ما هي الأجواء التي تعيشها غـ.زة في ثاني أيام “الهدنة”؟
يُرتقب اليوم السبت 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، الإفراج عن مزيد من الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في اليوم الثاني للهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، وهو اتفاق حمل بعض الهدوء “الهش” لسكان غزة بعد سبعة أسابيع من الحرب. كما قال مراقبون.
وقد توصلت قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة هذه، والتي تستمر أربعة أيام وقابلة للتمديد، وتنص الهدنة على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلًا فلسطينيًا.
ووصلت أمس الجمعة الدفعة الأولى والتي تضم 24 رهينة أفرجت عنهم حماس وتشمل 13 إسرائيليًا، وعشرة تايلانديين، وفيلبينيًا واحدًا إلى إسرائيل عبر مصر، من جهتها أفرجت إسرائيل عن 39 فلسطينيًا حسب نادي الأسير الفلسطيني.
وكانت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية نشرت بعد ظهر أمس الجمعة لائحة تضم 39 اسمًا لأسرى فلسطينيين هم 15 فتى و24 امرأة.
بايدن: هناك فرصة لتجديد الهدنة
واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، أن إفراج حماس عن مجموعة أولى من الرهائن ليس سوى بداية، مؤكدًا وجود فرص حقيقية لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة.
ومن المقرر أن تعلن قطر، اليوم السبت، عدد الرهائن والأسرى الذين سيفرج عنهم خلال النهار، وقالت السلطات الإسرائيلية إنها تلقت لائحة الرهائن الذين سيتمكنون من مغادرة غزة ، لكنها لم تحدد عددهم أو الوقت المتوقع لإطلاق سراحهم.
وقال دورون سبيلمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي:”لا يزال هناك نحو 215 رهينة في غزة، مضيفاً: لا نعرف في كثير من الحالات هل هم أحياء أم أموات، وذكرت وزارة الخارجية التايلاندية، السبت، أن هناك بين الرهائن المتبقين 20 مواطنًا تايلانديًا آخرين”.
ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس خطفت زهاء 240 شخصًا خلال هجومها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وأبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصميمه على إعادتهم جميعًا إلى إسرائيل.
أفراح تعم الضفة الغربية
في الضفة الغربية رافقت مظاهر البهجة عودة الأسرى الفلسطينيين، الذين أفرجت عنهم إسرائيل بموجب الاتفاق كما حصل في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين، فقد استقبلت حشود كبيرة الأسرى الفلسطينيين عند نزولهم في بيتونيا، وأطلقت مفرقعات نارية أضاءت السماء في المكان.
ورفع المشاركون عددًا من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين، بينما في القدس الشرقية تم حظر أي احتفال.
وقالت مرح باكير (24 عامًا) التي قبعت في السجن ثمانية أعوام: أنا سعيدة.. الحرية رائعة بعيداً عن جدران السجن الأربعة، لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي وكانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا.
ازدحامات في غزة
حملت الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة بعد حملات قصف إسرائيلي عنيف منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن ضجيج الحرب حلت محله أبواق السيارات في الازدحامات المرورية وصافرات سيارات الإسعاف التي تحاول شق طريقها بين النازحين.
فقد بدأ الجمعة عشرات آلاف السكان منذ ساعات الفجر الأولى مغادرة مدارس ومستشفيات احتموا فيها للعودة إلى بيوتهم في المناطق الشرقية الحدودية لخان يونس ورفح والبريج والمغازي ودير البلح التي غادروها قبل أسابيع.
وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن في القطاع وفقاً للأمم المتحدة، وتم تهجير 1.7 مليون شخص من أصل 2.4 مليون في غزة،
في خان يونس جنوبي القطاع مر رجل مسن حاملاً حقيبة على كتفه، وقال بصوت أجش، إنه يشعر بالأمان لأن ثمة هدنة، وإنه سيعود أخيرًا إلى القرية إلى خزاعة على حدود إسرائيل، ومن حوله يسير آلاف الرجال والنساء والأطفال أو يتكدسون في سيارات وعربات.
الجيش الإسرائيلي يلقي منشورات تحذر من العودة لشمال القطاع
لكن منشورات أطلقها الجيش الإسرائيلي جوًا حذرت من أن الحرب لم تنته، ويعد الجيش الثلث الشمالي من القطاع حيث تقع مدينة غزة منطقة قتال وأمر جميع المدنيين بالمغادرة، وحذرت المنشورات من أن العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جدًا.
وعلى الرغم من هذا التحذير حاول آلاف الفلسطينيين العودة إلى شمال غزة، أمس الجمعة، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وأفاد أوتشا بمقتل شخص على الأقل وإصابة العشرات في حوادث مع القوات الإسرائيلية التي فتحت النار وألقت الغاز المسيل للدموع على فلسطينيين متجهين شمالًا.
قطاع غزة ينتظر مزيدًا من القوافل الإنسانية
ويفترض أن تتيح الهدنة أيضًا دخول عدد أكبر من قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، ويعيش حصارًا كاملًا منذ 9 تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن قطعت إسرائيل عنه إمدادات الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.
ودخلت الجمعة 200 شاحنة محملة مساعدات إلى غزة حسب وحدة تنسيق الشؤون المدنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وقال “أوتشا” إن هذه أكبر قافلة إنسانية منذ بداية الحرب.