مع تصاعد وتيرة الحرب في السودان… اشتباكات بين الفصائل السودانية في ليبيا
شهدت ليبيا مؤخرًا تصاعدًا في حدة الاشتباكات بين الفصائل السودانية المتنافسة، حيث اندلعت معارك عنيفة بين حركة/جيش تحرير السودان بقيادة ميني ميناوي ومنشقين عن مجلس الصحوة الثوري الموالي لقوات الدعم السريع، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وتأتي هذه الاشتباكات في ظل التوترات المستمرة في المنطقة، خصوصًا بعد اندلاع الحرب في السودان في منتصف نيسان/ أبريل 2023.
وقد كشفت مصادر عسكرية أن القوات الموالية للجنرال محمد بخيت عجب الدر، المنشق عن مجلس الصحوة الثوري، صدت هجومًا لعناصر حركة تحرير السودان أثناء محاولتهم دخول الأراضي السودانية، ووقع الهجوم في منطقة بلنجة داخل ليبيا، وأدى إلى خسائر فادحة لحركة تحرير السودان/فصيل مني ميناوي، حيث استولت القوات الموالية لعجب الدر على 15 مركبة عسكرية وأربع شاحنات إمداد وذخيرة، وأسروا العديد من الجنود.
ويدعم اللواء محمد بخيت عجب الدر قوات الدعم السريع، بينما ينحاز رئيس مجلس الصحوة الثوري، موسى هلال، إلى الجيش السوداني، وقد بدأت قوات عجب الدر الانسحاب من ليبيا متجهة إلى السودان لدعم قوات الدعم السريع التي تخوض مواجهات دامية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. في المقابل، اتهم موسى هلال عجب الدر بالاختلاس وإحداث انقسامات داخل التنظيم.
الوضع الميداني
وفي السياق، زعم القائد الميداني لقوات الدعم السريع، علي رزق الله، المعروف بـ”السافانا”، أن قواته تسيطر على منطقة المثلث الحدودي الذي يربط السودان وليبيا وتشاد. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع دمرت وحدات متنقلة تابعة لحركات دارفور المسلحة حاولت مهاجمة مواقعها بالصحراء الكبرى، وأفاد بهزيمة وحدات من الحركات المسلحة في بلدتي “أم بار” و”عاروري” ومقتل قائدها العميد موسى كوم غروب.
وكانت هناك اشتباكات عنيفة بين الحركات المسلحة الموالية للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالقرب من قاعدة “الزرق” التابعة لقوات الدعم السريع بمنطقة المثلث الحدودي. وزعمت قوات الدعم السريع أنها أحبطت مخططات للحركات المسلحة لكسر حصار الفاشر، ودمرت العديد من الوحدات المتنقلة، واستولت على أكثر من 100 مركبة عسكرية.
وتشير التقارير الأممية إلى وجود آلاف المقاتلين السودانيين في مختلف المدن الليبية، يعملون ضمن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلا أن الوضع تغير بعد اندلاع الحرب في السودان، حيث بدأت بعض المجموعات العسكرية بالانسحاب إلى الأراضي السودانية لدعم الأطراف المتحاربة.
بينما تشير الأحداث الأخيرة إلى تصاعد التوترات بين الفصائل السودانية في ليبيا، مع تأثيرات مباشرة على الوضع الأمني في المنطقة، ويبدو أن الصراع المستمر في السودان قد دفع الفصائل المسلحة إلى إعادة ترتيب صفوفها والتحرك بين الحدود الليبية والسودانية لدعم حلفائها.