أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، أمس الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر، أنهما لم يرفضا بشكل قاطع التفاوض على صفقة تبادل أسرى وفق مبدأ “الكل مقابل الكل”، الذي يفضي لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين وتبييض السجون.
لكنّ نتنياهو ادّعى أن حماس عرقلت هذه الصفقة، لأنها اشترطت وقف الحرب، أي إجهاض هدفها الأساسي وهو تصفية حماس، فيما قال غالانت إن هذه الصفقة لم تعد واردة اليوم، وأضاف: حماس لا تفهم سوى لغة القوة.
أهالي الأسرى يحتجون على قرار استئناف القتال
وكانت مجموعة من أفراد عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ومعهم عدد من الأسرى الذين حُرِّروا مطلع الأسبوع الماضي، قد اجتمعوا مع أعضاء مجلس قيادة الحرب محتجين على قرار استئناف القتال ووقف المفاوضات مع حماس ضمن الوساطة المصرية – القطرية.
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تكلم الجميع بحرقة وحزن شديدين و”أكدوا أنهم يخشون موت أو قتل أبنائهم وبناتهم في الأَسْر، فهناك مسنّون ومرضى ممن لا يتحملون العناء في الأنفاق”، وقالوا: “إنهم يخافون من الحرب ومن تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الذين يتحدثون عن الاقتراب من يحيى السنوار”، فهذا يعني أنهم يقتربون من المخطوفين.
وأبدى المتحدثون رعبهم من التصريحات التي تهدد بإغراق الأنفاق بماء البحر المتوسط لإغراق قادة ومقاتلي حماس، وتساءلوا: “هل يفهم أعضاء مجلس قيادة الحرب ماذا يعني هذا الإغراق؟ يعني إغراق 136 أسيرًا إسرائيليًا معهم، هل يفكر قادتنا بأولادنا؟ أم هل قرروا التضحية بهم حسب بروتوكول هنيبعل؟”.
شهادات من الأسرى الذين أطلق سراحهم
وقالت إحدى المخطوفات التي حُرِّرت مؤخرًا “نحن لا نعرف ماذا يجري اليوم للمخطوفين ولا درجة معاناتهم، لكنني أقول إنني كنت ميتة من الخوف طيلة الوقت، أنتم تقولون إنكم في حرب لتحرروا الأسرى، وأنا أقول لكم إن القصف الذي ينفذه جيشنا يهدد حياتهم.
وأضافت، كنا نسمع في الأنفاق دويَّ الانفجارات ونرتعد خوفً، لكنَّ رجال (حماس) كانوا ينامون بهدوء ولا يتأثرون ولا يخافون القصف، كانوا يمزحون… لذلك أتوسل إليكم اتركوا هذه الحرب، فهي لن تأتي بنتيجة سوى تهديد حياة الأسرى الإسرائيليين”.
وقال دانيال ليفشيتس، وهو حفيد يوخيفيد ليفشيتس التي أفرجت عنها حماس وعوديد ليفشيتس الذي لا يزال محتجزًا في غزة: “ندعوكم إلى العودة فورًا إلى طاولة المفاوضات من دون تأجيل، وبأي ثمن، إن الاستخفاف بنا وتجاهل صرخاتنا هو شيء مخزٍ، وإذا لم تكن لديكم مصلحة بتمثيلنا سنتوجه إلى جهة دولية توافق على القيام بذلك لن نتوسل إليكم”.
أهالي الأسرى يخرجون من الاجتماع بـ”خيبة أمل”
وخرج الأهالي من الاجتماع بخيبة أمل قاسية واتهموا نتنياهو بعدم الجدية، فقد تهرب من الإجابات عن أسئلتهم، وكان يقرأ من ورقة حملها بيده، وقال لهم إنه لا يخبرهم بكل ما يريدون سماعه، لأنه لا يريد أن يُفشي الأسرار حول العمليات التي يقوم بها الجيش كي لا يستفيد منها العدو، وأكد أنه يعمل على إطلاق سراح جميع الأسرى بلا استثناء.