مكالمة “سرية” تاريخية بين الرئيس الإيفواري وزعيم المعارضة
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys”، على معلومات خاصة تفيد أنّ مكالمة هاتفية سرية جرت بين الرئيس الإيفواري الحسن واتارا وزعيم المعارضة غيوم سورو في يوم 29 آذار/ مارس، جاءت هذه المكالمة بعد أكثر من خمس سنوات من العلاقات الباردة بين الطرفين.
بمبادرة من سورو، وبعد وصول واتارا إلى أبيدجان من فرنسا، جرت هاتين المكالمتين في سرية تامة، وخلال المحادثات، عبر سورو عن ندمه واستعداده للمصالحة، بينما أعرب واتارا عن استعداده للمسامحة وقد توصل الرجلان إلى اتفاق بشأن مواصلة المحادثات للوصول إلى تفاصيل أكثر تحديدًا حول هذه المصالحة.
يأتي هذا الاتصال بعد شهر من إفراج واتارا عن عدد من مساعدي سورو المسجونين، بما في ذلك مدير البروتوكول السابق المؤثر سليمان كاماراتي المعروف بلقب “الروح إلى الروح”، وأشاد سورو بدوره بالإفراج عن كاماراتي خلال المكالمة الهاتفية.
مستقبل المصالحة والتوتر السياسي
على الرغم من أن الطرفين لم يتحدثا مباشرة عن عودة سورو إلى ساحل العاج، إلا أن هذا الموضوع لا يزال جزءًا من الخلفية السياسية، وفي هذا السياق، لم يستبعد واتارا إصدار جواز سفر إيفواري لسورو، مما قد يمهد الطريق لعودته الرسمية. ومنذ عدة أشهر، كان الرئيس الإيفواري يغطي أيضًا الفواتير الطبية للعديد من الأشخاص المقربين من سورو الموجودين في أبيدجان.
لكن محكمة أبيدجان الجنائية حكمت على رئيس الوزراء السابق بالسجن المؤبد غيابيا في 2021 بتهمة “التآمر” و”محاولة تقويض سلطة الدولة”، وصادرت السلطات مقر إقامته في أبيدجان وبعض أصوله.
محادثات السلام
منذ عام 2019، جرت عدة محاولات للوساطة بهدف التوفيق بين سورو وواتارا، لكن لم ينجح أي منها حتى الآن، وفي عام 2021، أعرب الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو، الذي يعرف سورو شخصيًا منذ أكثر من عشرين عامًا، عن استعداده لدعم مثل هذه المبادرة، حتى أنه عقد اجتماعًا سريًا مع سورو في جنيف في أيلول/ سبتمبر 2021.
وفي الآونة الأخيرة، أصبح الرئيس التوغولي فور غناسينغبي أيضًا متورطًا في القضية بموافقة واتارا، الذي أجرى معه محادثات خلال إقامة قصيرة في أبيدجان في شباط/ فبراير، وعلى وجه الخصوص، حث سورو على وضع حد لهجماته العلنية على الرئيس الإيفواري.
وسورو هو الشخصية المعارضة الوحيدة المتبقية في ساحل العاج التي تعارض بشدة واتارا، ومن خلال اختياره لمثل هذا الموقف، وجد نفسه معزولًا فعليًا على الساحة السياسية في ساحل العاج، ومنذ إعادة انتخاب واتارا عام 2020، أعاد الزعيمان السياسيان الرئيسيان الآخران في البلاد، لوران غباغبو، والمتوفى مؤخرًا هنري كونان بيدييه، الاتصال به.
وبالنسبة لواتارا، فإن استئناف الحوار مع سورو يوفر له أيضًا فرصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية لعام 2025 لإكمال عملية “المصالحة الوطنية” التي انطلقت في عام 2020.
تعد هذه المكالمة والمحادثات السياسية بين واتارا وسورو خطوة مهمة نحو إحلال السلام وتقوية الوحدة الوطنية في ساحل العاج. ومع ذلك، تظل المستجدات القادمة تحديًا للسلطات الإيفوارية وللمجتمع الدولي في متابعة تطورات الوضع السياسي في البلاد.