أبرز المقالاتالمفتاح الاستخباراتي

صحيفة استخباراتية: موسكو تتعاقد مع جنود صرب للتجنيد الفوري في أوكرانيا

كشفت صحيفة “إنتليجنس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، في تقرير لها الثلاثاء 22 آب/ أغسطس، عن معلومات خاصة تفيد بحصولها على تفاصيل عملية سرية من موسكو في بلغراد لاستقطاب ما يقرب من 500 مواطن من البلقان للقتال في أوكرانيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، إنه من المتوقع وصول عدد من المجندين الجدد من منطقة البلقان بحدود 1 أيلول/ سبتمبر إلى معسكر مؤقت خارج العاصمة الروسية.

وأضافت المجلة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، أنه بالإضافة إلى الـ 50 مقاتلًا صربيًا تم استقطابهم بالفعل، من المتوقع أن تصل الفرقة إلى 500 مقاتل وسوف يتم إرسالهم بسرعة إلى جانب الجنود الروس على الجبهة الأوكرانية. مشيرة إلى أنه تم إنشاء “وحدة صربية” لاستضافتهم ضمن الفرقة الجوية الحرسية 106 أو الفرقة تولا للقوات الجوية الروسية (VDV).

ووفقًا لـ”إنتليجنس”، فقد قامت شبكة من الشخصيات شبه العسكرية الروسية والصربية بالتحضير للعملية منذ شهر أيار/ مايو بمبادرة من حاكم منطقة موسكو، أندريه فوروبيوف، بدعم رفيع المستوى داخل جهاز الأمن الفيدرالي من وزارة الدفاع إلى جهاز أمن الدولة، FSB، والوفد المرافق لفلاديمير بوتين.

وقد كانت منظمة الضباط الروس المتمردين “وسام الجمهورية” هي التي استحوذت على المبادرة من خلال مخبريها داخل مختلف هياكل السلطة كجزء من عملية أطلق عليها اسم “قطار البلقان السريع”. وفقًا للصحيفة الفرنسية.

و تعمل المنظمة، التي تعارض النظام الروسي الحالي والحرب الروسية على أوكرانيا، على جمع المعلومات من خلف الأبواب المغلقة لأجهزة الأمن الروسية.

ويتألف المجندون بشكل رئيسي من مواطنين صرب وأشخاص من الأقليات الإثنية الصربية في البلدان المجاورة. و بين منتصف تموز/ يوليو ومنتصف آب/ أغسطس، تم اختيار 50 مرشحًا ونقلهم إلى روسيا على متن رحلات تجارية بمجموعات تضم مجموعتين أو ثلاثة تحت غطاء عقد مع شركة وهمية تعمل في مجال البناء. وتمكن “إنتليجنس أونلاين” من رؤية معلومات شخصية لـ 13 من هؤلاء المجندين.

وأشارت “إنتليجنس” إلى أنه يتم إيواء المقاتلين المستقبَلين في مسكن مؤقت تم إعداده في ملعب زوركي الشتوي، في بلدية كراسنوجورست وقد تولت اللجنة العسكرية المحلية التعامل مع الأوراق الرسمية لعقود التجنيد الخاصة بهم وتم توقيع هذه العقود بالتنسيق مع اللجنة العسكرية لبلدية أخرى في منطقة موسكو، كوروليوف.

وأكدت الصحيفة الاستخباراتية، أنّ الرجل المسؤول عن التخطيط والخدمات اللوجستية للمشروع هو مواطن من البلقان يعيش في روسيا، وأن قائد الحرب الصربي العرقي من البوسنة والهرسك دافور سافيتشيتش (اسمه مشتق من اسمه الحركي “وولف”) معروف جيدًا بين دوائر المرتزقة الروس، وكان عضوًا في القوات الخاصة غير الرسمية التابعة للزعيم اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، وقاتل مع المجموعة شبه العسكرية فاغنر في أوكرانيا عام 2014 وفي سوريا بعد عام 2016.
وتابعت: “كان لدى الحاكم فوروبيوف، وهو العقل المدبر للعملية وجزء من الدائرة الداخلية لوزير الدفاع سيرجي شويجو، مخاوف في شهر أيار/ مايو من أنه لن يتمكن من تلبية أهداف التجنيد الإقليمية التي حددها الكرملين كجزء من خطة التعبئة غير الرسمية”.

وبحسب “إنتليجنس” فقد جاءت فكرة تجنيد مواطنين أجانب من الرجل الثاني في قيادته، العقيد السابق في جهاز الأمن الفيدرالي رومان كاراتاييف، نائب رئيس الحكومة ومدير إدارة الأمن الرئيسية لمنطقة موسكو، وبالاعتماد على علاقاته الخاصة مع ميليشيا “ريدوت” شبه الحكومية والميليشيا الشعبية في جمهورية دونيتسك الشعبية، اقترح كاراتاييف أولًا التجنيد من داخل هاتين المنظمتين.

لكن حاكم منطقة تولا المجاورة، أليكسي ديومين، جاء باقتراح أكثر جاذبية، وضع هؤلاء المجندين الافتراضيين ضمن الفرقة 106 المحمولة جوًا بقيادة الجنرال فلاديمير سيليفرستوف، وذلك عندما تم أيضًا إحضار رئيس فرع جهاز الأمن الفيدرالي في موسكو، أليكسي دوروفييف، لمناقشة الخطط خلف الأبواب المغلقة.

ومن ثم، قام المنادون بالخطة بتسليم المشروع إلى الدراج الروسي الأسطوري ألكسندر زالداستانوف، المعروف أيضًا باسم “الجراح”، والذي يرأس نادي الدراجين الروسي “ذا نايت وولفز” والذي يمتلك علاقات طويلة الأمد مع بوتين.

ومن خلال العلاقة الودية لزالداستانوف مع ابن الرئيس الصربي السابق، ماركو ميلوسيفيتش، الذي لجأ إلى روسيا بعد مواجهته بتهم تنظيم الجريمة في بلاده، تعهد زالداستانوف للمسؤولين الروس بأنه سيكون قادرًا على إشراك شخصيات شبه عسكرية من البلقان، مثل سافيتش، في المشروع. وقد تم رصد الصديقين معًا في عدة مناسبات في المجتمع الراقي في موسكو خلال الأسابيع القليلة الماضية.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى