أطلقت الرئيسة الهندية “دروبادي مورمو” يوم الثلاثاء 5 أيلول/ سبتمبر، على نفسها “رئيسة البهارات” وذلك أثناء تناول العشاء على هامش قمة مجموعة العشرين، ما أثار التكهنات بأنّ الحكومة الهندية ربما تكون تمهد لتغيير اسم البلاد.
وبحسب “رويترز” فقد كانت الدعوات الصادرة عن الهيئات الدستورية الهندية تذكر دائمًا اسم الهند عندما يكون النص باللغة الإنجليزية، واسم بهارات عندما يكون النص باللغة الهندية.
ومع ذلك، فإن الدعوات -باللغة الإنجليزية- لحضور حفل عشاء مجموعة العشرين سمت “مورمو” رئيس بهارات، وقال مسؤول في مكتب الرئيس إنهم لا يريدون التعليق على هذه القضية عندما سألته “رويترز”.
ونظرًا للأيديولوجية القومية الهندوسية التي تتبناها حكومة رئيس الوزراء “ناريندرا مودي” وسعيها لزيادة استخدام اللغة الهندية، فقد رد المنتقدون على استخدام بهارات في الدعوات من خلال الإشارة إلى أن الحكومة كانت تضغط من أجل تغيير الاسم رسميًا.
وعلى مر السنين، قامت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي بزعامة مودي بتغيير الأسماء الاستعمارية للبلدات والمدن بدعوى مساعدة الهند على تجاوز ما أسمته عقلية العبودية.
ويذكر أنه في اللغة الإنجليزية، يُطلق على عملاق جنوب آسيا اسم الهند، بينما يُطلق عليه في اللغات الهندية أيضًا اسم بهارات وباراتا وهندوستان، وتبدأ ديباجة النسخة الإنجليزية من الدستور بعبارة “نحن شعب الهند…”، ثم في الجزء الأول من الوثيقة تنص على أن “الهند، أي بهارات، يجب أن تكون اتحادًا للولايات”.
ففي اللغة الهندية يستبدل الدستور الهند بكلمة بهارات في كل مكان، باستثناء الجزء الذي يحدد أسماء البلاد، والذي يقول باللغة الهندية: “بهارات، أي الهند، يجب أن تكون اتحادًا للولايات”.
إن تغيير اسم الهند إلى بهارات فقط سيتطلب تعديلًا للدستور الذي سيحتاج إلى إقراره بأغلبية الثلثين في مجلس البرلمان.
ويأتي الحادث عن تغيير الاسم بعد أيام فقط من إعلان الحكومة عن جلسة استثنائية مفاجئة للبرلمان تستمر خمسة أيام في وقت لاحق من هذا الشهر، دون الكشف عن أي جدول أعمال، حيث أثارت هذه الخطوة تقارير غير مؤكدة تفيد بإمكانية مناقشة تغيير الاسم وإقراره خلال الجلسة.
ولم يكن هناك تأكيد على أن مثل هذه الخطوة قيد الإعداد، لكن أعضاء الحكومة وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم اقترحوا أن يكون لاسم “بهارات” الأولوية على الهند.
ويشار إلى أن كلا الاسمين موجودين منذ أكثر من ألفي عام، وبينما يقول بعض مؤيدي اسم بهارات إن المستعمرين البريطانيين أطلقوا عليه اسم “الهند”، يقول المؤرخون إن الاسم يسبق الحكم الاستعماري بقرون.
وتنبع الهند من نهر السند، الذي كان يسمى سيندهو باللغة السنسكريتية، كان المسافرون من أماكن بعيدة مثل اليونان يحددون المنطقة الواقعة جنوب شرق نهر السند على أنها الهند حتى قبل حملة الإسكندر الأكبر الهندية في القرن الثالث قبل الميلاد.
أما اسم بهارات فهو أقدم من ذلك، حيث ورد في الكتب المقدسة الهندية القديمة، ولكن وفقًا لبعض الخبراء، تم استخدامه كمصطلح للهوية الاجتماعية والثقافية وليس للجغرافيا.