفاع والأمن الداخلي. تتضمن هذه التحديات التعامل مع الإرهاب والجريمة عبر الحدود والصيد غير القانوني، إضافة إلى إدارة التوترات الداخلية بين الأجهزة الأمنية المختلفة.
تغييرات في الجيش
قام الرئيس فاي بتعيين العقيد باب بيران ديييه مساعدًا للرئيس لشؤون الدفاع. ديييه، البالغ من العمر 47 عامًا وابن شقيق الرئيس السابق عبدو ضيوف، تلقى تدريبه في فرنسا وشغل أدوارًا مهمة في عهد الرئيس السابق ماكي سال. يظل الجنرال مباي سيسي رئيسًا لأركان القوات المسلحة، مع استمرار الجنرال الحاج نيانغ رئيسًا لسلاح الجو، واللواء عبدو سين رئيسًا للبحرية.
وفي خطوة مفاجئة، أقال الرئيس فاي رئيس الأركان الجنرال سليمان كاندي وأرسله ليشغل منصب الملحق العسكري في السفارة السنغالية بنيودلهي، بعد توترات بشأن إعادة التفاوض على الاتفاقيات العسكرية مع الشركاء الغربيين.
تعيين رؤساء جدد للدرك والشرطة
في 24 نيسان/ أبريل، عيّن الرئيس الجنرال مارتن فاي قائدًا عامًا للدرك، مع الجنرال بابا ديوف كنائبه. مارتن فاي معروف بولائه المطلق للوزير الجديد جان باتيست تين، وقاد سابقًا وحدة GIGN التكتيكية للدرك.
كما قام وزير الداخلية الجديد بإعادة تنظيم قيادة الشرطة العليا، بتعيين المفتش العام مام سيدو ندور لرئاسة المديرية العامة للشرطة الوطنية (DGPN)، خلفًا للمفتش العام سيدو بوكار ياك.
كما شملت التغييرات أيضًا أجهزة الاستخبارات، حيث تم تعيين الحاج داودا نيانغ رئيسًا للوفد العام للاستخبارات الوطنية (DGN). نيانغ، الذي يحمل رتبة لواء وتلقى تدريبه في فرنسا، لديه خبرة واسعة في الاستخبارات وسبق أن شغل منصب مدير المديرية العامة للاستخبارات الخارجية (DGRE).
في المديرية العامة للاستخبارات الداخلية (DGRI)، تم تعيين المفتش العام للشرطة بيير ميندي رئيسًا للـ DGRI، بينما تولى مفوض القسم عبدولاي با قيادة مديرية مراقبة الأراضي (DST) بشكل مؤقت.