تحركات دبلوماسية لـ “أرض الصومال” في نيروبي لمواجهة تحركات مقديشو
أطلقت “أرض الصومال” حملة دبلوماسية مكثفة في العاصمة الكينية نيروبي، في محاولة لتعزيز موقفها الدولي وكسب الاعتراف بسيادتها، وتزامنت هذه الحملة مع الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان استقلالها من جانب واحد عن الصومال، مما يعكس الجهود المستمرة للدولة الانفصالية للبحث عن اعتراف دولي ودعم إقليمي.
منذ إعلان استقلالها عام 1991، لم تحظَ أرض الصومال باعتراف دولي واسع، وتظل جزءًا من الصومال وفقًا للقانون الدولي، ففي كانون الثاني/ يناير، وقعت أرض الصومال مذكرة تفاهم مع إثيوبيا، تعرض فيها تأجير أرض لقاعدة بحرية إثيوبية مقابل اعتراف إثيوبيا بسيادتها، وهذا الاتفاق يعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع لجذب الدعم الإقليمي والدولي.
وقد قاد الوفد الرسمي إلى نيروبي، كل من وزير النقل، ربيع عبدي محمد، ووزير الخارجية السابق، محمد بيهي يونس، وتم اختيار يوم 18 أيار/ مايو، الذي يصادف الذكرى السنوية لإعلان استقلال أرض الصومال، لبدء هذه الحملة.
وبحسب معلومات حصلت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، فإنّ الهدف من الحملة هو الترويج للفوائد الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تنجم عن الاعتراف الدولي بأرض الصومال، خصوصاً في سياق التعاون مع إثيوبيا.
وبحسب المعلومات، فإنّ تفاصيل مذكرة التفاهم الموقعة مع إثيوبيا تشمل مقترحات لتعزيز التعاون الثنائي، تتضمن اتفاقية الثقة والتجارة الفنية، إلى جانب تحديثات على اتفاقيات استخدام ميناء بربرة، الذي تديره شركة موانئ دبي العالمية. كما تهدف أرض الصومال إلى إظهار أن الاتفاقية مع إثيوبيا يمكن أن تكون نموذجًا للتعاون الإقليمي المفيد اقتصاديًا وسياسيًا.
وفد أرض الصومال التقى بعدد من السياسيين الكينيين، منهم حاكم مقاطعة تانا ريفر، دادو جودانا، والنواب فطومة جيدي، وسوليكا هوبالي هارون، وإستير باساريس، ومعظم هؤلاء ينتمون إلى الحركة الديمقراطية البرتقالية المعارضة. كما شارك في الاجتماعات أيضاً باتريك لومومبا، مؤيد آخر لأرض الصومال ومنتقد للرئيس روتو.
التحديات أمام أرض الصومال
تستمر مقديشو في اعتبار أرض الصومال جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وقد أطلقت حملة دبلوماسية لحشد الدعم الإقليمي ضد الاعتراف بأرض الصومال. كما تعي أرض الصومال أن دعمها في نيروبي قد تضاءل مقارنة بفترة رئاسة أوهورو كينياتا، حيث يفضل الرئيس روتو الآن الحوار مع مقديشو.
وكان الرئيس الكيني روتو احتمع مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود لمناقشة قضايا التعاون الاقتصادي والأمني، لا سيما في مواجهة التهديدات من حركة الشباب، ويأتي هذا الاجتماع كجزء من جهود الرئيس روتو لتعزيز العلاقات مع مقديشو، مما يعقد موقف أرض الصومال.
أيضًا يدعم روتو ترشيح زعيم المعارضة رايلا أودينغا لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، مما يجعله أقل ميلاً لدعم أرض الصومال في مواجهة مقديشو.