خاص | للحديث عن العلاقات السودانية – المالية وآخر تطورات الحرب… بوليتكال كيز تجري حوارًا خاصًّا مع الباحث “محمد مصطفى سنغارية”
أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 18 حزيران/ يونيو 2024، حوارًا خاصًّا مع الباحث السياسي الخبير في الشأن الإفريقي، محمد مصطفى سنغارية، للحديث عن علاقات السودان مع مالي وبعض دول الساحل الإفريقي الأخرى، وآخر تطورات الحرب السودانية دوليًّا.
وقال سنغارية إن “السودان ومالي كانتا سابقًا تتقاسمان التحديات ذاتها، حيث كانت السودان تحت حكم العسكر بقيادة البشير، وكذلك مالي كان يحكمها انقلاب عسكري، وبذلك كانتا تنتهجان سياسة الخروج من مرحلة الفساد والرشوة”.
وأضاف أن “الحرب في السودان باعدت بينها وبين دول الساحل الإفريقي، وأثرت على هذه الدول بشكل أو بآخر، نظرًا لما حصل من تهريب أسلحة ونزوح جماعي وقدوم مرتزقة من دول الساحل إلى السودان لدعم أحد طرفي النزاع”.
وبخصوص زيارة عضو مجلس السيادة السوداني، الفريق أول، شمس الدين الكباشي، إلى بامكو عاصمة مالي، قال سنغارية إن “زيارة الكباشي يمكن قراءتها على أنها التماس من الحكومة المالية لخارطة طريق تخرج السودان من الأزمة، نظرًا لأن الحكومتين تواجهان تحديات متشابهة، حيث تواجه الحكومة المالية تحديات أمنية كانت متمثلة بالتمرد في الشمال، وهذه التحديات ما تزال قائمة، والحكومة في طريقها لحسم الأمور والنجاح، والحكومة السودانية بحاجة الاستفادة من خبرات الحكومة المالية في هذا المجال”.
وأضاف الباحث السياسي الخبير في الشأن الإفريقي أن “الجماعات الإرهابية تتنقل بين الحدود بسهولة، رغم بعد الحدود بين مالي والسودان، وتتنقل بين معظم الدول في هذه المنطقة من إفريقيا، لذلك من الوارد ويمكن القول إن الأزمة في السودان لها جذور في مالي، فالإرهاب ليس له حدود، وتجارة الأسلحة تجارة رابحة ولا يمكن السيطرة عليها والتحكم بها”.
وبشأن نية دول الساحل الإفريقي التوسط لإنهاء الحرب في السودان، أكد سنغارية أن “هذا أمر منطقي ومطلوب”، مضيفًا: “نحن انتقدنا الدول الإفريقية التي تجمعت وذهبت للتوسط لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في حين أن الحرب في السودان قائمة وهي دولة في القارة الإفريقية نفسها، فكيف تذهب لإطفاء الحريق في دار الجار البعيد بينما دار الجار القريب تحترق”، مشيرًا إلى أن “زيارة عضو مجلس السيادة السوداني إلى مالي لا بد أنها ستناقش موضوع الوساطة، التي تعتبر تسويقًا لدول الساحل الإفريقي في المنطقة”.
وتفيد مصادر “بوليتكال كيز | Political Keys” بأن دول الساحل الإفريقي الخمس، تنوي التوسط لانهاء الحرب في السودان، وتؤكد مصادر أخرى في سياق آخر أن “زيارة عضو الحكومة السودانية إلى بامكو جاءت بهدف شراء أسلحة وطائرات مسيرة لصالح الجيش السوداني من أجل مواجهة قوات الدعم السريع”.
وعلق سنغارية على هذه المعلومات بالقول إن “مالي لديها علاقات طيبة مع الدول التي تورد الأسلحة مثل روسيا وتركيا، وهذا ساعدها على استيراد الأسلحة ودحر الإرهاب على أراضيها، وبالتالي يحاول السودان الاستفادة من هذه العلاقات والخبرات لدحر قوات الدعم السريع”.
وختم الباحث السياسي الخبير في الشأن الإفريقي، محمد مصطفى سنغارية، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “نموذج مالي في الحرب على الإرهاب نموذج رائد ناجح لا بد أنه سيفيد السودان، خصوصًا بعد الانتقال من الحظيرة الفرنسية إلى الحظيرة الروسية”.