خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا مع رئيس مجلس التحالف السوداني حافظ إبراهيم
أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع حافظ إبراهيم وزير الثروة الحيوانية السابق ورئيس مجلس التحالف السوداني الموقعة على اتفاق سلام جوبا بالسودان.
وعن الأوضاع المعقدة في الداخل السوداني وتوسع رقعة الحرب في البلاد، قال إبراهيم، “صحيح أن الأمور الآن صارت أكثر تعقيدًا، وفي تقديري يعود ذلك إلى استمرار القتال ورفض قادة الجيش السوداني الذهاب إلى منبر جدة للتفاوض ورفضهم أيضًا السماح لقوافل الإغاثة بالوصول إلى مناطق كردفان ودارفور التي توجد بها أكثر معسكرات للنازحين”.
وتابع: “قائد الجيش ومن خلفه الجماعات الإسلامية المتطرفة يصرون على استمرار الحرب بل يذهبون إلى تجييش المواطنين من خلال ما يُسمى بالمقاومة الشعبية والكتائب الجهادية التي تعتمد على القبائل في الأساس. لذا أستطيع القول هنا إذا لم نتدارك الأمر ونعمل جميعًا لإيقاف الحرب، فإن السودان سيدخل نفق الصراعات القبلية، وهذا غير مفيد لوحدة بلادنا”.
أما عن توجيه التهمة لقوات الدعم السريع فب الهجوم على قرية “ود النورة”، فاعتبر رئيس مجلس التحالف السوداني، أنّ “الأحداث التي وقعت في ود النورة تعكس أن السماح للجماعات الإسلامية ومجموعات الهوس الديني بتجييش المواطنين هو مضر كما قلت. خاصة أن هذه الجماعات الآن تتخذ من منطقة المناقل، التي تتبع لها منطقة ود النورة، قاعدة لها، كما قامت هذه الجماعات والجيش بفتح معسكرات لتدريب المستنفرين من المقاومة الشعبية المسلحة وتم جلب السلاح لهم. إذن، الخطورة تكمن في تواجد تلك الجماعات المتطرفة وسط السكان لأنها تقوم بتحريضهم وتسليحهم والزج بهم في معركتهم الخاسرة”. معتبرًا أنّ “الحل الأنجح لإنهاء هذه الحرب هو الذهاب إلى منبر مفاوضات جدة”.
هل يجلس البرهان وحميدتي على طاولة المفاوضات لحل الأزمة؟
أما فيما يتعلق بأهداف زيارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى المناقل، ودعوته لخوض مفاوضات للوصول لحل الأزمة، أفاد إبراهيم، “أعتقد أن برهان يواجه ضغوطًا من الإسلاميين المتطرفين لعدم الذهاب للمفاوضات، وبالتالي زيارة برهان للمناقل تأتي في إطار التحشيد وتجييش المواطنين استجابة لرغبة تلك الجماعات. ولكن، هل تجييش المواطنين والزج بهم في المعركة يحل المشكلة؟ لا أعتقد ذلك. الأفضل هو الذهاب إلى التفاوض بدلًا من إطالة معاناة السودانيين”.
أما فيما يخص تنسيقية تقدم، ومدى قدرتها على إيقاف الحرب في السودان، أوضح رئيس مجلس التحالف السوداني، “منذ بداية تأسيسها، ظلت الحركة تتواصل مع أطراف الصراع لإنهاء الحرب والعودة إلى المسار المدني الديمقراطي، وما زالت تعمل مع الآخرين لإيقاف الحرب في بلادنا. هذا الطرح يمثل رغبة السودانيين”.
أما عن زيارة الفريق أول شمس الدين الكباشي إلى مالي والنيجر، ومدى كونها جاءت لبحث حل لأزمة السودان، أم للمطالبة بعناصر الدعم السريع الموجودين هناك، فقال إبراهيم، “أولاً، لا توجد عناصر تتبع للدعم السريع أتت من النيجر ولا من أي دولة من غرب إفريقيا، والذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع هم سودانيون لهم إسهاماتهم في تأسيس الدولة الوطنية السودانية منذ المهدية. الحديث عن أن هؤلاء أجانب هو استهلاك سياسي وتعبئة، لأن هذه القوات قبل 15 نيسان/ أبريل 2023 كانت تقوم بتأمين حدود البلاد من شرقها إلى غربها. أنا لست مطلعًا ولست مهتمًا بزيارة الكباشي ولا بأهدافها، ولكن أعتقد أن الرجل يبحث عن تحالفات جديدة لحكومة بورتسودان غير الشرعية، والحديث عن وجود عناصر من النيجر تقاتل مع الدعم السريع كما قلت هو حديث لتضليل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي”.
التطورات في الفاشر
وفيما يتعلق بمحاصرة قوات الدعم السريع للفاشر وقصفها المدنيين وسط أزمة انسانية غاية الخطورة هناك، أشار إبراهيم، “ما يحدث في الفاشر يتحمل مسؤوليته بعض رفاقنا في حركات الكفاح المسلح الذين تحالفوا مع الجيش ومليشياته الإرهابية، وعندما اندلعت الحرب، اتخذنا موقف الحياد وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع وعملنا على حماية المدنيين وتأمين الطوائف التجارية وقوافل الإغاثة وتواصلنا مع الطرفين للوصول إلى تفاهم حول ذلك”
وأردف: “بعد سقوط دارفور، تواصلنا أيضًا مع قيادة الدعم السريع بأن قواتهم لا تدخل مدينة الفاشر، وبالفعل، وافق الدعم السريع والتزم بذلك ولم تدخل قواته الفاشر وظل الوضع كما كان عليه، ولكن بعض رفاقنا من الحركات، وخاصة حركة تحرير السودان بقيادة مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل، أعلنوا انحيازهم للجيش والقتال في صفوفه، وهنا سقط الاتفاق بعدم دخول الفاشر، حاول الناس أن ينبهوا مناوي وجبريل بخطورة تلك الخطوة على الإقليم، ولكن مع الأسف استمروا في موقفهم. صحيح أن الوضع الإنساني الآن في الفاشر صعب للغاية، وخاصة ما يتعلق بالإغاثة، ويرجع ذلك لموقف قائد الجيش برهان الذي أعلن من قبل بعدم السماح لقوافل الإغاثة بالوصول إلى دارفور، ونحن نعمل مع رفاقنا في الحركات التي ما زالت ملتزمة بالحياد، وهي حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الدكتور الهادي إدريس، وحركة تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الأستاذ الطاهر أبو بكر حجر، وحركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور سليمان صندل، ونعمل جميعًا على تشكيل قوة مشتركة تقوم بحماية المدنيين في الإقليم وحماية القوافل التجارية وتوصيل الإغاثة للمتضررين. هذا ما نتحرك الآن من أجله، ويعتبر من أولوياتنا”.
وعن موقفه من المبادرة المصرية للم الأطراف السودانية في القاهرة، ومدى إمكانية نجاحها، فأوضح رئيس مجلس التحالف السوداني، “نحن نرحب بكل المبادرات التي تقود إلى إنهاء الحرب في السودان وعودة المسار المدني الديمقراطي”. وتابع: “نقدر مجهودات الاتحاد الإفريقي في إيجاد حل لإنهاء الحرب”، مردفًا: “موقفنا في التحالف السوداني من الأزمة هو أننا نعمل مع الآخرين لإيقاف الحرب ونظل نتمسك بموقف الحياد وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع”
وختم إبراهيم حديثه بالقول: “ظل برهان يكرر الحديث عن عدم التفاوض مع الدعم السريع، ومع ذلك ونأمل أن يفكر في معاناة السودانيين بدلًا من العمل على استمرار الحرب”.