وصف متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، مساء أمس السبت 28 تشرين الأول/ أكتوبر، استعداد حركة “حماس” للإفراج عن الأسرى بأنه “إرهاب نفسي بشكل ساخر لممارسة الضغط”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده هاغاري، رد فيه على بيان المتحدث باسم حركة حماس أبو عبيدة وأيضًا قائد “حماس” بغزة يحيى السنوار، بشأن استعداد الحركة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين.
وقال المتحدث عن بيان السنوار: “هذا إرهاب نفسي تقوم به حماس بشكل ساخر لممارسة الضغط”.
وأضاف: “ما قام به السنوار إرهاب نفسي، لا يوجد أي عرض على الطاولة بخصوص الأسرى، السنوار لا يمكنه إصدار بيانات، يتحدث بواسطة آخرين” ، و “حماس لا تقيم اتصالات دون وساطة مع إسرائيل، وسنواصل كل الجهود، المدنية والاستخبارية، لإعادة المختطفين”، و “حتى الآن قمنا بإبلاغ عائلات 230 مختطفا بأن أبناءهم محتجزون لدى حماس”.
وفي وقت سابق من مساء السبت، قال السنوار إنهم جاهزون “فورًا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة”.
ودعا السنوار الهيئات والمؤسسات العاملة بمجال الأسرى في فلسطين “لاعتبار نفسها في حالة انعقاد دائم وإعداد قوائم باسم الأسرى والأسيرات لدى الاحتلال دون استثناء تحضيرًا لمستجدات المرحلة القادمة”.
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فأكد مساء السبت، أن مجلس الحرب في الحكومة بحث إمكانية إبرام اتفاقية تبادل تشمل كافة الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنه قال إنه لن يناقش ذلك على العلن.
وفي السياق ذاته، أعلن ممثلو عائلات الأسرى الإسرائيليين في وقت سابق السبت، دعمهم لإبرام اتفاقية تشمل تبادل كافة الأسرى من الطرفين.
الأسيرات يتعرضن للتنكيل وحرمانهن من زيارة أهاليهن أو محاميهن
على صعيد متصل قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية الأسبوع الماضي: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستغل الحرب على قطاع غزة للانفراد بتعذيب الأسيرات، والتنكيل بهن في ظل التعتيم على وضع السجون ومنع المحامين وأهالي الأسيرات من زيارتهن.
وكشفت الهيئة تفاصيل اقتحام سجن الدامون الثلاثاء الماضي بقوة كبيرة من السجانين بأيديهم الهراوات وقنابل الغاز والأسلحة، وإفراغها محتويات الغرف، وعند اعتراض الأسيرات على ذلك “تعرضن للضرب وعزل جزء منهن، إلى جانب إغراق الغرف بقنابل الغاز دون مراعاة القاصرات وكبيرات السن والمريضات”.
ولفتت هيئة الأسرى إلى أن ذلك يأتي في ظل ما تخضع له الأسيرات من إجراءات انتقامية ومشددة لأكثر من أسبوعين، مشيرة إلى تصاعد حملة الاعتقالات مؤخرا تحت ذرائع التحريض والنشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، ليبلغ عدد الأسيرات نحو 50 أسيرة في سجن الدامون حاليًا.
اعتقالات متصاعدة
من جهته، كشف نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات في الضفة الغربية، وهي حملة متصاعدة بشكل غير مسبوق منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تاريخ إطلاق فصائل المقاومة في غزة عملية “طوفان الأقصى” ردًا على الانتهاكات المتعددة للاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن غارات مكثفة على غزة خلفت آلاف الشهداء والجرحى.
وبينت الهيئة ونادي الأسير أن الاحتلال ينتهج الاعتقال وسياسة التهديد، والضرب بحق المعتقلين وعائلاتهم، وتخريب منازل المواطنين، مشيريْن إلى أن الاعتقالات تجاوزت 6500 منذ مطلع العام الجاري.
مظاهرات لأهالي الأسرى الإسرائيليين
ذكر موقع والا العبري، أنه تظاهر مساء أمس السبت نحو 1000 إسرائيلي، الليلة أمام مقر إقامة نتنياهو الخاص في قيساريا، معربين عن تضامنهم مع عائلات الأسرى في غزة، ومطالبين باستقالة نتنياهو فورا من منصبه، وأضاءوا مئات الشموع تخليدًا لمن قتل في الغلاف، وهتف بعض المتظاهرين عبر مكبرات الصوت: عار، عار، مذنب – نطالب بـ 1500 حكم مؤبد لنتنياهو (مؤبد مقابل كل قتيل في الغلاف) – وكرروا العبارات: “بيبي قاتل”، “بيبي خائن”، “بيبي إلى السجن”
ويذكر أن إسرائيل تشن منذ 22 يومًا عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدية”، دمرت أحياء بكاملها، وأوقعت – بحسب الصحة الفلسطينية- 7703 شهداء، بينهم 3195 طفلًا، و1863 سيدة، إلى جانب 19743 أصيبوا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة “حماس” أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيليًا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، وترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني معتقل في سجون الاسرائليين، بينهم أطفال ونساء.