ما هو مصير آلاف العمال الفلسطينيين “المعتقلين” في إسرائيل الذين عادوا لـ “غـ.زة” مؤخرًا؟
بعد 28 يومًا من اعتقال السلطات الإسرائيلية لعمال فلسطينين على خلفية هجوم حماس في 7 تشرين الأول، أطلق الإسرائيليون أمس الجمعة 3 تشرين الأول/ نوفمبر، سراحهم، و لا يعلم آلاف العمال الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في إسرائيل مصير ذويهم في قطاع غزة، بفعل الحرب الإسرائيلية التي خلفت آلاف القتلى، ودمرت أحياءً وأبراجًا سكنية بشكل كامل.
وبحسب وكالة محلية، فإن أولئك العمال الذين وصلوا الجمعة لقطاع غزة، عاشوا أوضاعًا صعبة داخل السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم، أثناء الحرب المتواصلة منذ 7 تشرين أول الماضي.
وتقطعت السبل أمام العمال الواصلين لغزة، في الوصول لمناطق سكنهم وخاصة في المناطق الشمالية ومدينة غزة، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع، وعاد آلاف العمال الفلسطينيين أمس، بعد أن أبعدتهم إسرائيل إلى قطاع غزة من معبر “كرم أبو سالم” جنوب القطاع، وذلك بعد أن رحلوا إلى الضفة الغربية ومنها إلى القطاع.
هآرتس: مجلس الوزراء الأمني من أطلق سراحهم
و ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أن مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي قرر إعادة عمال غزة المتواجدين في إسرائيل والضفة إلى القطاع.
من جهتها، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن إسرائيل أفرجت أمس الجمعة عن 3200 عامل من غزة كانت اعتقلتهم بعد أحداث 7 تشرين أول في إسرائيل.
وقالت الصحيفة على موقعها: “تم إطلاق سراح حوالي 3200 عامل من غزة كانوا اعتقلوا في إسرائيل بعد الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر”.
وأضافت الصحيفة أن المجلس قرر أيضا عدم السماح لعمال غزة بدخول الأراضي الإسرائيلية بعد الآن، كما قرر مجلس الوزراء الأمني أيضا تحويل أموال الضرائب المجمدة إلى السلطة الفلسطينية، على أن تخصم منها الأموال المخصصة لقطاع غزة.
أردنا الهروب للضفة فاعتقلنا الجيش
وبحسب الوكالات المحلية، فقد قال حسن أبو الخير، من مدينة رفح: “كنا في إسرائيل وأردنا الهروب إلى الضفة الغربية بعد غلق حدود القطاع، لكن الجيش الإسرائيلي قام باعتقالنا”، وأضاف : “لم أتواصل مع أهلي ولا نعرف عنهم شيئًا، هل هم على قيد الحياة أو استشهدوا”،
وتابع: “في المعتقل قمعونا، والأكل حبة بندورة ظهراً وتفاحة واحدة في المساء”.
وبحسب الوكلات، فإن عبد الناصر عبد الباري، من سكان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة قال: “اعتقلونا من مدينة رهط بالنقب (جنوب) واقتادونا إلى التحقيق وسألونا عن حماس في غزة”، وأضاف: “سألونا عن أماكن سكننا في غزة، وقالوا لنا من يكذب سنقصف بيته، وأنا اليوم لا أعرف شيئًا عن أهلي، سألت عنهم في معسكر الشاطئ، قالوا لي أنهم غادروا إلى جنوب القطاع”.
فيما قال رمزي أبو طير، من بلدة عبسان الكبيرة: “ما حصل معنا شيء فظيع.. كنا نعمل بمدينة رهط ، قبل أن نتجه إلى الضفة الغربية واعتقلونا على الحواجز وألقونا في السجون دون ذنب”.
وبحسب وزارة العمل الفلسطينية في قطاع غزة، وصل عدد العمال من غزة الحاصلين على تصاريح للعمل في إسرائيل حوالي 18 ألفًا و500 عامل.
وبحسب مراقبين، فإنه لم يكن جميع هؤلاء العمال يتواجدون في إسرائيل مع بداية اندلاع الحرب، فعدد كبير منهم كان يتواجد في غزة قبل الحرب، بسبب توقف معظم القطاعات الاقتصادية عن العمل بالتزامن مع الأعياد اليهودية.
ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل منذ 28 يومًا حربًا مدمرة على غزة، قتل فيها 9061 فلسطينيًا، بينهم 3760 طفلًا، وأصاب 32000، كما قتل 143 فلسطينيًا واعتقل نحو 1900 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قتلت “حماس” أكثر من 1538 إسرائيليا وأصابت 5431، وفقا لمصادر إسرائيلية رسمية، كما أسرت ما لا يقل عن 242 إسرائيليًا ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء في سجون إسرائيل.